أهم سمة في قصص الكاتبة نورة العَمري الثلاث الواردة في كتاب « أنين الأمل» (الدار العربية للعلوم ناشرون- 2017)، أنها موجهة إلى الأسرة العربية والناشئة معاً، فتهتم بهذه الفئة العمرية الوسطى بين الأطفال والكبار والتي قلما حظيت باهتمام الأدباء والكتّاب، فجاء «أنين الأمل» محاولة لإلقاء الضوء على مشكلات الأولاد ورفع الغبن عن بعض الحالات، وإذكاء الأمل في الحياة من جديد؛ ولعلّ عطّار الحكي يُصلح ما أفسد دهر المجتمع.في المقدمة تقول الكاتبة العَمري: «... في الحقيقة لا يلجأ إلى الخرافة إلا من فقد الأمل، ومثل هذه القصص تزرع الأمل في قلوب أعياها الظلم... وأقصد هنا ظلم الإنسان للإنسان بفرض هيمنته عليه واستضعافه، كما أنها ترسم ابتسامة جميلة وحلماً بعيداً في قلوب هؤلاء المستضعفين.لن أحكي لكم أسطورة من الأساطير التي ينتصر فيها المظلوم بطريقة خيالية، بل سآخذكم إلى واقع الضعفاء؛ سأحكي لكم حكاية الطفلة أمل، التي تعرضت لظلم المجتمع، وهو من أقسى أنواع الظلم، فيا له من ظلم تنوء به الجبال حين يرسم لك المجتمع صورة مخيفة، ويحكم عليك من خلالها، ويا لها من حياة تعيشها وذنب لم تقترفه ولا تعرف لماذا يلاحقك». بقراءة متأنية للقصص الثلاث «حكاية أمل»، «انتظر قليلاً أيها القمر» و«إلى أين أذهب يا أمي»، نجد تركيزاً في الكلام على الخيال الاجتماعي الذي لا ينفصل عن اللاَّوعي الثقافي، وعن الذاكرة والعادات الجماعية والخرافات وأثرها السلبي في حياة الأولاد، ومن ثم في دور الحلم ووظيفته في تحفيز السلوكيات الأبناء نحو حياة جميلة، أي توجيه القارئ وبخاصة الأهل إلى ضرورة الاهتمام بالقيم وإعطاء الأولوية للروابط الأسرية والعائلية، والتواصل العاطفي والتآزر مع الأبناء، وما ينجم عنه من قيم تكافلية ورَحْموية سوف تسهم في تعديل وتوجيه السلوك بسلام إذا أردنا لأولادنا أن يحيوا حياة صحية من الناحية النفسية. وكما تقول الكاتبة «فلا تجرحوا طفلاً ولو بنظرة، فذاكرة الطفل لا تنسى ولا تمحو، كما أنها لا تغفر أبداً. فكلما كبر كبرت معه جراحه وازدادت ألماً».
توابل - ثقافات
إصدار : أنين الأمل
كتاب « أنين الأمل»
26-03-2017