بالتزامن مع حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ25، التي جاءت بعنوان «يوم الشهيد»، ضرب الإرهاب مجددا في سيناء، أمس، إذ سقط 10 من قوات الجيش المصري، إثر انفجار عبوتين ناسفتين في مركبتين لعناصر المداهمة، ما أسفر عن مقتل 3 ضباط و7 أفراد من القوات المسلحة، في شمالي سيناء، التي تشهد نشاطا للجماعات التكفيرية المسلحة التي دأبت على مهاجمة قوات الجيش والشرطة.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة تامر الرفاعي إن «قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني نفذت حملة مداهمة لإحدى البؤر الإرهابية شديدة الخطورة وسط سيناء، أسفرت عن مقتل 15 تكفيريا والقبض على 7 آخرين، كما تم اكتشاف وتدمير مخزنين، بداخلهما نصف طن من مادة تي إن تي، شديدة الانفجار».

Ad

وأضاف الرفاعي: «أثناء مطاردة العناصر الإرهابية، انفجرت عبوتان ناسفتان في مركبتين لعناصر المداهمة، ما أسفر عن استشهاد 3 ضباط و7 أفراد من أبطال القوات المسلحة».

في السياق، قال شهود عيان إن «عبوة زرعتها عناصر تكفيرية، انفجرت في منطقة السبيل جنوبي غرب مدينة العريش، ظهر أمس، خلال مرور سيارة ميكروباص مدنية تابعة لشركة الكهرباء، ما أسفر عن مقتل السائق وإصابة خمسة ركاب، حيث تم نقل الجثة والمصابين إلى مستشفى العريش العام»، بينما قامت قوات الأمن بتمشيط المنطقة للبحث عن عبوات أخرى.

في غضون ذلك، لم يتمالك الرئيس المصري دموعه، أمس، في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ25، التي جاءت بعنوان «يوم الشهيد»، قائلا عند حديثه عن قتلى الجيش والشرطة في العمليات الإرهابية: «ولاد كل شهيد ولادي»، ثم توقف لحظات بعدما غلبته دموعه، ليستكمل قائلا: «ولاد كل شهيد ولادي، ومش ولادي أنا بس، دول ولاد كل المصريين»، مقررا مضاعفة موازنة جمعية المحاربين القدماء.

وأضاف السيسي: «بقول للناس كل الناس اللي بتشوفوه، واللي بنتصدى له في مصر بوجه واحد من فضلكم توقفوا أمامه يا مصريين، إحنا في مصر بنتصدى للإرهاب بوجه حقيقي واحد مش بوجهين، أبناء مصر اللي بيسقطوا عشان تترفع راية الحق».

وتابع: «إحنا تصدينا في مصر حماية لوطن وشعب لا يروع ولا يقتل ولا يُدمر ولا يضيع، وعشان نقول للناس رايتك يا رب، نرفع راية الحق الحقيقية، البناء والتعمير والخلق والرحمة، مش اللي بنشوفه»، مدينا العمليات الإرهابية التي شهدتها بريطانيا أمس الأول، قائلا: «نحن كحماة الحق الحقيقيين ندين كل عمل إرهابي خسيس وجبان ضد بريطانيا، وأي حد على وجه الأرض».

وقف الوجبات

ومع انتشار ظاهرة تسمم مئات الطلاب في العديد من المحافظات، أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي، مساء أمس الأول، إيقاف صرف وجبات التغذية المدرسية على مستوى جميع المديريات التعليمية، اعتبارا من صباح أمس، وقالت الوزارة، في بيان، إنها ستشكل لجنة من جميع الأجهزة المعنية بالدولة، للوقوف على أسباب حدوث مثل تلك الحالات.

ودخل رئيس الحكومة شريف إسماعيل، على خط الأزمة، إذ عقد اجتماعا مع وزراء التضامن، والتنمية المحلية، والتربية والتعليم، والزراعة، صباح أمس، لمراجعة مختلف جوانب منظومة التغذية المدرسية، إذ تقرر تشكيل مجموعة عمل برئاسته، مع تكليفها بأن تقوم خلال أسبوع، بإجراء تقييم شامل لجوانب منظومة التغذية المدرسية.

وبينما استعرض الاجتماع جميع مراحل منظومة التغذية المدرسية، التي تقدم لنحو 9 ملايين طالب يوميا، اندفع أعضاء مجلس النواب في انتقاد الحكومة، على خلفية حالات تسمم طلاب المدارس، حيث تقدمت النائبة مارجريت عازر ببيان عاجل أمس لرئيس مجلس النواب علي عبدالعال، وجهته لرئيس الحكومة وعدد من الوزراء، مؤكدة أن انتشار الحالات يثير شكوكا كثيرة حول وجود فساد في المنظومة الخاصة والمسؤولة عن الواجبات.

بدورها، قالت عضوة لجنة التعليم والبحث العلمي في البرلمان ماجدة نصر، لـ«الجريدة»، إنها ستتقدم بطلب إحاطة لوزير التربية والتعليم، مشيرة إلى أن واقعة التسمم تدل على وجود إهمال وفساد داخل المدارس.

وأضافت نصر: «أعتقد أنه يتم شراء وجبات غذائية منتهية الصلاحية أو تقترب من الانتهاء، كما أن وسائل التخزين لهذه الوجبات تكون بطريقة غير صحية»، مطالبة بضرورة إجراء تحقيقات في الوقائع.

لجنة ثنائية

في غضون ذلك، ترأس رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ونظيره اللبناني سعد الحريري، اجتماع اللجنة العليا المشتركة المصرية اللبنانية، المنعقدة في القاهرة أمس، وحضرها وزراء من الجانبين، وبحثت اللجنة سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية، فضلا عن توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين في العديد من مجالات التعاون السياحي وتسهيل الإجراءات والتأشيرات، إضافة إلى الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتجاري، لاسيما في مجالات الحاصلات الزراعية.

وأكد الحريري أنه طلب خلال لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، أن تساعد مصر في تدريب ضباط الجيش اللبناني، والرئيس مستعد لذلك وأعطى توجيهاته في هذا الشأن، مضيفا في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن لبنان يرسل عادة ضباطا لمصر للتدريب، وهذا الأمر ساعده في مكافحة الإرهاب، مشيدا بتفهم الرئيس السيسي للوضع في لبنان وحساسيته.

وأضاف الحريري: «هدفنا الأساسي دائما هو تقوية الجيش اللبناني وإمداده بالقوة العسكرية، لأنه آن الأوان أن يتحكم لبنان في مصيره هو وحده، ومع الوقت كلما كان الجيش مسلحا أكثر ومتدربا أكثر سيكون هناك تفاعل أكثر مع الناس».