احتفلت مكتبة الكويت الوطنية، مساء أمس الأول، بتسلم وتدشين مكتبة محمد الشارخ الخاصة التي تحتوي ستة آلاف عنوان لكتاب كمرحلة أولى والمهداة إلى المكتبة الوطنية.

وقال راعي الحفل نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، في تصريح للصحافيين على هامش الحفل، إن هذا العطاء السخي من محمد الشارخ الذي يتمثل بإهدائه جزءا من مكتبته ومقتنياته التي تضم انواعا من المعرفة ليس غريبا على اهل الكويت الذين جبلوا على العطاء.

وأعرب الجراح عن الشكر لمكتبة الكويت الوطنية وللمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب على دورهم وجهودهم في دعم الثقافة في البلاد.

Ad

ومن جهته، قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل، في كلمته خلال الحفل، إن الاهداء الكريم من محمد الشارخ يعتبر من المواقف المشرفة والاسهامات البناءة في مؤازرة ودعم المكتبة الوطنية، والإيمان بدورها الثقافي ورسالتها التنموية الهادفة.

وبين العبدالجليل ان المكتبة الوطنية تسلمت اليوم الجزء الاكبر من مكتبة محمد الشارخ الخاصة، وهي مكتبة ثرية ذات تنوع وشمول وكثافة في محتواها ورصيدها القيم من مصادر عديدة والتي يربو عددها على ستة آلاف عنوان، كمرحلة اولى، وسيهدي في مرحلة ثانية ألفي عنوان.

وذكر ان المكتبة المهداة سوف تخضع الى العمليات الفنية المكتبية اللازمة وتحظى بموقعها المميز بين المكتبات الخاصة التي بلغ عددها 19 مكتبة أهلية، عدا المكتبات المهداة من الجهات الحكومية والخاصة برصيد وصل الى 59 الف عنوان للكتب المتوافرة في المكتبات الخاصة وبمجموع اجمالي 403 الاف كتاب.

وأضاف ان هذا الاهداء الكريم جاء من شخص اسهم بدور فعال في العمل الوطني المخلص والمعطاء بعد الانتهاء من تحصيله العلمي الجامعي وحصوله على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة القاهرة ونيله درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية وليامز الجامعية في الولايات المتحدة الاميركية.

واشار الى ان الشارخ عمل في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وتبوأ منصب نائب المدير العام وحظي بعضوية مجلس ادارة البنك الدولي في واشنطن ثم تقلد بعد ذلك رئاسة مجلس الادارة والعضو المنتدب لبنك الكويت الصناعي.

وأضاف في هذا الصدد أن بنك الكويت الصناعي بادر باهداء المكتبة الوطنية كل مكتبة البنك المتخصصة وحجمها 5400 عنوان لكتاب في مختلف المجالات، مشيرا الى ان المكتبة ستحتفل قريبا بالاهداء ومراسم التسلم والتدشين.

وأعرب العبدالجليل عن الشكر لتلك المبادرات والاهداءات الكريمة التي تنم عن احساس رائع وفعل مشارك في تحمل المسؤولية ونفع وخدمة المجتمع من خلال خدمات المكتبة الوطنية للمستفيدين.

ومن جهته، قال الامين العام لرابطة الادباء طلال الرميضي في كلمته أن محمد الشارخ من الشخصيات الثقافية، وله عطاءات كثيرة منها دوره الكبير في تعريب الحاسب الآلي منذ عام 1982 عبر شركته "صخر" للكمبيوتر والتي لها بصمة كبيرة في خريطة الثقافة العربية.

وبين الرميضي أن الشارخ لايزال يشرف على موقع ارشيف المجلات العربية القديمة الذي يعتبر اكبر موقع الكتروني يخدم المجلات العربية عبر تصويرها واتاحتها للمتلقى بالمجان.

وقال ان الكويت بها رجالات تعتني بجمع الكتب الورقية التي هي نبع الثقافة الحقيقي ومصدر أصيل لرقي المجتمعات الحضارية، بالرغم من التطور التكنولوجي، داعيا اصحاب المكتبات الخاصة للاقتداء بمبادرة محمد الشارخ لتكون مقتنياتهم متاحة للقراء.

بدوره، عبر صاحب المكتبة محمد الشارخ في كلمة مماثلة عن سعادته بإهداء جزء من مكتبته الخاصة الى مكتبة الكويت الوطنية لتكون اضافة لمكتبات الرعيل الاول من الكويتيين مثل احمد البشر الرومي وأحمد العدواني وغيرهما.

وقال انه ليس من السهل على المرء أن يتخلى عن جزء من ممتلكاته، "فكل كتاب هو جزء مني، بل هو تركتي التي اود ان تبقى"، مضيفا: "كنت دائما قارئا والقراءة هوايتي ومتعتي، وأنا سعيد أن اترك هذه الامانة اليوم الى مدير مكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل الذي اعتقد انه احيا نشر المكتبة الوطنية".

وأشار الى ان عمله في مجال الالكترونيات والكمبيوتر والنشر الالكتروني كشف له عن ان ازدياد الكتب المنشورة الكترونيا "لم يقلل حتى الآن من استخدام الكتب المطبوعة وعادة الإنسان في الجلوس وفتح الكتاب وقراءته مازالت قائمة".

وذكر أن القراءة والمكتبة تجدان اهتماما في الوطن العربي والخليج، مؤكدا ان "القراءة عادة، وتعويد الابناء على القراءة مسؤولية اجتماعية، والقراءة ليست فقط لاستكمال معلومة علمية او اكاديمية، بل انها ايضا لاثراء ثقافة الانسان".

الكويت