إن التغيرات الجوية المفاجئة التي تحدث بين فصلي الشتاء والصيف تجعل من البيئة والهواء عامة قطار نقل سريعا للغبار والرطوبة، وذرات المطر العالية المحملة بمختلف الأجسام الدقيقة والحشرات، والتي تؤثر عكسيا في جهاز الإنسان المناعي وخصوصاً التحسسي، كما أن مع هذا التغيير بين الحرارة والرطوبة وما بينهما من اعتدال الجو تسعد وتنشط حشرات قمل الرأس، خصوصاً عند الأطفال، وفي المدارس أكثر انتشارا.

والقمل عبارة عن حشرة دقيقة جدا لا تكاد ترى في العين المجردة، وهي تعيش على رطوبة الرأس وإفرازاته الدهنية، ولا علاقة لها بالطبقات الاجتماعية والنظافة، وقد أصبحت في الآونة الأخيرة هذه الحشرات تباع في محلات خاصة بعد جمعها في علب أدوية طبيعية، لما يعتقد أطباء الشرق الأقصى من الهند والصين وكوريا أنها تحسن الدورة الدموية على الرأس، وتزيد من نمو الشعر، وقد تحمي من الزهايمر وفقدان الذاكرة! عجبي.

Ad

ولكن أيا كان المجتمع ومعتقداته غريبة، فهذا لا يعني أن نتجاهل الآية الكريمة، وأنها كانت عقوبة لفرعون وأهله في العصور البعيدة، ويجب مكافحة القمل بالأدوية اللازمة لذلك، والمحافظة على النظافة العامة ورعاية الأطفال خاصة واختيار الأماكن النظيفة لوجودهم إن كان في المنزل أو المدرسة أو الحضانة!

إن خلاصة أزهار الكريسانثوم المستخدمة في القضاء على القمل وبيوضه، موجودة في الصيدليات على شكل شامبو للاستحمام وبخاخ لاستعمال واحد، وكريم للشعر، أيضا لاستعمال واحد. تحتوي هذه الزهور على البيريثرين الفعال في شلل عضلات وأعصاب الحشرات نفسها، ويقطع تنفسها عن طريق تغليف بيوضها، فتموت خنقا للاستعمال التالي مباشرة بدون أن يسبب أي ضرر على الشعر وبصيلاته، وعادة يكفي استعمال واحد كل أسبوع مدة أسبوعين أو ثلاثة، بفعالية تزيد على 97%، ويمكن استعمال مشط خاص مدبب وضيق الأسنان لتنظيف الشعر من الحشرات الميتة! كما يمكن للأم تحضير منقوع إكليل الجبل، وتخلطه بقليل من خل التفاح وزيت زهرة الشاي وزيت الزعتر واليوكاليبتوس (المعروف باسم فيكس!). ثم تفرك الشعر مدة عشر دقائق وتترك الخليط بعد الفرك 30 دقيقة ثم تغسله جيداً، ويفضل تغيير أغطية السرير والمخدات والملابس وتغيير فرشاة الشعر أو مشط التصفيف، أثناء العلاج منعا للعدوى، وهذه الطريقة تعتبر آمنة للحوامل أيضا ولمرضى التحسس الصدري والربو.

هنا أحب أن ألفت انتباه القارئ والأم خاصة، أنه أحيانا تكون مادة الفورمالدهايد الكيميائية من مكونات الشامبو المضاد للقمل، مما تؤدي إلى ضيق في التنفس عند الأطفال! ولا يسمح باستعمال أحد هذه المنتجات للأطفال تحت عمر السنتين ولا للحوامل.

* باحثة في سموم الأدوية ومعالجة بالتغذية