غداة ليلة مرعبة عاشتها مدينتا هايدلبرغ الألمانية ونيو أورليانز الأميركية شهدت مقتل شخص وإصابة أكثر من 23 في عمليتي دهس، حذر القائد الجديد لجهاز مكافحة الإرهاب في بريطانيا ماكس هيل مواطنيه، من أن مستوى التهديد الإرهابي الحالي لم يسبق له مثيل.

وقال هيل، في حوار مع صحيفة "ذا صنداي تلغراف"، إن "تنظيم داعش يحضر لشن هجمات على المواطنين الأبرياء بلا تمييز، تشبه في اتساع نطاقها تلك، التي دبرها الجيش الجمهوري الأيرلندي في سبعينيات القرن الماضي، موضحاً أن المتشددين يستهدفون المدن البريطانية، وأن هناك خطراً داهماً ومستمراً لا يمكن لأحد تجاهله.

Ad

ويأتي هذا التحذير بعد أيام قليلة من تولي هيل منصبه قائداً لجهاز مكافحة الإرهاب، بعد أن أمضى ثلاثين عاماً يعمل في المجال القانوني، حيث شارك في إدانة المتهمين بتنفيذ هجمات لندن عام 2005.

وفي ألمانيا، التي لم تخرج بعد من صدمة مجزرة برلين، التي قتل فيها 12 وأصيب 48 بجروح، إثر اقتحام شاحنة سوقاً لأعياد الميلاد، أقدم ألماني يبلغ من العمر 35 عاماً، على دهس حشد في هايدلبرغ، ما أسفر مقتل مواطناً "73 عاماً" وإصابة نمسوي "32 عاماً" وبوسنية "29 عاماً"، قبل أن يلوذ بالفرار على قدميه حاملاً سكيناً.

وذكرت الشرطة الألمانية أمس، أن السيارة، التي تمت بها عملية الدهس، كانت سوداء مستأجرة وتحمل لوحة من مدينة هامبورغ، موضحة أن دورية تلقت تنبيهاً من شهود عيان، أوقفت المشتبه فيه على بعد 150 كلم وأصابته بجروح بليغة إثر إطلاقها الرصاص عليه.

لندن تحذر من هجمات «داعشية» واسعة النطاق

وأكد متحدث باسم الشرطة أن دافع الجاني ليس واضحاً حتى الآن، لافتاً إلى أنه لا يمكن استجوابه حتى الآن بعد إصابته بجرح ناتج عن العيار الناري خضع على إثره لعملية جراحية.

وبحسب المتحدث باسم الشرطة، فإنه لم يتضح حتى الآن أيضاً إذا كان الرجل عاقداً العزم على إصابة أشخاص آخرين بالسكين خلال هروبه أم لا، وليس هناك إشارات على وجود خلفية إرهابية.

وأغلق جهاز الأمن الحي الذي وقع فيه الحادث، وحلقت طائرة هليكوبتر فوق المنطقة. والسلطات الألمانية مستنفرة بسبب التهديد الجهادي المخيم على ألمانيا، خصوصاً منذ اعتداء برلين، الذي أسفر عن مقتل 12 وتبناه تنظيم "داعش"، حيث تبنى الجهاديون في 2016 جريمة في هامبورغ واعتداء بواسطة قنبلة أسفر عن 15 جريحاً وهجوماً بساطور أسفر عن خمسة جرحى.

وفي الولايات المتحدة، أعلنت الشرطة الأميركية مساء أمس الأول أنها ألقت القبض على سائق مشتبه فيه، بعد أن دهست شاحنة صغيرة حشداً كان يتابع استعراضاً موسيقياً في مدينة نيو أورليانز مما أدى إلى إصابة 21 شخصاً.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة آمبريا واشنطن، في تصريحات نشرتها صحيفة "تايمز بيكايون" المحلية، إن "التقارير الأولية تشير حتى الآن إلى أن أكثر من عشرة أشخاص في حالة حرجة"، مضيفة أن "العدد مرشح للزيادة مع استمرار التحقيق".

وقال قائد الشرطة مايكل هاريسون، إنه تم إلقاء القبض على السائق الذي يشتبه في أنه "بحالة سكر شديدة"، ونفى رئيس بلدية نيو أورليانز ميتش لاندريو وجود دليل للاشتباه في أن الحادث إرهابي.