قال تقرير لمصرف «دويتشه بنك»، إن الأسهم الأوروبية قدمت أداء طيباً خلال الفترة القصيرة الماضية، لكن كما يردد المستثمرون في كثير من الأحيان فـ«الأداء السابق ليس ضامناً للعوائد في المستقبل»، لاسيما مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا.

وبحسب التقرير، فإن الانتخابات الفرنسية ستشكل خطراً قد يسفر عن آثار أسوأ من تبعات انهيار بنك «ليمان براذرز» حال اختارت البلاد اقتفاء أثر بريطانيا والانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

Ad

وفي التفاصيل، ومع احتدام السباق الانتخابي قبيل الجولة الأولى من الانتخابات في أبريل، حذر البنك الألماني من استخدام تصويت «بريكست» في المملكة المتحدة كنموذج لتجربة مشابهة محتملة في فرنسا، كما تدعو المرشحة اليمينية مارين لوبن.

تشكل المخاطر

- تعهدت لوبن «التي تتصدر السباق الانتخابي وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي» بإجراء استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي حال نجحت في الانتخابات المقرر إجراؤها على جولتين.

- استشهدت المرشحة اليمينية بمرور تجربة المملكة المتحدة على خير «إلى الآن»، قائلة: أخبرونا أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون له آثار كارثية، وأن أسواق الأسهم ستتحطم والحقيقة أن شيئاً من ذلك لم يحدث.

- مع ذلك توجد تناقضات يجب الالتفات لها بين التجربتين، فانسحاب فرنسا، وهي من مؤسسي التكتل الاقتصادي ربما يتسبب في تقويض العملة المشتركة بين 19 دولة من بلدان الاتحاد الأوروبي.

- الفرق بين إنهاء الاتفاقيات التجارية الثنائية ومتعددة الأطراف وبين تفكيك الاتحادات النقدية هائل، وهو ذات الفرق بين الحدث الذي ربما يشكل خطراً على الأسواق وبين إجراء قد تكون آثاره أعمق من انهيار «ليمان براذرز».

بدء الكابوس

- التفاعل بين البلدان في الاتحاد النقدي سيتحول إلى «كابوس» مع ضعف تحوط العملة، الذي يجعل الأعضاء عرضة لمخاطر ضعف اليورو، علماً أن الأصول المشتركة والالتزامات بين البلدان بلغت 46 تريليون يورو نهاية الربع الثالث.

- يصف «دويتشه بنك» الكلام أعلاه بـ«أنه الحد الأعلى المعرض للمخاطر لدى الاتحاد النقدي، دون أي تحوط، والذي ربما يخضع لمخاطر العملة حال تفكك الاتحاد النقدي الأوروبي».

- بالإضافة إلى ذلك، فإن أرصدة النقد الأجنبي في حوزة الشركات والقطاع المالي والأسر، رغم أنها تشكل جزءاً بسيطاً من هذا المبلغ الضخم، لكنها تملك قدرة التدفق خلال النظام المالي مخلفة آثار غير مسبوقة.

- تسبب بنك «ليمان براذرز» في أكبر عملية إفلاس على الإطلاق شهدتها الولايات المتحدة، وأطلق شرارة الأزمة المالية عام 2008، وبلغت قيمة أصوله آنذاك 600 مليار دولار، وهي قيمة متواضعة مقارنة بالوضع الأوروبي.

- في حين يتوقع أن تلجأ البنوك المركزية لأنظمة حماية كما فعلت أثناء الأزمة في 2008، فإن عامل الوقت والعديد من العقبات القانونية جراء تفكك الاتحاد النقدي الأوروبي ستقوض جهود إدارة التداعيات.

أوروبا تبحث عن ذاتها

- احتمالية إجراء استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي ما زالت قيد النقاش، لاسيما بعد عقد المنافس المباشر للوبن، إيمانويل ماكرون، تحالفاً مع زعيم الحركة الديمقراطية فرنسوا بايرو.

- بانعقاد هذا التحالف، أصبحت فرص التفوق على لوبن أكبر لاسيما في الجولة الثانية، التي تملك المرشحة اليمينية فرصة نجاح متواضعة خلالها تبلغ 20 في المئة بحسب استطلاع رأي حديث.

- قال الرئيس التنفيذي لشركة التأمين الفرنسية «إيه إكس إيه» «توماس بوبرل» لـ»سي إن بي سي»، إن نتيجة استفتاء «بريكست» كانت صادمة، لكنه يعتقد أن احتمالات استنساخ التجربة في فرنسا مازالت منخفضة.

- يرى بوبرل أنه بعد القرار البريطاني بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فإن الأخير يركز على جوهر تشكيله وهو الثنائي الألماني الفرنسي، وفي ظل امتلاك أوروبا فرصة كبيرة لتحقق صحوة جديدة فإن سيناريو «فريكست» يبدو ضعيفاً.

(أرقام)