في اختبار جديد للقوة تحت شعارات إشكالية وجدلية، تستعد ولايات أميركية عدة اليوم لأكثر من 130 تظاهرة، دعت إليها هيئات سياسية ليبرالية وأخرى معارضة للرئيس دونالد ترامب، الذي انتقد تراجع قوة بلاده النووية، وهاجم مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) واتهمه بالعجز عن كشف «مسربي المعلومات الحساسة».

وأعلن المرشح الديمقراطي السابق بيرني ساندرز أن المتظاهرين يسعون إلى الاعتراض على ثلاث نقاط رئيسية، على رأسها برنامج الإصلاح الضريبي، الذي يرون أن ترامب يسعى من خلاله إلى خدمة الطبقة الثرية، ورفض إلغاء برنامج الرعاية الصحية أو «أوباما كير»، والاعتراض على السياسات الخارجية التي تنتهجها الإدارة الجديدة تجاه جيرانها كالمكسيك وكندا، أو تجاه حلفائها، خصوصاً الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

Ad

وتصاعد الجدل بين البيت الأبيض ومعارضيه على خلفية ما شهدته اللقاءات المفتوحة أو «التاون هول ميتنغ» التي يجريها أعضاء الكونغرس الجمهوريون في هذه الفترة مع قاعدتهم الشعبية، من تظاهرات وهتافات منددة بسياسات ترامب وبأداء أعضاء الكونغرس.

وفي حين أبعد عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الجمهوريين أنفسهم عن سياسات ترامب، واضطروا لتقديم إجابات أكثر راديكالية حول العديد من القضايا، سواء حول مشروع التغطية الصحية، أو الإصلاح الضريبي، أو موافقة بعضهم على ضرورة أن يكشف ترامب عن سجله الضريبي، واعتراضهم على سياسات إبعاد المهاجرين غير الشرعيين، اتهم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر مجدداً مَن وصفهم بالليبراليين المُنَظّمين والمُمَولين، لتنظيم هذه الاحتجاجات ضد أعضاء الكونغرس الجمهوريين، مُحمِّلاً الإعلام مجدداً مسؤولية ما يحصل.

وهذا الاتهام دعمه كبير المخططين الاستراتيجيين للرئيس ترامب ستيف بانون، خلال مؤتمر الحركة السياسية للمحافظين الجاري في فندق وكازينو «أم جي أم» بميرلاند قرب العاصمة واشنطن.

وقال بانون، نجم اليوم الأول للمؤتمر، الذي جلس يحاور مضيفه إلى جانب «صديقه وزميله اللدود» رينس برايبوس كبير موظفي البيت الأبيض، بحسب تعليقات عدة، إن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً أكثر حدة بين الإعلام والبيت الأبيض، مكرراً أن «الإعلام هو المعارضة وعدو الأميركيين».