بعد يوم من شن القوات العراقية المشاركة ضمن عملية «قادمون يا نينوى» هجمات على عدة جبهات صوب المعقل الرئيسي الأخير لتنظيم داعش بغرب مدينة الموصل، أفادت قيادات العمليات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة باقتحام عناصرها لحي المأمون بالجانب الأيمن من المدينة التي تم تحرير جانبها الأيسر.

وقال متحدث عسكري إن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من السيطرة على قاعدة الغزلاني العسكرية بالكامل، وتقدمت صوب حي تل الرمان، وتوغلت بحي المأمون جنوب غرب المدينة».

Ad

في المقابل، استخدم مقاتلو التنظيم الهجمات بسيارات ملغومة وطائرات دون طيار تحمل قنابل صغيرة، في محاولة لعرقلة تقدم وحدات جهاز «مكافحة الإرهاب»، التي تواجه مقاومة شرسة من عناصره.

وتواصل القوات العراقية المشتركة، بمساندة طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تحركتها التي بدأتها الأحد الماضي لتحرير الشطر الأيمن من الموصل مركز محافظة نينوى من قبضة «داعش».

ويتوقع قادة عسكريون عراقيون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها، فيما يرجع لصعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية.

معركة المطار

في غضون ذلك، أكد العميد حسين علي، من قوات الشرطة الاتحادية، أن عناصر «داعش» شنت، أمس، هجوما عنيفا على مطار الموصل، الذي أعلنت قوات الشرطة العراقية سيطرتها عليه أمس الأول، في الساحل الأيمن من المدينة الواقعة على بُعد 400 كيلومتر شمالي بغداد. وقال علي إن القوات صدت هجوما عنيفا لـ»داعش»، وتم قتل سبعة انتحاريين قبل وصولهم إلى حواجز المطار جنوبي الموصل.

واستعادت القوات السيطرة على المطار في مكسب مهم بالمعركة الرامية لإنهاء سيطرة التنظيم على أكبر معاقله بالعراق.

وتقوم الشرطة الاتحادية ووحدة «الرد السريع» التابعة لوزارة الداخلية بتطهير المطار من القنابل والفخاخ التي خلفها التنظيم الذي انسحب من مواقعه أمس الأول.

وتخطط القوات الحكومية لإصلاح المطار واستخدامه قاعدة لطرد المتشددين من أحياء غرب الموصل، حيث يعتقد أن نحو 750 ألف شخص لا يزالون محاصرين.

وطردت القوات الحكومية المتشددين من شرق الموصل الشهر الماضي، لكن التنظيم، الذي يُطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية»، لا يزال يسيطر على القطاع الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة.

هجوم حدودي

في السياق، قتل 15 عنصرا من قوات حرس الحدود العراقية بينهم ضابطان أمس في هجوم شنه «داعش» على مقر لهم في معبر طريبيل قرب الحدود العراقية - الأردنية.

وقال ضابط في حرس الحدود إن «داعش هاجم مقر الفوج الثاني لقوات حرس الحدود، مستخدما انتحاريين وسيارات مفخخة».

بدوره، أكد قائد قوات البراق التابعة لقوات الحشد الشعبي الموجودة من الأنبار واثق الفرطوسي «صد الهجوم بالتعاون مع قوات الحرس».

ويقع منفذ طريبيل في محافظة الأنبار، التي استعادت القوات العراقية السيطرة على أغلب مناطقها، بينها الرمادي والفلوجة، لكن الجهاديين لايزالون يسيطرون على ثلاث بلدات ومساحات في الصحراء التي تربط العراق بسورية والأردن.

غارات سورية

في هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أن القوات الجوية نفذت ضربات جوية ضد مواقع «داعش» في سورية، بناءً على أوامره لملاحقة «الإرهاب».

وقال العبادي في بيان: «وجهنا بضرب مواقع الإرهاب الداعشي في حصيبة والبوكمال داخل الأراضي السورية، والتي كانت مسؤولة عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بغداد»، مشيرا إلى أن العملية نفذت «بنجاح باهر».

ولاحقا، ذكر مصدر مقرب من وزارة الخارجية السورية، أن الغارة الجوية التي شنها العراق ضد «داعش» داخل سورية تمت بـ»التنسيق الكامل مع حكومة دمشق».

إلى ذلك، كشف نائب قائد عملية «العزم الصلب» ضد «داعش» في العراق وسورية، الجنرال روبيرت جونز، أن القوات العراقية تنفذ أسلوبا جيدا في عمليات التقدم إلى مواقع التنظيم في الموصل.

وقال جونز إن «ما تقوم به القوات العراقية، وبصورة في غاية الفعالية، هو وضع العدو في عدد من المعضلات، فلا يتمكن داعش من التعامل معها جميعا، حيث يقومون بإخلاء منطقة على الأرض ويؤمنونها، ومن ثم يقومون بما يسمى المسح التراجعي لعناصر العدو، أي من هذه النقطة المؤمَّنة يقومون بإخلاء وتأمين المناطق، تراجعا إلى خطوطهم الأولى، للتأكد من عدم وجود أي عناصر للعدو في المباني أو الأنفاق، وهذا ما قاموا به في استعادة مطار الموصل».

وأضاف: «على أرض الواقع داعش يقوم باستخدام سكان الموصل كرهائن، ما يصعب العملية بالنسبة للقوات الأمنية، لكن ما ميَّز عملية استعادة الشق الأيسر من المدينة كان المراعاة الكبيرة للقوات العراقية لملف المدنيين، وهذا الاهتمام امتد من رئيس الوزراء إلى الأفراد على أرض المعركة».

وصية السيستاني

من جهة ثانية، هنأت المرجعية الشيعية العليا في العراق، بزعامة علي السيستاني، أمس، القوات العراقية على الانتصارات التي تحققها ضد «داعش» في معارك تحرير الموصل.

وشدد الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، معتمد المرجعية، أمام آلاف من المصلين خلال خطبة صلاة الجمعة من داخل صحن الإمام الحسين وسط كربلاء، على ضرورة التزام المقاتلين في الموصل بحماية المواطنين، والتعامل الإنساني مع المعتقلين.