تلقى مرشح الوسط للرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون دفعة حاسمة، بعدما وافق على عرض تحالف مشروط قدمه زعيم يمين الوسط فرانسوا بايرو، الذي سبق أن دعم وصول الرئيس الحالي فرنسوا هولاند بانتخابات 2012، والرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، بعد خروجه من الدور الأول.

ورحب ماكرون، وزير الاقتصاد الأسبق، بالتحالف مع بايرو قائد "الحركة الديمقراطية"، بوصفه "نقطة تحول حقيقية في حملتنا والحياة السياسة في فرنسا".

Ad

وصرح بايرو في وقت سابق، أمس الأول، أنه مستعد لدعم كرون في الانتخابات الرئاسية، التي تجري جولتها الأولى في 23 أبريل المقبل بشروط.

وأضاف بايرو أنه سوف يتعين على ماكرون أن يلتزم بالقانون "لإعادة الأخلاق في الحياة العامة"، منتقداً مرشحي اليمين، الذين تعرضوا لفضائح بسبب وظائف وهمية لمساعديهم.

واستطرد "لم تشهد الديمقراطية الفرنسية خلال الـ 50 عاماً الماضية مثل هذه الحالة من الاضمحلال". وحذر بايرو، قائلاً، إنه تعرض لضغط لخوض الانتخابات بنفسه، لكنه لا يريد أن يخاطر بتقسيم الأصوات المعتدلة. ليكون بذلك قد تحرك باتجاه "يسار الوسط" بدلاً من الجنوح نحو مرشح اليمين المحافظ الملاحق بقضايا فساد فرانسوا فيون أو مرشحة اليمين المتطرفة مارين لوبن، التي تسجل تزايداً بطيئاً، إنما ثابتاً، في شعبيتها على مر الأسابيع رغم مزاعم فساد.

وتابع بايرو، الذي ينظر إليه على أنه كان "صانع الملوك" في الانتخابات الرئاسية السابقة، أمام حشد من أنصاره، إن الجمهور فقد الثقة في السياسة.

وقال بايرو لمؤيديه: "أقول له، الخطر كبير جداً. يتعين تغيير الأمور، ويجب أن تتغير بشكل عاجل".

تعزيز صدارة

ويتنافس ماكرون فعلياً مع المرشح المحافظ فيون للوصول إلى المركز الثاني في الجولة الأولى من التصويت المقررة أبريل المقبل، وخوض جولة الإعادة المتوقعة ضد مرشحة اليمين المتطرف لوبن، التي تظهر الاستطلاعات أنها ضمنت خوض الجولة الثانية في السابع من مايو المقبل.

وأظهر استطلاع نشر أمس، أن لوبن عززت تقدمها فيما يتعلق بالأصوات التي ستحصل عليها في الجولة الأولى رغم إنه لا يزال ينظر إليها على أنها ستخسر بهامش عريض في جولة الإعادة.

وأوضح الاستطلاع أن زعيمة "الجبهة الوطنية" ستحصل على 27.5 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى بزيادة 2.5 نقطة في المئة عن المرة الأخيرة، التي أجري فيها الاستطلاع في الرابع من فبراير الحالي.

وأشار الاستطلاع إلى أن ماكرون سيحل ثانياً في الجولة الأولى وسيحصل على 21 في المئة من الأصوات، بانخفاض نقطة مئوية يليه فيون، وسيحصل على 19 في المئة بانخفاض نقطة مئوية أيضاً.

وبالنسبة لجولة الإعادة أظهر الاستطلاع أن ماكرون سيتفوق على لوبن بنسبة 61 في المئة من الأصوات، مقابل 39 في المئة في حين إن فيون في حال وصوله للإعادة فسيفوز على لوبن بنسبة 55 في المئة من الأصوات مقابل 45 في المئة.

ترحيب وخلط

ورحبت الأوساط اليسارية بإعلان بايرو عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية ومساندته للمرشح المستقل الذي يقدم نفسه كمرشح وسطي بين اليمني واليسار، معتبرة أنه اختار اليسار مرة أخرى لبناء "إمبراطورية وسطية"، في حين اعتبر مراقبون أن التحالف بين المرشح الشاب والسياسي المخضرم جاء بمسلسل تقارب فوضوي وخلط الأوراق وجعل الانتخابات المقبلة الأكثر انفتاحاً على شتى الاحتمالات وسط صعود تيار اليمني المتطرف.

ورأى آخرون أن الاحساس بـ"خطر لوبن" بلغ مستوى بات يثير توتراً ملموساً، حتى في الأسواق المالية، إلى حد جعل سعر اليورو يرتفع عقب إعلان التحالف بين بايرو وماكرون.

إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي، مساء أمس الأول، أمام الجالية اليهودية الفرنسية، أن بلاده "ستنتهج الخيارات التي تناسب سمعتها" وأنها "لن تستسلم أبداً للتطرف وستحافظ على الحرية والقانون".

وكان الرئيس الفرنسي يرد بذلك على رئيس مجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في باريس فرنسيس كاليفا، الذي دعا إلى "الوقوف في وجه اليمين واليسار المتطرفين خلال الانتخابات المقبلة".