إلى أي حدّ جاء النجاح الذي يحققه برنامج «فحص شامل» على قدر توقعاتك؟

Ad

أشكر الله على النجاح الكبير الذي يحقّقه البرنامج، وأنا سعيدة جداً بذلك علماً بأنني في البداية كنت قلقة، خصوصاً أننا كنا نبحث عن برنامج يضاهي بنجاحه نجاح «100 سؤال»، ولكن الحمدلله الحلقات التي عرضت حتى الآن حصدت نسبة مشاهدة عالية جداً، وكان كثير منها الأكثر تدوالاً عبر «تويتر» و«غوغل».

ما الذي يميّزه عن برنامج «100 سؤال» الذي قدمته سابقاً على المحطة نفسها؟

الجانب الإنساني الذي يتسم به كون مفهوم البرنامج يدور حول تنقّل الضيف بين عيادات عدة أبرزها العيادة النفسية حيث تُقيّم حالته النفسية. كذلك لا يعتمد البرنامج على الأقاويل والأخبار والإشاعات، بل ثمة جوانب مختلفة فيه ساهمت في الكشف عن معلومات جديدة عن الضيوف. ثمة فعلاً حلقات عدة كان مضمونها مدوياً لأننا غصنا في تفاصيل لم يكشف عنها الضيف سابقاً. كذلك ستحمل الحلقات المقبلة مفاجآت كثيرة ومعلومات خاصة جداً وغير متوقعة سيصرّح بها الضيوف.

بعيداً عن الأسئلة المحرجة

إلى أي حدّ تأخذين بالاعتبار نوعية الأسئلة التي تطرحينها على ضيوفك؟

تندرج نوعية البرامج التي أقدّمها راهناً ضمن إطار

الـ Hard Talk Show والتي يسعى المقدم من خلالها إلى البحث عن تفاصيل خاصة عن حياة الفنان مع الحرص على عدم الغوص في فضائح أو إشاعات معينة تدور حوله. وفي حال قررنا إلقاء الضوء على موضوع معين يتعلّق بالضيف فطريقة طرح السؤال تكون مختلفة تماماً عمّا اعتاد عليه هو والمشاهد على حدّ سواء، ذلك ما يدفع الضيوف إلى الإدلاء بمعلومات معينة للمرّة الأولى، وهو ما يحصل تحديداً في برنامج «فحص شامل». خير مثال على ذلك ما غرّدت به الإعلامية نضال الأحمدية على «تويتر» بعد حلولها ضيفة على البرنامج: «رغم الحنكة التي اتسم بها سواء في طريقة طرحي الأسئلة أو في إجاباتي، اعترف بأن راغدة تفوقت عليّ ذكاء في طريقة حوارها. ولست أدري كيف تمكنت من استخراج هذه المعلومات منّي بطريقة غير متوقعة!». في نهاية المطاف، ثمة برامج كثيرة تشبه برنامجي ولكنه يختلف عنها بأسلوب الحوار الذي أتبعه مع الضيف.

هل تتجنبين الأسئلة التي تسبب إحراجاً للضيف؟

بالتأكيد، خصوصاً أن هدفي ليس الحصول على إجابات «مهما كان الثمن»، فأنا حريصة على احترام رغبة ضيوفي في عدم الإجابة عن أي سؤال يرفضونه، وخير مثال على ذلك حين سألت الممثلة هند صبري عن مواقفها السياسية إزاء تونس فرفضت الإجابة وردّت بالقول: «مهما أصريت لن أجيب عن هذا السؤال»، وبدوري احترمت رغبتها هذه وتوقفت عند هذا الحدّ من الإجابة. شخصياً، أبتعد عن أسلوب الإصرار خشية تعرّض الضيف لأي موقف حرج أو خوفاً من توريطه في أي مشكلة هو في غنى عنها، فالأهم أن يكون مرتاحاً ليقول كل ما لديه.

هل يحق للضيف الإطلاع على الأسئلة قبل تصوير الحلقة؟

هذا أمر مرفوض كونه يتعارض مع طبيعة البرنامج. يعلم الفنان الذي يوافق على الظهور في هذه النوعية من البرامج مسبقاً أن برنامجي «كتاب مفتوح»، من ثم الاطلاع على الأسئلة أمر ممنوع، علماً بأن لديه الحرية الكاملة لرفض الإجابة عن هذا السؤال أو ذاك. ولكن في حالات معينة، خصوصاً خلال إلقاء الضوء على حدث معين، يشكّل عدم الإدلاء بأي موقف أو تصريح جواباً بحدّ ذاته.

نجاح جديد

«فحص شامل» اسم يثير قلق الضيف للوهلة الأولى. ألا توافقينني الرأي؟

من يشاهد البرنامج يدرك تماماً أن مفهومه قائم على مجموعة من العيادات يتنقل الضيف بينها، من عيادة الأنف والأذن والحنجرة إلى عيادة القلب وصولاً إلى عيادة الطب النفسي وغيرها، وبالتالي نغوص في جوانب عدة لديه مثل حياته العاطفية، وحالته النفسية، وأقواله، وكأنه فعلاً يخضع لفحص شامل!

ماذا أضاف البرنامج إليك كإعلامية وفي المقابل ماذا أضفت إليه؟

لا شك في أن اسمي بات يراهن عليه في برامج معينة والتوفيق يبقى قبل أي أمر آخر من ربّ العالمين. عزّز البرنامج استمراريتي وهو تأكيد إضافي على اللقب الذي أطلق عليّ في مصر «الحصان الرابح» في هذه النوعية من البرامج، فأنا لم أمرّ مرور الكرام في «أم الدنيا» كون «فحص شامل» ثالث برنامج أقدّمه على قناة «الحياة» وأنافس من خلاله أهم البرامج وأهم الإعلاميين في مصر. اللافت في الأمر، أن فنانين كثيرين لا أعرفهم على المستوى الشخصي اتصلوا بي وعبّروا لي عن إعجابهم الكبير بي وبالبرنامج، أبرزهم الفنانة زينة التي قالت لي بصراحة تامة: «أرفض جملة وتفصيلاً الحلول ضيفة على برنامجك لأنه سيقتلني وأنا لا أقدر عليه... أتابعه لأنني أحبك من دون أن أعرفك على المستوى الشخصي». كذلك اتصل بي الفنان عمرو سعد وهنأني على البرنامج. وأن يعبّر لي فنان لا يعرفني شخصياً بصدق عن إعجابه الكبير بي بعيداً عن المجاملات الزائفة، فذلك إضافة لي بحدّ ذاته. وأن أكسب قلوب المصريين وأنافس أهم البرامج والإعلاميين في مصر فذلك أكبر التحديات التي أواجهها كإعلامية. الخوف الشديد الذي شعرت به في أول خطوة قمت بها في مصر لا يزال يعتريني عند كل برنامج واستحقاق جديدين، ولكن بدرجة أقل لأنني بت أشعر بطمأنينة أكبر كوني تركت بصمة في التلفزيون في مصر وحققت إنجازاً أضيف إلى مسيرتي المهنية.

الحلقة التي استضفت فيها الممثلة الكبيرة رجاء الجداوي كان لها وقع خاص على المشاهدين.

صحيح. كانت إحدى أجمل الحلقات. بكت خلالها الجداوي وأطلقت العنان لدموعها حين استذكرت أموراً عدة في حياتها، علماً بأنها كانت أعربت عن قلقها الشديد من وجودها في البرنامج، وفي الوقت نفسه أبدت إعجابها الكبير به. ولكن الأسلوب الذي اتبعته في سياق الحوار جعلها تشعر بارتياح كبير وتطلق العنان لمشاعرها وتقول كل ما لديها بصراحة تامة.

طابع خاص

إلى أي حدّ تضع راغدة شلهوب من شخصيتها في طريقة تعاطيها مع الضيوف؟

لا أتخلى عن عفويتي وأبقى على طبيعتي، من ثم أحافظ على شخصيتي الحقيقية.

إلى أي حدّ يحمل البرنامح طابعاً مصرياً بحتاً، وهل هو موّجه إلى الجمهور المصري دون سواه؟

لا شك في أن البرنامج يهدف إلى جذب السوق المصري دون سواه. انطلاقاً من هذا الواقع، يمكن إدراك سبب التركيز على الفنانين المصريين وعدم استضافة فنانين من خارج مصر، علماً بأن بعض الفنانين اللبنانيين حلّوا ضيوفاً على البرنامج. ثمة أشخاص يطالبونني بفنان معين وأنا بدوري اقترح اسمه على الإدارة، ولكن يبقى القرار الأول والأخير للإدارة التي تختار الضيوف وفقاً لمعايير معينة، أي ما يتناسب مع الميزانية التي حددتها أو السياسة التي تتبعها، علماً بأن أسماء اقترحتها أخذت بعين الاعتبار.

هل صحيح أنك اقترحت اسم مايا دياب لتحلّ ضيفة على «فحص شامل»؟

صحيح. أحببت أن تكون ضيفتي في «فحص شامل» لأنني كنت متأكدة تماماً من أن الحلقة ستحمل مضموناً مختلفاً مقارنة بحلقتها في «مئة سؤال» حيث استضفتها سابقاً. وفعلاً، هذا ما لمسته أنا والمشاهد، إذ لم تكرر مايا نفسها واكتشفنا للمرة الأولى جوانب جديدة من حياتها مثل معاناة ابنتها في المدرسة، ومشكلتها مع النوم، وهواجس الخوف التي ترافقها منذ تعرضها للاختطاف. في «مئة سؤال» كان ثمة ما يشبه الحرب بيني وبين مايا، أما في «فحص شامل»، فعلى العكس كنا في هدنة.

تجديد العقد

تؤكد الإعلامية راغدة شلهوب رداً على سؤال حول إمكان تجديد العقد بينها وبين «الحياة»، أنها لا تملك بعد أية تفاصيل حول موضوع تجديد العقد، لا سيما أنه ينتهي في شهر مايو المقبل، موضحةً أن القيمين على القناة تحدثوا إليها بشأن تقديم برنامج خلال شهر رمضان المقبل. وتختم: «في المبدأ أنا مكمّلة في مشواري مع الحياة إن شاء الله».