انتقد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي حكومة الرئيس حسن روحاني بشدة، أمس، بسبب "عدم اهتمامها بالمصائب" التي تلم بأهالي محافظة خوزستان (الأهواز) التي تسكنها غالبية عربية، معتبرا أن ما يحصل للشعب في خوزستان "يدمي القلوب".

وقال خامنئي الذي كان يتكلم في بداية صف الخارج لطلابه مع رجال الدين: "هذه وظيفتنا ووظيفة الحكومات أن تهتم بشؤون الشعب، هذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومات دوما، ولا تستطيع التهرب منها، ويجب أن تهتم بها بشكل مستعجل".

Ad

وأضاف: "أي شخص يهتم بشؤون الناس لا يمكن أن يمر مرور الكرام على ما يحصل في خوزستان، ولا يجب عليه أن يغمض له عين ليلا حتى يحل مشاكل هذه المحافظة".

وانتقد المرشد الأعلى رمي الكرة من قبل مسؤولي حكومة روحاني على الحكومات السابقة، معتبرا أن" القول إن ما يحصل اليوم هو نتيجة عدم تفكير المسؤولين السابقين غير مقبول، ولا يحل المشكلة، إذ إنه في الغد سيقوم البعض بالحكم نفسه علينا، والقول إننا لم نتصرف، وهذا التصرف لن يعالج مشكلة الشعب".

وهاجم خامنئي أداء الحكومة في الأسبوع الأخير بخاصة في المحافظات الجنوبية للبلاد، حيث إن 26 محافظة من أصل 31 محافظة ايرانية واجهت عواصف ثلجية وسيولا وأمطارا غزيرة من جهة، وعواصف رملية من جهة أخرى، أدت الى تخبط الحكومة في إيصال الإمدادات ومساعدة المنكوبين، وقامت فقط بتشكيل جلسات لجنة الطوارئ برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية.

واعتبر خامنئي أن ما حصل في المحافظات الأخرى من البلاد يعتبر كوارث طبيعية، ولكن ما حصل في خوزستان أساسه سوء التدبير.

وكانت محافظة خوزستان، خاصة مدينة الأهواز، شهدت تظاهرات واعتراضات شديدة بسبب قطع الكهرباء والماء والاتصالات، بعد هجوم عواصف رملية آتية من جهة العراق، وتهرب المسؤولون الحكوميون من تحمل المسؤولية، حيث رمت مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون البيئة بالكرة على عاتق الحكومات السابقة، معتبرة أن مشكلة خوزستان لن تحل قبل 40 عاما، وذلك إذا ما قامت الحكومة بتأمين الميزانية اللازمة التي تحتاج إليها منظمتها بشكل كامل.

وفي المقابل، اعتبر علي كلمرادي أحد نواب خوزستان في مجلس الشورى (البرلمان)، وعضو لجنة الطاقة في هذا المجلس أن كل التكلفة التي تتكلم عنها رئيسة منظمة البيئة لمدة 40 عاما توازي أقل من مبيعات يوم واحد من البترول المستخرج من تحت أقدام أهالي خوزستان، ولكن الحكومة ترفض صرفه لأهالي هذه المنطقة، وتتصرف على أساس انها تريد أن تعطي صدقة للأهوازيين.

وهذا التصريح زاد من غضب أهالي خوزستان الذين اعتبروا أن هناك خطة مبرمجة لتهجير العرب من هذه المحافظة والمحافظات الجنوبية للبلاد، وزادوا من اعتراضاتهم على الرغم من أن قوى الامن وزعت منشورات بينهم، وهددت باعتقالهم عبر مكبرات الصوت.

ولكن قوى الأمن تراجعت أمام احتجاجات الاهوازيين، وأفرجت عن 6 معتقلين لديها رشقوا إدارة المحافظة بالحجارة إثر ازدياد النقمة الشعبية، وقيام عدد كبير من جنود وضباط الشرطة (من أهالي خوزستان) بالاصطفاف الى جانب المتظاهرين، ورفض التصدي للمتظاهرين المنتمين لعشائرهم.

وفي السياق نفسه قام التلفزيون الوطني الإيراني (تحت إشراف مكتب المرشد) بتغطية الاحتجاجات وعرض الاعتراضات الشعبية ضد سوء تدبير الحكومة بشكل موسع.