أول العمود:

العمل الخيري والعمل التطوعي في الكويت يحتاجان إلى قناة تلفزيونية متخصصة تتابعهما وترصدهما وتساهم في التوعية والتربية على العطاء.

Ad

***

آخر استجواب لمجلس الأمة وجه إلى وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود هو الاستجواب الـ٨٤ في تسلسله التاريخي خلال ٥٤ عاما بدءاً من عام ١٩٦٣.

العدد كبير جدا، لكن الدراسات العلمية التي تكشف جدية استخدام أداة الاستجواب قليلة، ومن دون الدخول في ظروف كل استجواب تتضح جملة من المظاهر وهي:

١- وضوح الرغبة في الإصلاح من المجالس التشريعية من خلال عدد الاستجوابات.

٢- وضوح عدم الرغبة الحكومية في مسايرة رغبة المجلس النيابي نحو الإصلاح الحقيقي، ويظهر ذلك في النتائج التي آلت إليها تلك الاستجوابات.

٣- لم يطرأ أي تطور إداري ملحوظ على أداء الحكومة طوال نصف قرن وأكثر من الحياة البرلمانية، بل تردى ترتيب الدولة في مؤشرات الفساد في المحيط العربي لا الدولي فحسب!

٤- لا توجد رغبة مجتمعية- سياسية جادة لمواجهة الفساد وإصلاح الإدارة، ويظهر ذلك في تذبذب المواقف تجاه هيئة مكافحة الفساد وتقارير ديوان المحاسبة.

٥- بروز ظاهر إنشاء المؤسسات لاستكمال متطلبات دولية دون بث الروح الحقيقية فيها (ديوان حقوق الإنسان- هيئة مكافحة الفساد). إذاً ما فائدة الاستجوابات؟ في المحصلة لا شيء سوى تغيير الوجوه والوزراء، الذي يبدو أنه انتقام وقتي من الفساد، ولكن بثوب عاطفي! وهنا يجب التأكيد على أن المؤسسة التشريعية غير ملومة في المشهد العام لأن مفاعيل التطوير في معظمها بيد الحكومة- مالكة البشر ورأس المال والقرار- والقول بوجود فاسدين بين النواب وموالين للنهج الحكومي يبدو تفصيلاً. لذلك لن تكسب الرقابة البرلمانية شيئا يذكر ما لم تتطور الإدارة الحكومية، وتتجه نحو المحاسبة الحقيقية غير المرتبطة بالإخلاص الشخصي للقياديين، وسيستمر المجلس في استخدام أدواته الدستورية في القادم من الزمن تفعيلا لدوره في الرقابة، لكننا سندور في الحلقة ذاتها، وكل ما سنجنيه تراكم الاحتقان الاجتماعي والسياسي الذي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالشكل الذي سيعبر عنه، وهنا الخطورة.