أعلنت هاوية اقتناء السجاد الفاخر عايدة ميرزا، أن معرض "دومتيكس هانوفر" الدولي للأرضيات والسجاد، الذي أقيم في 14 يناير الماضي، على أرض المعارض الدولية في مدينة هانوفر الألمانية، يعتبر من أكبر معارض السجاد في العالم وقدم 1380 مشاركاً من 54 دولة.

وقالت ميرزا، إن هذا المعرض يضم أشهر الدول المتميزة بصناعة السجاد عالمياً وهي: إيران، وتركيا، وأفغانستان، ونيبال، والهند، وباكستان، والصين، والمغرب، موضحة أن المعرض يستمد أهميته من أنه ملتقى لأكبر عدد من تجار السجاد والمحبين والمتخصصين به حول العالم، مما يجعل التعارف بينهم أسهل، كما يحضره حشد كبير من عشاق اقتناء أجود أنواع السجاد، ويتيح الفرصة للتاجر رؤية أحدث التصاميم وجميع الأنواع المبتكرة الجديدة من مختلف الدول في مكان واحد عوضاً عن التنقل من مكان لآخر.

Ad

وذكرت أن صناعة السجاد الإيراني من أقدم الفنون في العالم، فهي تراث تراكم على مر العصور على أيدي النساء القرويات اللاتي صبرن على حرفة تحتاج إلى الدقة والحس الفني الرفيع، وهي تقدم تاريخ إيران وثقافتها إلى العالم، لذا ضم المعرض تشكيلة واسعة ومتميزة من قطع السجاد الفاخر، وليس غريباً أن تكون مشاركة إيران بهذه القوة، فهي صاحبة الامتياز في صناعة السجاد".

كاشان أنتيك هريس

وقالت ميرزا، أثناء حضورها معرض هانوفر" شد انتباهي سجادة إيرانية كاشان أنتيك هريس حرير قياسها 128 × 194، ترجع ملكيتها إلى تاجر إيراني شهير يعيش في أوروبا متميز باختياره القطع النادرة وهو من أشهر تجار الأنتيك عالمياً، وأحرص كل سنة على زيارة جناحه في بداية دخولي المعرض، حتى يتسنى لي اختيار القطع الثمينة قبل بيعها، والحمد لله وفِّقت في الحصول على قطع مميزة.

تبريز بتاغ عمرها 120 سنة

وتابعت أنها بعد ذلك انتقلت إلى جناح آخر في المعرض، "ولفت نظري سجادة معلّقة على الحائط وبدأت أستعيد ذاكرتي قليلاً، وخلال التدقيق في النظر إليها تذكرت أنني رأيتها عدة مرات في كتب مختلفة للسجاد والصحف المتخصصة بالسجاد، وهنا شعرت بسعادة لا توصف، فقد عثرت على ما كنت أبحث عنه منذ فترة والسجادة من منطقة تبريز– بتاغ (أنتيك) وقياسها 432 × 690 نسجت من الصوف، وتحمل توقيعاً في أعلى السجادة، مما يزيد قيمتها، ويجعل لها مكانة خاصة، فكل هذه المواصفات دلالة على الاختيار الموفق للسجاد.

أولاً: التصميم المميز.

ثانياً: الحفاظ على رونق الألوان على الرغم من عمرها.

ثالثاً: السجادة مزودة بالتوقيع.

رابعاً: تكرارها في كتب متخصصة بالسجاد.

قرباغ - قوقازية

ومن القطع الأنتيك المميزة، التي تم شراؤها هي سجادة قرباغ قوقازية عمرها 120 سنة، واسم التصميم "قل فرنك" وقياسها 130 × 218 وهي بحالة ممتازة جداً على الرغم من عمرها الطويل.

وعقب ذلك، انتقلت إلى جناح آخر، حيث التقيت بالتاجر الأصفهاني عصاجي، وأعجبت بتصميمه النادر واللون المميز، ولا ننسى أن اسم عصاجي معروف يتداول اسمه بالكتب المختصة للسجاد قياس هذه السجادة، كما موضحة بالصورة 136 × 204.

سجادة مزودة بالتاج الملكي

وتابعت ميرزا: "هي عبارة عن سجادة أنتيك كاشان مزودة بالتاج الملكي في أعلى نصف السجادة، عمرها فوق مائة عام، والمميز بهذه القطعة هو لونها الأزرق، لأن من الصعب الحصول على سجادة كاشان صوف بهذا اللون، وهذه القطعة معروضة في كتابين مختصين بالسجاد والكتب متوافرة لدي، أي أثناء بيع السجادة سوف أهدى الكتب معها.

سجاد رزفاني

أما بالنسبة للتاجر المشهور رزفاني الذي يعيش في هامبورغ، فهي سجادة إيرانية تصنع في أصفهان (إيران)، واشتهر هذا الشاب بدمج التصميم الحديث (المودرن) مع التصميم الكلاسيكي الفارسي، ونال تصميمه إعجاب محبي السجاد والمصممين للقطع الحديثة، وأدى نجاحه إلى حصوله على جوائز متعددة، وتم تكريمه هذه السنة أيضا، وكانت أهم المعايير التي يتم الاختيار وفقها هي:

التصميم، الألوان، القياس والجودة، ونال السيد رزفاني أكثر من جائزة، وذلك لتميز سجاده الإيراني وبجدارة عن جميع المعروضات.

مجلة هالي البريطانية المشهورة

وتابعت ميرزا: كما التقيت بالسيد ديفيد يانغ مدير مبيعات مجله هالي المشهورة المتخصصة بنشر كل ما يتعلق بالسجاد المتميز النادر الأنتيك، وهذه المجلة تزودنا بكم هائل عن القطع النادرة المتميزة الموجودة في المتاحف.

واستطردت في الحديث عن هذا اللقاء، وقالت: أكد لي يانغ أن جميع الخبراء والمتخصصين في تقييم صناعة السجاد أجمعوا على أنه مع ظهور السجاد النيبالي وإتقان الأفغان لصناعة سجاد الزيقلر وبراعة الصين في صناعة سجاد الحرير، وكذلك وجود السجاد المغربي، والانتشار الواسع والعريق للسجاد التركي، والمنافسة الحادة التي شهدها معرض هانوفر لسوق السجاد العالمي، إلا أن السجاد الإيراني يظل الأبرز في عالم السجاد، وذلك لتاريخه الذي يعجز أي سجاد آخر عن أن يكون خصما له على مر العصور وخبرتهم بهذه الحرفة العريقة التي تمتد جذورها إلى بلاد فارس، فهو كان ومازال وسيكون دوما الأجود والأعرق والأجمل.

أوشاك - تركيا

سجادة أوشاك – تركية – عبارة عن صوف، وزنها 76 كيلوغراما، وقياسها 6 × 4 أمتار، هذا التصميم جميل ومهم جدا، يتكرر قطع الأوشاك وجوده في أهم مزادات العالم، وينتشر في الكتب والصحف.

علم الكويت... سجادة حرير قياسها 80 × 120 طلبت السنة الماضية من أحد التجار المشهورين بحياكة السجادة، وركزت على الانتهاء من تنفيذها، حتى يتم تسلمها قبل العيد الوطني.

وحول مكانة السجاد التركي وأهميته، قالت ميرزا إن السجاد التركي يحتل برأيي المرتبة الثانية مباشرة من حيث الجودة والعراقة، بعد السجاد الإيراني، فالسجاد التركي له تاريخ عريق كذلك، ومنتشر بالعالم على نطاق واسع، كما يحرص ملاك السجاد على اقتناء قطع كثيرة منه، وذلك لجودته وتاريخه، وقد عرضت تركيا في هانوفر كماً كبيراً من القطع المميزة، وبالفعل كان الجميع يتمتع برؤية هذه القطع الفنية النادرة التي يسرق جمالها الأنظار، ومن أهم معروضاتهم سجاد الهركة المتميزة والمشهورة بغرزها الدقيقة والمنسوجة يدويا بخيوط الحرير.

وقد اشتهر النساجون الأتراك منذ القدم بإنتاج أجود أنواع السجاد، حيث قاموا بصنع العديد منه، وذاع صيته ويستخدم في أوروبا والشرق الأوسط.

السجاد المغربي

من خيوط الصوف المغربي وخيوط أخرى مستوردة، ومع الاستعانة بخبرات دولية من فرنسا وآسيا، عرضت المغرب سجادها في معرض هانوفر، حيث تعتبر صناعة السجاد المغربي المشهور باسم "الزرابي" الزريبة حرفة نسائية خالصة في جميع مراحلها، فقد أسست صناعته في عدة مناطق بريف المغرب، وعلاقتهم بها متينة، فهن ينسجن منذ فترة زمنية طويلة، ويساعدهم على ذلك نعومة أصابعهم، رغم أنها تحتاج إلى مجهود كبير وشاق، واشتركت به نساء القبائل التي تقع المصانع في مناطقها، وتعتبر خبرة النساء بهذه الصناعة فطرية، وتنتج وصفات سحرية من الألوان المصنعة من الأعشاب ونبات الحناء وقشور الرمان، وأنواع من المعادن، فيتم تمشيط الصوف وغزله بأدوات تقليدية، ثم تغمر الخيوط في الماء الملون المغلي، وتترك لبعض الوقت، ثم تسحب من الماء وتترك لتجف تحت أشعة الشمس قبل حياكتها.

ويستلهم المغاربة تصاميمهم من البيئة المحلية كالطبيعة والأشكال الهندسية، ومع مرور الزمن خسر السجاد المغربي ظهوره، ولكنه عاد في الفترة الأخيرة ليتميز بسجاد الصوف الذي تتقنه النساء بمهارة عند حياكتهن يدويا للصوف لعمل سجاد بأحجام متباينة بين الصغير والمتوسط، وهو خفيف يسهل حمله وتنظيفه، وهناك الأحجام الكبيرة التي تتناسب في الغالب مع سوق الشرق الأوسط، لأنه مرغوب بشدة عند العرب تحديدا، لأنهم يستخدمونه في الصحراء لفرش الخيم لتميزه بسماكة مناسبة تحمي من برد الشتاء الصحراوي القارس، ولجودته العالية.