يوم للاسترخاء:

Ad

نشعر جميعاً بضغط نفسي من وقت إلى آخر، لكن تبرز مؤشرات واضحة على تراكم أفكار غير صحية مثل الشعور بتوتر وقلق وإحباط دائم. تنجم هذه الفوضى العقلية عن قناعة مفادها أنّ ما نشعر أو نفكر به يعكس واقع العالم الخارجي. حين تدرك أنك تحتاج إلى تعديل أفكارك، سيسهل عليك أن تضع المواقف في إطار خارجي بدل أن تحوّلها إلى مخاوف داخلية.

بهذه الطريقة، يتراجع ضغطك النفسي وتبلغ تلقائياً مستوىً كافياً من الصفاء الذهني، ما يسمح لك بإيجاد الحلول لمشاكلك اليومية وبتحديد الفرص المستقبلية وتحسين حسّك الإبداعي.

كي تجعل عقلك يركز على الواقع الإيجابي، يجب أن تحدد أولاً المواقف أو المهام أو العلاقات التي تقلقك. ثم التزم بالنصائح التالية التي تبدأ بتدوين الأفكار لتحسين القدرة على إعادة تشغيل الدماغ بطريقة إيجابية!

ابتكر قصتك الخاصة

لتغيير عقليتك وتوضيح أفكارك، تقضي أفضل طريقة بابتكار قصة مصوّرة تسمح لك بالنظر إلى مختلف المواقف التي تزعجك من الخارج. اكتب لائحة بأبرز خمس نقاط تزعزع تفكيرك في الوقت الحاضر (مهمّة في العمل أو محادثة مع شخص مقرّب...). اخترِعْ قصة عن كل موضوع تختاره واتخذ موقفاً حيادياً منه لكن احرص على أداء دور البطولة في قصتك.

يمكنك أن تتخيل هذه القصة أثناء المشي أو اكتبها على شكل كتاب هزلي. هل يشارك أشخاص آخرون في القصة وكيف يتفاعلون مع الأحداث؟ وكيف تضمن ردود فعل إيجابية منهم؟ حتى أنك تستطيع كتابة نهايات بديلة ويمكنك أن تبحث في كل مرة عن نتائج إيجابية مختلفة. من خلال تبنّي وجهة نظر خارجية بهذا الشكل، سيسهل عليك أن تصفّي أفكارك وستتمكن من رؤية الفرص الباهرة التي تنتظرك.

استرخِ بكل بساطة

لن تستطيع تغيير الظروف كافة من حولك، لذا يجب أن تحاول استرجاع استرخائك الذهني كي لا تصبح مهووساً بمسائل خارجة عن سيطرتك. الصفاء الذهني حالة طبيعية ويمكن استرجاعها عن طريق الاسترخاء. فكّر بما يحصل معك حين تجمع أفضل أفكارك. عندما يسترخي دماغك، ستتطور أفكارك الشخصية وستزداد وضوحاً في عقلك بشرط ألا تفكر بحل المشاكل بطريقة واعية.

لتصفية ذهنك في أي وقتٍ تريده، جرّب هذه التقنية التي تستعمل كف اليد وتشكّل جزءاً من تقاليد التيبت لتهدئة الجهاز العصبي وتصفية العقل عبر إرخاء العصب البصري:

• اغسل يديك ثم اجلس في مكان مريح. افرك يديك لبضع ثوانٍ إلى أن تسخنا.

• أغمض عينيك وضع كفّ يدك اليمنى فوق عينك اليمنى ثم قم بالحركة نفسها بيدك وعينك اليسرى. يجب أن تضع كعب كل يد على عظمة خدك كي لا تضغط مباشرةً على عينك. احرص على إعاقة كمية الضوء كلها.

• تنفّس بإيقاع بطيء وعميق لبضع دقائق واشعر بتدفق الحرارة من يديك لتدفئة عينيك إلى أن يسترخي جسمك وتهدأ أفكارك.

يوم لبداية جديدة:

استكشِفْ مهارات مختلفة

ابدأ يومك بكسر الروتين الاعتيادي: حتى أبسط التغيرات تساعدك على الاسترخاء والتمسك بمزاج إيجابي. اقرأ مثلاً عن موضوع جديد او اسمع إذاعة مختلفة. يمكنك ترسيخ تلك التغيرات عبر التحدث إلى أشخاص جدد أو التطوع للقيام بمهمة تتجنبها في العادة، فمن خلال المشاركة في تجارب جديدة، تُحقق إنجازات إيجابية يمكن أن تفتخر بها.

استيقِظْ قبل نصف ساعة من موعدك المعتاد كي تجرّب نشاطاً جديداً. مارس المشي السريع مثلاً مع طلوع شمس الشتاء أو ارقص أو تمطط طوال 15 دقيقة. يسمح التحفيز الجسدي في الصباح الباكر بتصفية العقل من الأفكار السلبية واتخاذ مواقف تفاؤلية.

احتفِلْ بنقاط قوتك

حين تُصفّي ذهنك بدرجة إضافية، سيسهل عليك أن تحدد نقاط القوة التي تجعلك فريداً من نوعك. جرّب هذه التمارين في الصباح كي تكتسب بعض الخصائص المميزة:

• زد تقديرك نفسك: ضع صورتك المفضلة وسط ورقة كبيرة. اجلس للحظة وأغمض عينيك وراجع أحداث حياتك حتى الآن وكأنها فيلم تشاهده أمامك. متى شعرتَ بذروة الأحاسيس الإيجابية وبقيمتك الحقيقية؟ حين تولّيتَ مشروعاً مهنياً خاصاً بك أو حين نجحتَ في تحضير وصفات جديدة أو حين تمكنتَ في مناسبات متكررة من رفع معنويات صديق مقرّب لك؟

حَوِّلْ تلك المشاعر والذكريات إلى كلمات مفاتيح تضيف إليها مختلف المواصفات الإيجابية التي تحملها (صبر، ذكاء، حب المغامرة...). دَوِّن هذه الصفات كلها حول صورتك وارسم أسهماً تشير إليها.

حين تنتهي، تراجع وتخيّل كرة صفراء دافئة من الإيجابية في صدرك فيما تُكرّر صفات شخصيتك المدهشة.

• اذكر إنجازاتك: بدل تدوين لائحة بالمهام التي تريد إتمامها، دوّن لائحة بالمهام التي تنجزها في نهاية كل يوم، تحديداً إذا كانت ترتبط بصحتك وسعادتك. ستفاجأ بعدد المهام التي تنجزها في أي يوم عادي، بدءاً من طرد الأفكار السلبية وصولاً إلى الحفاظ على الهدوء في المواقف العصيبة أو حتى تخصيص 10 دقائق للمشي الهادئ بكل بساطة.

• تقبّل المجاملات: الإنسان مصمَّم بطبيعته كي يصمد في وجه الصعاب، لذا يميل إلى اعتبار الأحداث السلبية دروساً مفيدة للمضي قدماً. يجب أن تقوي الجوانب الإيجابية في حياتك باستمرار. للحفاظ على مشاعر إيجابية دائمة، لا ترفض أي إطراء تسمعه من المحيطين بك. إذا شكرك أحد أو أوصى بك إلى شخص آخر، توقف للحظة وكرّر ذلك التعليق الإيجابي كي تحبسه في عقلك قبل أن تتابع نشاطاتك اليومية.

اختر عادات مفيدة

حين تُصفّي عقلك من العوامل السلبية، سيسهل عليك أن تختار أفكارك وعاداتك بدل أن تسمح لها بالتدفق تلقائياً في مواقف متكررة. لذا تعمّد أن تختار العادات اليومية التي تريد التركيز عليها (حصة تأمل يومية أو التدرب على تحسين القدرة على الإصغاء إلى الآخرين!). إليك بعض النصائح لتوسيع دائرة العادات الإيجابية في حياتك اليومية:

تجاوز العوائق: خصص مساحة للتأمل كي تجدها جاهزة دوماً حين تحتاج إليها أو دوّن أسئلة مهمة تريد أن تطرحها على صديقك حين تقابله. قم بما يلزم كي تتمسّك بعادتك الجديدة بأسهل طريقة ممكنة!

امدح نفسك: يجب أن تدرك ما تفعله لترسيخ العادة الإيجابية الجديدة. لتحقيق هذه الغاية، قف أمام المرآة وهنئ نفسك على ما تفعله. يمكنك أن تشيد مثلاً بمواصفاتك الإيجابية كصديق داعم للآخرين.

كرّر العادة الجديدة: حاول أن تكرر هذه العادة يومياً. حتى في عطلة نهاية الأسبوع، يسمح لك التأمل لخمس دقائق بمتابعة مسارك الإيجابي. بهذه الطريقة، سيترسخ النشاط المفيد في عقلك وستنشأ مسارات عصبية تُسهّل تكراره وسرعان ما تستمتع بما تقوم به مستقبلاً.

حافظ على هدوئك: في منتصف اليوم الذي تخصصه لاسترجاع عقلية إيجابية، حافظ على استرخائك وتركيزك عبر تقنية بسيطة تمنع تسلل الأفكار السلبية إلى دماغك مجدداً. ستسمح لك تقنية {التوقف والمكافأة} بالخروج من مساحتك العقلية إذا كنت تحتاج إلى استراحة فكرية. أوقف أي عمل تفعله للقيام بنشاط تستمتع به طوال 15 دقيقة. يمكنك أن تتصل بصديق مثلاً أو تكتب له رسالة إلكترونية أو تلاعب قطتك أو تتجول في الحديقة وتتناول مشروباً ساخناً لتبديد أي شكل من الأفكار التي يمكن أن تلهيك عن لحظات الاسترخاء. حين تعود لاحقاً إلى نشاطك الأساسي، سيكون عقلك استعاد انتعاشه!