افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، أعمال المؤتمر الشهري الثاني للشباب، في مدينة أسوان، والذي يناقش على مدى يومين قضايا التنمية بمحافظات صعيد مصر، ووجه السيسي تحية إلى أهالي محافظات الصعيد، قائلا في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: «من هنا من أرضنا الطيبة السمراء وصعيدنا العزيز الصابر الصامد من حيث يختلط الأمل، من هنا حيث نبتت بذرة الحضارة العربية... أعلن انطلاق مؤتمر الشباب الشهري الثاني».

وصل السيسي إلى مقر المؤتمر على متن مركب عبر النيل، مصطحبا مجموعة من الشباب المشاركين في المؤتمر، ووصف الرئيس المصري استقبال أهالي أسوان قائلا: «سعيد بوجودي في أسوان، وأشكر أهل الصعيد على دفء استقبالهم»، مؤكدا أن جلسة الحوار المقبلة ستكون في الوجه البحري، ويشارك في المؤتمر الحالي 1300 شاب وفتاة من محافظات الصعيد، وسيتضمن 8 جلسات عامة لاستعراض التحديات التي تواجه مشاريع التنمية في الصعيد.

Ad

وكان السيسي أعلن عام 2016 عاما للشباب، وتم عقد المؤتمر الوطني الأول للشباب، برعاية مؤسسة الرئاسة، في منتجع «شرم الشيخ» أكتوبر الماضي، والذي خرجت من رحمه فكرة الحوارات الشهرية، فتم عقد المؤتمر الأول في القاهرة ديسمبر الماضي.

وقال الأمين العام لشباب حزب «الوفد» الليبرالي عمر المصري، لـ«الجريدة»: «استمرار جلسات الحوار يدل على جدية النظام في الانفتاح على الشباب»، معتبرا أن نقل الاجتماع إلى مدن الصعيد خطوة إيجابية تسمح لشباب الجنوب بالمشاركة في خطط التنمية.

مشاورات التعديل

في الأثناء، علمت «الجريدة» أن الرئيس السيسي سيراجع مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل التعديل الوزاري، خلال وجودهما في مدينة أسوان، والمقرر الإعلان عنه نهاية الأسبوع الجاري، عقب عودة الرئيس السيسي من أديس أبابا للمشاركة في أعمال القمة الإفريقية، المقررة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.

وبينما صرح المتحدث باسم مجلس الوزراء أشرف سلطان، بأن التعديل الوزاري سيكون خلال الأسبوع الجاري، قال مصدر مطلع، إنه من المقرر أن يناقش مجلس النواب في جلسة الأربعاء المقبل، أسماء المرشحين لدخول التشكيل الوزاري، ومن ثم يتسنى للوزراء الجدد، والمرجح أن يكون عددهم ثمانية وزراء أداء اليمين الدستورية في اليوم التالي، أي الخميس المقبل، أمام الرئيس السيسي.

وأشار المصدر إلى انتهاء الجهات الرقابية من مراجعة ملفات المرشحين لتولي الحقائب الوزارية، في حين تم وضع أسماء احتياطية، تحسباً لأي اعتذارات حتى لا يتم التأثير على موعد أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس.

سد النهضة

في الشأن الإفريقي، يصل الرئيس السيسي أديس أبابا غداً، للمشاركة في فعاليات اجتماعات الاتحاد الإفريقي، التي تعقد على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، تحت شعار «تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب»، إذ بدأ وزير الخارجية سامح شكري زيارة لأديس أبابا تمهيدا لزيارة السيسي.

وقال مصدر مصري لـ«الجريدة»، إن الرئيس سيجري على هامش الاجتماعات مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، تتعلق بملف التعاون المشترك، خاصة فيما يتعلق بآخر تطورات سد النهضة الإثيوبي، الذي يتوقع أن يؤثر سلبا على حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب، في حين تقترب مصر بعدد سكانها المقدر بـ100 مليون نسمة، من دخول مرحلة الفقر المائي.

وأشار المصدر إلى أن مناقشة السيسي لملف السد في أديس أبابا تأتي على وقع سعي بعض الأطراف الخارجية للعبث بملف مياه النيل الحيوي بالنسبة لمصر، في وقت تشهد العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية زخما بعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأديس أبابا العام الماضي، في حين طلبت إثيوبيا شراء 75 مدرعة إسرائيلية.

وذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة محمد سلمان، إلى أن القمة المصرية الإثيوبية، قد تشهد مناقشة ملف سد المياه، مضيفا لـ»الجريدة: «القاهرة حريصة على عدم إثارة ملف السد والمياه في القمة الإفريقية، حتى لا يتم اتهامها بأنه لا يعنيها من القارة السمراء إلا ملف المياه ومصالحها الذاتية، لذلك سيتم مناقشة ملف السد في القمة الثنائية في إطار مناقشة العلاقات الثنائية في مختلف الملفات».

إعجاب ترامب

مع تزايد المؤشرات حول دخول العلاقات مرحلة غير مسبوقة من الحميمية والتعاون، واصل الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إشادته بنظيره المصري، إذ قال ترامب إنه معجب بالسيسي، وأضاف في لقاء مع قناة فوكس نيوز أمس الأول، «السيسي جاء في وقت صعب، كل ما يمكنني القول عنه هو أنني معجب به».

وفي حين يتوقع أن يزور السيسي واشنطن مارس المقبل، استجابة لدعوة ترامب، قال مسؤولون أميركيون وأشخاص مقربون لفريق الرئيس الأميركي لـ«رويترز»، إن نقاشا جاريا حول ما إذا كان يتعين على الولايات إعلان جماعة «الإخوان» منظمة إرهابية وإخضاعها للعقوبات.

وقال مؤسس مركز «ابن خلدون» للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم لـ«الجريدة»، إنه من المتوقع أن تشهد العلاقات زخما خلال الفترة المقبلة في ظل التوافق بين ترامب والسيسي، مشددا على أن توجه واشنطن الجديد لتصنيف «الإخوان» كمنظمة إرهابية، سيسعد القاهرة ولا شك، لأنها تعتبر الجماعة خصمها السياسي الأبرز.

استنفار

في سيناء، تكثف قوات الجيشين الثاني والثالث بدعم من القوات الجوية، أعمال مداهمة واسعة للبؤر الإرهابية في وسط سيناء، وأعلنت حالة الاستنفار بين قوات الجيش في شمال شبه الجزيرة المصرية، وتم الدفع بتعزيزات في وقت تتواصل الاشتباكات مع عناصر جهادية مسلحة تتمركز في وسط سيناء، وأعلنت القوات المسلحة أمس، قتل أحد القيادات التكفيرية الخطيرة بمنطقة كمين الماسورة برفح.