وزير الدولة لشؤون الشباب... لا يخفى عليك أو على أحد طبيعة عملنا في جامعة الكويت التي تجعلنا نلتقي يومياً بشباب مبدعين وواعين وقادرين على رسم وتطوير مستقبلهم بشكل أفضل، ومع ذلك فإننا في كل نقاش عن قضاياهم ومشكلاتهم نجدهم مثقلين بالمشاكل والهموم التي جعلتهم يشعرون بالتهميش والإحباط، وعدم الاهتمام من وزارتكم، فما رأيته في أعينهم من كمية إحباط وسخط جعلني بكل صدق أتقدم لأطالبك بالرحيل، وكذلك أعطاني دافعاً لكي أسألك بكل شفافية ووضوح: "بالله عليك ماذا تحتاج لترحل؟".

في هذا المقال سأوضح لك الأسباب التي جعلتنا بكل شفافية ندعوك للرحيل: فشلك في دفع مسيرة الإصلاح وتمكين الشباب الكويتيين التي نادى بها ورعاها والدنا صاحب السمو أمير البلاد- حفظه الله ورعاه- فليست لديك استراتيجية أو رؤية واضحة للتعامل مع الشباب واحتياجاتهم أو الاستفادة منهم واستثمار طاقاتهم لتجعلها تصب في مصلحة ورفعة الوطن وشبابه.

Ad

فشلت في إدارة وزارتك حتى أننا لم نسمع أو نلامس أو نرى دورا حقيقيا لها في حياتنا اليومية منذ إنشائها عام 2013 حتى يومنا هذا، فكل ما عرفناه عن وزارتك أنها أشبه بـ"المبرة الخيرية" التي توزع نقوداً تحت مسمى "مبادرات" ومع هذا فشلت في استدامة تلك المشاريع. فأسالك بالله ماذا تحتاج لترحل؟ وكذلك مشروع "مبادراتنا" الذي "صجيتوا راسنا فيه" ما هو إلا نتاج عمل الهيئة العامة للشباب والرياضة منذ عام 2005، ومع هذا فشلت، فمشروعكم هذا لا يخدم إلا فئة الشباب الذكور، فماذا فعلتم أو عملتم بالنسبة إلى الإناث وهن يشكلن أغلبية وفق إحصاءات وزارتك؟

فشلت في حل القضية الرياضية بل زدت الأزمة تعقيداً من خلال المساهمة في إقرار بعض القوانين والقرارات الخاطئة التي اتخذت، فهذه القضية كما تعلم تهم كل أفراد المجتمع، خصوصاً فئة الشباب، والطامة الكبرى فشلك في رفع علم بلدك في محفل دولي وعالمي، وحدث لربما لا يتكرر خصوصاً بعد محاولاتك تجريم مشاركة اللاعبين وإحباط محاولاتهم لرفع اسم الكويت في أولمبياد ريو 2016، فقد كدت يا معالي الوزير أن تحرمنا إنجازاً تاريخياً قادنا إلى رفع تصنيف الكويت في قائمة الدول الحاصلة على ميدالية ذهبية، فماذا تحتاج لترحل؟ أنشأت هيئة للشباب لتعطيها الصبغة والصيغة التنفيذية، وهذا جيد، ولكن الدافع الحقيقي وراء ذلك، والكل يعلم، هو أنك فشلت في صرف ميزانية وزارتكم في السابق للسنة المالية 2013 /2014 وهذا حسب تصريح أحد مستشاريك، فقد أنشأت الهيئة العامة للشباب، وهذا جيد كما ذكرنا سابقاً، ولكن قمت بخطأ جسيم سينعكس على الشباب وسيعانونه في المستقبل، ألا وهو أنك ملأتها بمن يفتقر لبدهيات العمل الشبابي، وارتكزت على ذلك بتعيين وجوه شباب يحملون صفة الشباب لكنهم يفتقرون لمضمون الشباب وخبراتهم التي تمكنهم من رسم مستقبل أفضل لأقرانهم، فأنت لم تسع للبحث عن ذوي الخبرة في مجال العمل الشبابي، وهم كثر ومنتشرون في وزارتك وخارجها، فماذا تحتاج لترحل؟

فشلت في تمكين الشباب، وهم أهم الركائز التي تسعى أنت ووزارتك لتحقيقها، فكلنا شاهد عندما تحدثت وأرعدت عن أهمية تمكين الشباب الكويتيين في كل القطاعات في مؤتمر "كلف الوزارة والدولة ما كلف"، وتناسيت أن تخرج رأسك خارج باب مكتبك لترى تناقضك، بتعيين مديرة لــ"مكتبك الفني" في وزارة الشباب من جنسية عربية، وتركت أبناءنا وإخوتنا من ذوي الاختصاص والخبرة يبحثون عن فرصة وظيفية. فماذا تحتاج لترحل؟

وما دعانا لنطالبك بالرحيل أن ما شاهدناه منك يختلف كثيراً عما تدعو له، وهذا لم يجعلنا نحزن، ولكن المحزن يا معالي الوزير أن نرى المؤتمنين يسلبون أفكار غيرهم وبرامجهم وجهودهم، وينسبونها إلى أنفسهم، والمحزن أيضاً ألا نرى فاعلية لقراراتك في وزارتك، ففاعلية بعض مستشاريك وتأثيرهم أكبر وأهم من تأثيرك داخل وزارتك، فماذا تحتاج لترحل؟ وفي النهاية يا معالي الوزير أود أن أجهر لك بأن الشباب في عهدك هرموا وشابوا، ولم يروا منك سوى إنجاز واحد، وهو الاسم الذي تتزين به، بأن هناك وزيراً للشباب، فبعد هذا كله أسألك بالله... ماذا تحتاج لترحل؟