تصحو "الفاشنيستا" على أغنية "تناديك رغبات المقابيل من الأرض وإنتي بالمجرة"، ثم تكتحل وترطب شفتيها فتصبح على "فانز السناب" بعبارات التفاؤل، وأن الحياة أجمل مما تظنون، وما تلبث أن تخرج بسيارتها الفارهة إلى مقهى "فوليوم ون" عنوان "القز والخز" حتى تبدأ يومها بتسويق منتجاتها من موقع بوتيكات، فمع كل منتج يباع تحصل على نسبة يجعلها متفائلة لأسبوع ونيف، وبعد أن تنتهي فقرة بوتيكات تنطلق إلى أقرب افتتاح مطعم أو قص شريط معرض فيستقبلها المحبون "باليباب والتصفير" ووابل المديح، وقبل أن تودعهم تستلم شيكاً يعادل راتب موظف بنك بخبرة ٣ سنوات!

فتعود أدراجها إلى المنزل بعد يوم عمل شاق، فلا تهنأ بالراحة حتى تباغتها الهدايا وعروض الإعلانات فتضطر مشكورة إلى تقديمها عبر قنوات التواصل الاجتماعي، ومرة أخرى يستيقظ هاتفها على رسالة من البنك تفيد بأن أموال الإعلانات قد تحولت إلى حسابها العامر بالكسب الحلال، وعند هذا القدر تختتم يومها بإهداء أغنية "لربما لو هزك الشوق بتجين وتعاندين ظروف وقتك يا ترى... لربما بعد الغياب بتسألين.. وإلا زماني ما على بالك طرى"، ما أحلاه من ختام يهيج مشاعر الشبان المتشوقين لبعض الحنان!

Ad

ويبقى السؤال، من هي "الفاشنيستا" المليونيرة، وبحسبة سريعة فإنك إذا امتلكت عقاراً بمبلغ مليون دينار، فالمدخول لن يتجاوز ١٢ في المئة سنوياً بما يعادل ١٠ آلاف دينار شهرياً، ولو قمنا باحتساب مدخول "الفاشنيستا" فستجد معدل الإعلان للجميلة منهن يناهز الألف دينار، والمتابع لحساباتهن سيرى على الأقل إعلاناً واحداً يومياً، هذا فضلاً عن نسبة المبيعات من منتجاتها من موقع بوتيكات!

وكما قيل "إذا عرف السبب بطل العجب"، وأي عجب بعد هذا العدد الهائل من الإعلانات التي حصدن من جرائها آلاف الدنانير التي تتقاطر على جيوبهن. شخصيا لا أحسدهن، ولا أحرم كسبهن، وأدعو الباري أن يرزقني بفتاة كمدخول "الفاشنيستا" وتعشق أن تعلن لي وحدي!