لا يمكن تسمية التظاهرة الثقافية «ملوانات لبنانية» معرضاً جماعياً بقدر ما هي عرض مجموعة من الأعمال المختارة قديمة وحديثة من شأنها إبهار العين واكتشاف غنى الأساليب التي يتميز بها الفنانون اللبنانيون.

Ad

جميل ملاعب

ولد جميل ملاعب عام 1948 في بيصور في جبل لبنان، درس الفن في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية على يد أساتذة رواد من أمثال شفيق عبود وبول غيراغوسيان. بعد ذلك سافر إلى الجزائر ودرس في معهد الفن العالي وانتقل من ثم إلى الولايات المتحدة سنة 1984، حيث نال ماجستيراً في الفنون الجميلة في معهد برات في نيويورك، ثم دكتوراه في جامعة ولاية أوهايو. لدى عودته إلى لبنان عام 1989، بدأ بتدريس الفن في الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت. وشغل بين عامي 1991 و1992، منصب رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت.

منذ 1966 أقام معارض فردية وشارك في معارض جماعية في لبنان والجزائر والولايات المتحدة الأميركية، لا سيما نيويورك بين 1967 و1972. كذلك شارك في سمبوزيوم للنحت في أكثر من بلد عربي من بينها سمبوزيوم المنامة- البحرين، وفي لبنان.

فاز عام 1967 بجائزة صالون الخريف في متحف سرسق، وأعماله موجودة في مجموعات خاصة لبنانية وعربية وعالمية من بينها واشنطن. كذلك له أربعة كتب.

اعتمد جميل ملاعب لغة فنية ترتكز على الضوء أساساً والتجريد تعبيراً، متأثراً بمناخات عدة لا سيما الولايات المتحدة، مازجاً في رسمه بين ما تبثه روحه من مكامن وبين التقنية التي يبرع فيها محوّلاً اللوحة عنده إلى مساحة ضوء ونور تتفاعل فيها العناصر في أسلوب يتراوح بين التعبيري والتجريدي وفق ما تقتضي طبيعة الفكرة لديه.

يحاول جميل ملاعب سواء في رسومه أو في لوحاته أن يأسر الزمن العابر، لذا يسجل ما فعل هذا الزمن في الأشياء وفي الأشخاص على السواء، وكأنه بفنه يشكل صدى لأحاسيس ومشاعر تتأجج تارة وتخبو تارة أخرى، تحركها الأحداث والظروف والمتغيرات المختلفة في الحياة، معتمداً في ذلك كله أسلوباً تلقائياً بعيداً عن الصناعة.

عارف الريس

ولد في عاليه بجبل لبنان عام 1928، عارف الريس أحد الفنانين الرواد في لبنان والعالم العربي، عرض لوحاته للمرة الأولى عام 1948. بعد سنوات قضاها في أفريقيا، انتقل إلى باريس ودخل إلى أكاديمية «غراند شوميير» حيث التقى الرسامين الكبار، ومنها سافر عام 1959 إلى إيطاليا بعدما تلقى منحة للدراسة فيها من الحكومة الإيطالية، فدرس الفن في فلورنسا ومن ثم في روما.

شارك الريس في معارض عالمية من بينها بينال ساو باولو (1973)، وبغداد (1974)، وصالون الخريف في متحف سرسق، في اليونسكو في مونتريال (1978). وأقام معارض فردية في لبنان وروما ونيويورك والمكسيك وباريس وسورية والجزائر. كذلك حاز جوائز عدة من بينها جائزة اليونسكو «صالون الربيع» (1957)، وجائزة النحت من متحف سرسق (1965 - 1966). وشغل منصب رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت بين 1974 و1982. وأعطى دروساً في الجامعة اللبنانية. وتوفي في يناير 2005.

لا يمكن تحديد فن عارف الريّس بأسلوب معين أو تيار محدد، ذلك أن لوحته تتضمن أكثر من لغة: تعبيرية، تكعيبية، فريسك مكسيكي، تجريد أميركي وكولاج... ليس هذا فحسب بل برع في كسر الحدود بين الرسم والنحت من خلال اللوحة المنحوتة أو الجدارية الضخمة.

تميز عارف الريس بثقافته الواسعة وتأثرة بالميتولوجيا والأديان، فرسم لوحات هي أقرب إلى الصوفية، تنبض بفرح وببدايات مستمرة، ولا تعرف طريقاً إلى النهاية، ربما أراد بذلك أن يقاوم فكرة العدم أو الزوال واعتبار الموت مجرد عبور وليس النهاية، لذا حرص على أن تكون ألوانه في معظم لوحاته مضيئة تعكس تفاؤله بالحياة.

مصطفى فروخ

ولد في بيروت عام 1901، في الخامسة عشرة من عمره تردد على محترف الفنان اللبناني الرائد حبيب سرور، ودخل عام 1924 الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة ومعهد الفنون في روما، من ثم انتقل إلى باريس واستقرّ فيها وتابع دراسته مع كبار الرسامين الفرنسيين. لدى عودته إلى لبنان أعطى دروساً في الرسم في الجامعة الأميركية في بيروت، وانطلق في المعارض الفردية في لبنان والعالم من بينها مشاركته في المعرض العالمي في نيويورك (1940).

يعتبر فروخ أحد كبار فناني التيار الحديث في لبنان، وخلد الطبيعة اللبنانية برسوماته، كذلك تميّز برسم الكاريكاتير إذ كان ناقداً فنياً ثاقب البصيرة، ومؤرخاً متعمقاً في فنون الغرب والشرق معاً.

حاز جائزة الجمهورية اللبنانية عام 1955، ونال وسام الاستحقاق اللبناني، ووسام الأرز الوطني. توفي عام 1957 عن عمر 56 عاماً.

شكرالله فتوح

ولد شكرالله فتوح في لبنان عام 1956، درس الرسم في معهد الفنون التابع للجامعة اللبنانية. شهد عام 1985 انطلاقته في المعارض وشارك في صالون الخريف في متحف سرسق. كذلك عرض أعماله في فرنسا والأردن والإمارات العربية المتحدة والسويد وتونس والولايات المتحدة البرازيل. أقام عام 2011 معرضاً في بيروت يضم أكثر من 45 عملاً مستوحى من مدينته التي ولد فيها جبيل.