اقترب موعد تنصيب الرئيس الجديد المثير للجدل "ترامب" وانقسمت الآراء وسط تشاؤم وسائل الإعلام الأوروبية وعزوف بعض الشخصيات الأميركية عن حضور مراسيم التنصيب، وتفاؤل بعض السياسيين المخضرمين أمثال هنري كيسينجر الذي يرى أن الفراغ الذي تركه أوباما في سياسته الخارجية سيملؤه الرئيس الجمهوري ترامب على حد تعبيره، وانطلق السؤال الذي يبحث الكل له عن إجابة: ما ملامح الفترة الرئاسية الأميركية المقبلة؟

لو أجرينا مسحاً إعلاميا لبعض الصحف لوجدنا "الأوبزيرفر" البريطانية قد وصفت التنصيب بالشؤم، وكتبت "مانشيتاً" في صفحتها الأولى: "تنصيب ترامب سيكون مفزعاً ونذير شؤم"، وذلك بعد الخامس عشر من يناير أي قبل التنصيب الرسمي بخمسة أيام.

Ad

أما "الصنداي تايمز" البريطانية فقد انشغلت بتغريدات ترامب التي يطلقها في وقت متأخر من الليل بالنسبة إلى الأميركيين وفي وسط النهار في توقيت العرب، فأصبحت التغريدات وقوداً للقنوات الإعلامية، في محاولاتها تحديد ملامح "زعيم العالم الحر" للسنوات الأربع القادمة. وجاء مانشيت الصحيفة كالتالي: "هل يعرف ترامب ما الصواب؟".

الصحيفة حاورت ترامب حول العديد من القضايا، كمواقفه الشخصية السابقة ومعارضته لغزو العراق عام 2003 حيث شبهه برمي الأحجار على خلية النحل، أما بخصوص الشأن السوري فيرى إنشاء مناطق آمنة داخل سورية هو الحل، ويستطرد ترامب بشكل يخلو من الدبلوماسية قائلاً: بشرط أن يكون التمويل من دول الخليج لأنها، على حد تعبيره، "تمتلك أموالاً لا يمتلكها أحد".

ونفهم من تصريحه هذا أن علينا كدول خليجية تمويل المناطق الآمنة في سورية، وعلى المكسيك تمويل الجدار الحدودي الفاصل بينها وبين الولايات المتحدة، وللقارئ أن يرى مستقبل عملية اتخاذ القرار "وتمويله" في السياسة الخارجية!!

بعدها عرج في تصريحاته على أوروبا وسياسة ميركل في قبول المهاجرين، ورغم إعجابه بشخصية ميركل القيادية فإنه انتقد قراراتها، واعتبر فتح البوابة الأوروبية للمهاجرين "أخطاء كارثية". خلفية ترامب بعيدة كل البعد عن الفكر الأيديولوجي والاصطفاف السياسي للوصول إلى الرئاسة، ولم يكن ضمن البنية الحزبية، إنما كان طالباً مجتهداً وهاوياً لاتخاذ المخاطر في مجال المحاسبة وإدارة الأعمال، تجاوز بنجاح أزمات الخسائر الفادحة في سوق العقار والملاهي التي امتلكها في السابق، وبنى في نيويورك الأبراج الضخمة، وقدم 12 برنامجاً تلفزيونياً اشتهر من خلالها بعبارة "أنت مطرود". فهل التصقت في فكره العبارة ودفعته لإقالة السفراء وكبار إداريي المؤسسات التنفيذية؟

وللحديث بقية.