رغم الاستنفار الأمني في جميع عواصم العالم، لم تمر احتفالات أعياد الميلاد بسلام، وأبت 2016 أن تسلم 2017 بغير إراقة الدماء، التي تسبب فيها هجوم إرهابي متوحش ضرب قلب أكبر مدن تركيا وأصاب معه الكويت وعدة دول عربية أخرى على رأسها السعودية.

فمع دخول أول ساعات العام الجديد، أقدم إرهابي مسلح بسلاح بعيد المدى على اقتحام مطعم «رينا» الأشهر في إسطنبول، حيث أطلق النار بشكل عشوائي على رواده، ما أسفر عن مقتل 39 شخصاً، بينهم كويتي و7 سعوديين و3 أردنيين و٣ لبنانيين، إلى جانب إصابة 69، بينهم 5 كويتيين، بحسب السفير التركي لدى البلاد مراد تامير.

Ad

ونتيجة الفوضى، التي عمت المطعم الذي يرتاده الأثرياء والمشاهير والسياح الأجانب، تمكّن الإرهابي الذي يعتقد أنه كان منفرداً، من الفرار. وعلى الأثر، فرضت السلطات التركية طوقاً أمنياً ومشطت المكان وأطلقت حملة لملاحقة المعتدي، مقدرة عدد المحتفلين داخل المطعم عند وقوع الحادث بـ700، قفز بعضهم إلى مضيق البوسفور، وأنقذتهم قوات الأمن.

وضمن حصيلة الضحايا، قال والي إسطنبول واصب شاهين إن «الإرهابي قتل رجل شرطة ومدنياً خارج المطعم قبل أن يقتحمه، ليطلق النار على المحتفلين فيه»، مبيناً أن هذا الإرهابي «كان مسلحاً بسلاح بعيد المدى، ونفذ الهجوم بوحشية وهمجية».

وبينما أوردت تقارير أن شخصين أو أكثر نفذوا الهجوم، وذكرت أنهم هتفوا باللغة العربية، نفى وزير الداخلية سليمان سويلو ما تردد عن أن المهاجم كان يرتدي زي «بابا نويل»، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن المهاجم غادر المطعم مرتدياً «ملابس مختلفة».

محلياً، ألقى ذلك الهجوم الدموي بظلاله على البلاد، مع تأكيد السفير التركي وفاة مواطن وإصابة 5 آخرين بجروح، أحدهم في حالة حرجة جداً، موضحاً أنه على اتصال مباشر مع وزارتي الخارجية والداخلية التركيتين وحاكم إسطنبول ورئيس جهاز الشرطة لمتابعة أحوال الكويتيين المصابين أولاً بأول، كما يتواصل مع القنصل الكويتي في إسطنبول والسفارة في أنقرة لمتابعة مستجدات أوضاعهم.

وإذ تمنى الشفاء العاجل للمصابين والعودة سريعاً إلى الكويت، وصف تامير هذا العمل بـ»الإرهابي»، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود بين الدول لمواجهة الإرهاب وحماية أرواح الأبرياء.

وبينما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأردنية وفاة ثلاثة أردنيين جراء الاعتداء وإصابة أربعة آخرين حالتهم بين الجيدة والمستقرة والحرجة، وكشفت الخارجية التونسية عن مقتل اثنين من رعاياها، أفادت القنصلية السعودية في إسطنبول بأن 7 سعوديين لقوا مصرعهم، هم ثلاثة رجال وسيدتان، فضلاً عن إصابة 11.

كما قُتل ٣ لبنانيين ومواطنون من ليبيا والمغرب وهنديان هما رجل وامرأة، وبلجيكي وإسرائيلية.

وجاء الهجوم، الذي يحمل بصمات تنظيم «داعش»، رغم اتخاذ السلطات التركية إجراءات تأمين إضافية بعد تحذيرات وردت من الاستخبارات الأميركية بإمكانية تعرض الموقع إلى هجوم إرهابي.

وفي وقت رأى الرئيس رجب طيب إردوغان أن الهجوم يستهدف إثارة الفوضى في بلاده، متعهداً بمواصلة القتال ضد الإرهاب حتى النهاية، دانت معظم دول العالم وفي مقدمتها الكويت والسعودية ومصر والأردن والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا الهجوم.

وفي حادث منفصل، أصيب شخصان بهجوم مسلح على مسجد «حسن الباشا» في منطقة ساريير بإسطنبول، وعلى الفور سارعت الشرطة إلى مكان الحادث وطوقت المنطقة وفتحت تحقيقاً لمعرفة ملابساته.

«الخارجية»: نتابع مع سفارتنا والسلطات التركية أوضاع الكويتيين بعد الحادث

قال مصدر مسؤول في "الخارجية" الكويتية إن الوزارة أجرت اتصالات مع نظيرتها التركية، والسفارة الكويتية في أنقرة والقنصلية في إسطنبول، لمتابعة الأوضاع بعد هذا الحادث الإرهابي، مشيداً بتجاوب السلطات التركية للاطمئنان على أحوال الكويتيين الذين كانوا موجودين خلال الحادث.