القاعدة الأولى:

Ad

ضع عقلك وذاكرتك وخبراتك المتراكمة على الرف، واركض خلف أي أحد يدّعي الوقوف ضد "السلطة" السياسية واستبدادها وفسادها، بغض النظر عن تاريخه الملوث وأفعاله المشينة وصفقاته المشبوهة مع ذات "السلطة" التي تريد حضرتك مقاومتها بمعيته، لكن بما أنه لا صوت يعلو على صوت المعركة، وما أكثر معاركنا وصمتنا! ورغم أن فريقك يضم لاعبين محترفين مُعارين من فرق "سلطات" رجعية ودينية واجتماعية متخلفة أخرى، إلا أنه لابد أن تغض الطرف لتتوحد صفوف الفريق العشوائي غير المتجانس في سبيل تسجيل الأهداف السهلة على مرمى "السلطة" الوحيد في جميع المباريات.

القاعدة الثانية:

ارفع شعار الحريات مثلهم، وحاول حين تصرخ "حريات" أو "حرية"؛ أن يخرج حرف الحاء من أعمق نقطة في الحنجرة، وبأعلى صوت ممكن، حتى يثقوا بك، فتزداد بعدها ثقتك بنفسك وبقضيتك العادلة، ومن يدري فقد تترقى في يوم ما وتتبوأ منصب ملك الغابة أو الرمز بعد عمرٍ طويل، صحيح أن حرياتك التي تفهمها غير حريات من تهرول خلفهم، فالحريات عندك مبادئ ومثل عليا، ورفيقك يفهمها: "ملهى ليلي تمارس به كل الموبقات والمحرمات"، لكن لا يهم، فاستعجالك صُنع التاريخ الذي ينتظرك لتغيره، وإعطاؤك لنفسك أهمية لا تجدها في بيتكم، كل ذلك سيرفع لديك معدل نشوة النضال والتضحية في الدم، وهذه الحالة يرافقها دائماً عمى مؤقت للمبادئ والمنطق ستشفى منه -بعون الله- بعدما تجتاز القاعدة الثالثة.

القاعدة الثالثة:

بعد أن تبلع موسى الخيبة، ويصل لمنطقة خروج حرف الحاء سالفة الذكر، وتكتشف أن فريقك وحلفاءك الذين حاربت العالم من أجلهم أشد استبداداً وتعسفاً وفساداً من "السلطة" التي كنت تحاربها معهم، وبعد أن تفيق من غيبوبة الأمل الكاذب والوهم اللذيذ، وتشفى من مرض التشتت وبطء الاستيعاب، سيرتد إليك بصرك وأنت حسير، فترى أن حلفاءك قد عادوا لمقاعدهم وأضوائهم وأماكنهم في الحياة السياسية، بينما أنت وجماعتك الأقربون بين هارب وسجين ومشرد، وبعد أن تجاوزت كل الخطوط الحمر بدفعهم، ستدهش أن "سلطتهم" و"حرياتهم" لا تتحمل شجرة يتيمة في جمعية مفلسة، والقادم أجمل معهم، حيث إن مفهوم "الحريات" عندهم لا يتعدى حرية الأكل فقط، وليس كل الطعام أيضاً، عندها يفضل الحائط بانتظارك.. خُش بالحيطة.