أوّل ما يخطر على بال المربين والمتخصصين في عالم الصغار عندما يعرض الأهل عليهم حالة ولدهم النشيط فوق العادة، هو أنّ هذا الصغير يتمتّع بالعافية والنشاط قبل بحثهم في الأسباب الأخرى.

إذاً، افرحي أولاً بهذه الإيجابية التي تدلّ على صحّة ولدك الجسدية والتي تنضح بالفرح والحياة.

Ad

أما إذا تجاوز الولد السقف المقبول في تصرفه النشيط وبات يشكل إزعاجاً دائماً وشديداً للأهل، يُصنّف عندها في مصاف الفئة التي تعاني وضعاً عصبياً إحيائياً، وهي حالة تصيب عالمياً نسبة 5 % من الأشخاص صغاراً وكباراً.

في هذا النطاق، نطرح عليك بعض القواعد التي تسهم في تهدئة الولد وتتيح للأهل العيش بسلام.

الصبر أوّل ردّة فعل

غالباً ما يكون تصرّف الولد نكداً، ما يفقد الوالدين صبرهما فيتصرفان تجاهه بانفعال شديد، فإن حصل هذا الأمر يتعكر مزاج الصغير ويزداد الأمر سوءاً، بينما المطلوب توفير بيئة هادئة له.

الابتعاد عن العنف

الصراخ والعقاب الشديد والضربات أحياناً غير مفيدة، بل إنها تجعل الولد يتقوقع على نفسه. لذلك من الأفضل في هذا الوضع أن تأخذيه إلى غرفته وتطلبي منه البقاء فيها ريثما يهدأ.

اجعلي الجو هادئاً

يحتاج الولد عموماً الى جوّ هادئ، فامتنعي عن سماع الموسيقى الصاخبة التي تثير أعصابه، وعن مشاهدته أفلام الفيديو أو البرامج التلفزيونية المثيرة أو الألعاب العنفية. أما في مناسبات الأعياد فلا تبالغي في دعوة الكثير من الأولاد لأن المعارك ستحصل داخل المنزل.

عدم تعقيد الأمور

يعاني الولد الفائق النشاط التركيز المستمرّ. في هذا المجال، ينبغي مساعدته على إنجاز فروضه وتركيب ألعابه بتوزيعها على مراحل تدريجيّة وإلاّ فإنه سيرفضها بسرعة ولن يتمكن من إتمامها.

الحذر من المخاطر

لا يعي الولد النشيط فوق العادة أهمية المخاطر التي تواجهه، وعلى الأهل أن يكونوا شديدي الحذر في كل ما يتعلق بأمنه وسلامته مثل نوعية لعبه مع أترابه، ومراقبة ألعابه الخاصة إن كانت تسبب أذىً ما، والانتباه إليه عندما يجتاز الطريق أو يخرج إلى الشرفة أو يذهب الى الحديقة. أما عند غياب الأهل فيجب أن يكون المراقب مؤهلاً للقيام بهذه المسؤولية.

السهر على دروسه

من الطبيعي أن يكون الولد الكثير النشاط مشاغباً غير مهتم بما يشرحه المربّي أو المربّية فتأتي نتائجه المدرسية منخفضة عن المستوى المطلوب.

أفضل أسلوب لتلقينه دروسه، إن في المدرسة أو في المنزل، هو في تعليمه إياها على فترات متقطعة لأنه لن يتمكن من استيعابها دفعةً واحدةً.

نظمي غذاءه

لن يهتم هذا الصغير بمواعيد الطعام ولا بطريقة أكله. فهو قد يذهب في كل فترة إلى المطبخ لتناول قطعة حلوى أو إحدى الثمار، ثم يعود بعد قليل ليبحث في البراد عمّا يأكله. وهنا عليك مساعدته في تنظيم مواعيد أكله، والانتباه الى الطريقة التي يأكل بها، لأنه يبتلع طعامه قبل مضغه جيداً مما يسبب له اضطراباً في جهازه الهضمي ويخلق لك مشكلة جديدة إضافة الى مشكلته الأساسية.

حسّني فترة نومه

لنوم الصغير أهميّة فائقة، لذا يجب توفير الأجواء المناسبة في غرفته، خصوصاً إذا كان يتناول بعض الأدوية المانعة للقلق.

الهدوء في الغرفة أمر ضروريّ، كذلك فتح النافذة لدخول الهواء النظيف إليها، والالتزام بالمواعيد المحددة يومياً للنوم والاستيقاظ.

أمّني له الثقة بنفسه

الهزء من هذا الولد النشيط يسبّب له ألماً معنوياً كبيراً. ومن المفيد جداً أن نهنئه دائماً عندما ينجح في أمر يقوم به أو نكافئه عليه، ونشجعه ليتجاوز الأمر عندما يفشل لا أن نلومه عليه.

تسهم مساعدة الصغير على ترسيخ الثقة بنفسه في تعويده على الانضباط والتخفيف من انفعالاته.

فكّرا في وضعكما الخاصّ

تتحوّل حياة والدي الطفل الفائق النشاط إلى شبه جحيم ثائر يفقدهما راحة البال والانصراف إلى بعضهما بعضاً، كذلك قد تسبّب هذه الحالة الكثير من الخلافات بينهما، وهذا ما يزيد الوضع سوءًا.

اللجوء الى الأهل والمربين والاختصاصيين في علم النفس ضرورة ماسّة، فالوالدان يحتاجان أيضاً إلى بعض الهدوء والانفراد كي يتمكّنا من الاستمرار والاعتناء بولدهما الذي لا يعرف الهدوء.