ليس أبلغ مما قاله سمو الأمير مرحباً بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والوفد المرافق له، التي استهلها يوم أمس الخميس.

فقد أكد سموه أن هذه الزيارة "تجسد جلياً العرى الوثقى للروابط الأخوية الطيبة بين القيادتين والشعبين في البلدين على مر التاريخ، والتي أثبت رسوخها ومتانتها ما شهدته من تكاتف وتعاضد تام بينهما في مواجهة المحن والأخطار والتغلب عليها بعون الله".

Ad

نعم، فللملك سلمان بن عبدالعزيز، وللمملكة العربية السعودية مكانتهما الخاصة عند الكويتيين جميعاً، وهي مكانة أملاها التاريخ وحفظتها الجغرافيا، وجذورها تضرب في الأعماق وتعمقت كما تشكلت مع مراحل تأسيس البلدين. ونستذكر في هذه الزيارة المباركة موقف المملكة الذي لم يكن غريباً أو مستغرباً، بل كان مرآة تعكس أصالة الروابط بين الشعبين والقيادتين، ويتذكر كل أهل الكويت مواقف المملكة إبان الغزو الصدامي، وكان للملك سلمان حين كان أميراً لإمارة الرياض مواقف خاصة ومميزة سواء في التداعيات السياسية للغزو أو في المواقف الإنسانية له، والتي لا تعد ولا تحصى.

وليس سهلاً استذكار أو استرجاع الدور الذي لعبه الملك سلمان في تاريخ المملكة، وهو الذي عاصر مراحل تأسيسها ومراحل تطورها، كما ساهم في نموها وارتقائها مع جيل المؤسسين والمطورين.

وأستذكر من ثمانينيات القرن الماضي مواقف للملك عاصرت بعضها، فقد كان سباقاً منذ توليه إمارة الرياض حتى الآن في احتضان الصحافة العربية ودعمها، وكان ولايزال متابعاً للصحافة وللإعلام ومساهماً كبيراً في تطوير مختلف قطاعاته بما يواكب التطور الحضاري للإعلام العالمي. وقد التقيت جلالتَه مرات عديدة حين كنت رئيساً لتحرير "القبس"، وفي كل لقاء كان حريصاً على النقاش والتواصل مع الصحافيين ومتابعاً، بل ملماً بتفاصيل الأحداث وتغطيات الصحافة لها.

وقد زرت المملكة خلال فترة رئاستي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة، والتقينا جلالته في ثلاثة لقاءات رسمية لم تكن مجرد زيارات بروتوكولية للتحية والسلام، بل كان حريصاً أن يبحث معنا في الشؤون السياسية العامة وفي الملفات العربية والإقليمية والدولية، وكان صريحاً وواضحاً في آرائه وتعليقاته على مجريات الأحداث وتواترها.

ومنذ توليه مسؤوليات الحكم بعد وفاة شقيقه المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يضطلع بمسؤوليات داخلية وعربية وإقليمية صعبة ومعقدة، لكنه استطاع خلال فترة حكمه القصيرة أن يرشد البوصلة السياسية والاقتصادية داخلياً وإقليمياً إلى اتجاهات تقود إلى التحدي من أجل التطور والرقي والارتقاء بالأمة في جميع القطاعات.

إن دور خادم الحرمين والآمال التي تعقدها شعوب المنطقة عليه أكبر من أن يسرد في هذه المساحة، وهو دور يلمسه الجميع.

ولا نملك في الختام إلا أن نقول أهلاً بك، فقد حللت بين إخوانك وأخواتك وبين أبنائك وبناتك وقد وطئت سهلاً في قلب الكويت.