تقول الدكتورة ليزا ستريت، اختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي وأستاذة طب مساعِدة في جامعة واشنطن في {سياتل}: {لا يدرك معظم الناس أنهم مصابون بداء الرتوج ما لم يخضعوا لتنظير القولون أو يواجهوا نوعاً من المضاعفات مثل التهاب الرتوج، أي حين تلتهب الجيوب وتترافق الحالة مع أعراض مثل وجع البطن المفاجئ (على الجهة اليسرى عموماً) والحمى والغثيان}.

حين تصاب بنوبة من التهاب الرتوج، ستصبح أكثر عرضة لنوبة أخرى. توضح ستريت: {تتعلق مشكلة شائعة بنزف الرتوج حيث يتمزق وعاء دموي بالقرب من الجيب، فيخسر الشخص كمية كبيرة من الدم عبر البراز}. يُسمّى هذا النوع من المضاعفات المرض الرتجي.

لكن ثمة نبأ سار: يواجه أقل من %5 من المصابين بداء الرتوج المضاعفات. ويبدو أن جزءاً كبيراً من الخطوات التي نتخذها للحفاظ على صحة جيدة تفيدنا للوقاية من داء الرتوج.

Ad

هل تفيد الألياف فعلاً؟

تقول ستريت: {كنا نظنّ أن داء الرتوج ينجم بشكل أساسي عن الآثار التراكمية المرتبطة بحمية قليلة الألياف وبالإمساك. لكن تشير دراستان حديثتان ودقيقتان (نُشرتا في عام 2013 في مجلة {أمراض الجهاز الهضمي العيادية وطب الكبد») إلى أن الوضع مختلف. حلل العلماء حالات داء الرتوج وطبيعة الحمية لدى مجموعات كبيرة من الناس ولم يجدوا رابطاً مع تراجع استهلاك الألياف أو الإمساك».

مع ذلك، يبرز بعض الأدلة على أن الحمية الغنية بالألياف قد تحمي من أي مضاعفات على مستوى الرتوج، حتى أنها قد تحمي من داء الرتوج نفسه. توصي {الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي} بحمية غنية بالألياف عند وجود تاريخ في التهاب الرتوج الحاد. كذلك، تكون الخطة الغذائية الغنية بالألياف مهمة للحفاظ على صحة جيدة عموماً، بما في ذلك الوقاية من أمراض القلب والسرطان.

المكسرات والبذور والفشار

طوال عقود، قيل إن المكسرات والبذور والفشار قد تترسخ في الرتوج لذا طُلب من المرضى المصابين بداء الرتوج أن يتجنبوا هذه المأكولات. في عام 2008، نشرت ستريت وزملاؤها دراسة في {مجلة الجمعية الطبية الأميركية} شملت 50 ألف رجل خضعوا للمراقبة طوال 20 سنة تقريباً. تبيّن أن الرجال الذين أكلوا كمية إضافية من المكسرات والفشار كانوا أقل عرضة للإصابة بمضاعفات داء الرتوج مقارنةً بمن أكلوا كمية قليلة من تلك المنتجات. ولم تنصح توجيهات {الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي} في عام 2015 كل من له تاريخ في التهاب الرتوج بحذف المكسرات والبذور والفشار من حميتهم تلقائياً.

وزن الجسم والنشاطات

تقول ستريت: {من خلال الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين بانتظام، لا سيما النشاطات الجسدية المكثفة مثل الهرولة، يمكن تخفيف خطر الإصابة بالتهاب الرتوج. يكون الشخص البدين الذي يسجل مؤشر كتلة جسم بمستوى 30 وما فوق أكثر عرضة لداء الرتوج}. يؤدي فائض الدهون في منطقة البطن إلى إنتاج مركّبات التهابية كتلك التي تنشأ حين تلتهب الرتوج.

مسكنات الألم

تضيف ستريت: {ربطت دراسات عدة بين مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، وزيادة خطر التهاب الرتوج}. توصي {الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي} كل من لديه تاريخ في التهاب الرتوج بتجنب تلك المضادات، باستثناء الأسبرين، عند الإمكان: {لا تنصح التوصيات الراهنة الناس بوقف الأسبرين لأنهم قد يأخذونه لحماية جهاز القلب والأوعية الدموية. تكون زيادة مخاطر الإصابة بالتهاب الرتوج بسبب الأسبرين أقل وقعاً من أثر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية}.

الفيتامينات والمكملات

شاركت ستريت بإعداد دراستين بشريّتين حديثتين عن الفيتامين D وخطر التهاب الرتوج. تشير نتائج الدراستين إلى أن تسجيل مستويات مناسبة من الفيتامين D قد يساهم في تخفيف خطر الإصابة بالتهاب الرتوج. يمكن أن يفحص الطبيب مستويات الفيتامين D في الدم. تشمل أبرز المصادر الغذائية للفيتامين D السلمون والحليب المدعّم والبيض.

نُشرت دراسة في عام 2014 في {المجلة الدولية لأمراض القولون والمستقيم} واعتبرت أن الأشخاص الذين أصيبوا بداء الرتوج وأخذوا يومياً 300 ملغ من مكملات البوتيرات (نوع من الدهون التي تغذي خلايا القولون) طوال 12 شهراً كانوا أقل عرضة لالتهاب الرتوج مقارنةً بمن تلقوا دواءً وهمياً (%7 مقابل %32 على التوالي). تبقى هذه الأدلة أولية لذا لا تُعتبر مكملات البوتيرات مقاربة نموذجية للوقاية من التهاب الرتوج لكن يمكن تجربتها تحت إشراف الطبيب. يمكن أن يشتري المستهلكون منتجَي BodyBio Cal-Mag Butyrate وEcological Formulas Butyric Acid.

لم تخضع مكملات المحفزات الحيوية لدراسة مكثفة على مستوى داء الرتوج ولا تضيف «الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي» المحفزات الحيوية إلى توصياتها لتخفيف مضاعفات داء الرتوج. لكن قد تحسّن تلك المحفزات صحة الأمعاء بشكل عام.