يتوقف الشعور بالتوازن على نظام دقيق يُنَسِّق بين المعلومات الحسية (من الأعصاب في أنحاء الجسم) والمعلومات البصرية لمساعدتك على تحديد وضعية جسمك نسبةً إلى محيطك.

ينجم دوار الوضعة الانتيابي الحميد عن اختلال موقع بلورات صغيرة موجودة في الأذن الداخلية. تجعلك تلك البلورات حساساً تجاه الجاذبية وتساعدك للحفاظ على توازنك. في الحالات العادية، يضمن غشاء هلامي موجود في الأذن أن تبقى البلورات في مكانها الصحيح. إذا تضررت الأذن بسبب ضربة في الرأس مثلاً، قد تنتقل البلورات إلى جزء آخر من الأذن. وحين تصل البلورات إلى مكان خاطئ، ستجعلك حساساً تجاه تغيّر الحركات والوضعيات التي ما كانت تؤثر بك سابقاً ويؤدي هذا الوضع إلى إطلاق نوبة دوار.

نظراً إلى تعدد أسباب اختلال التوازن والدوار (قد تتشابك أسباب عدة في الوقت نفسه)، يكون التشخيص الصحيح أساسياً لإيجاد العلاج الفاعل. عند الإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد، يُسمّى اختبار التشخيص الأولي «ديكس-هول بايك». خلال الاختبار، يتواجد الفرد في وضعية تسبّب له الدوار، ثم يتحقق الطبيب من تذبذب المقلتين السريع اللاإرادي (الرأرأة) الذي يرتبط بدوار الوضعة الانتيابي الحميد. يمكن إجراء الاختبار بطرائق مختلفة لتحديد الجهة التي تسبب المشكلة.

Ad

يمكن أخذ علاج دوار الوضعة الانتيابي الحميد في عيادة الطبيب أو بالتعاون مع اختصاصي السمع أو بعض المعالجين الفيزيائيين. تشمل العلاجات المحتملة سلسلة من حركات الجسم التي تعيد البلورات إلى موقعها الصحيح داخل الأذن وتمنعها من إطلاق الأعراض المزعجة.

تُستعمل عمليتان في هذا المجال:

إعادة تموضع بلورات كربونات الكالسيوم المُزاحة وعملية «ليمبيرت». في العملية الأولى، تكفي جلسة واحدة لتصحيح دوار الوضعة الانتيابي الحميد. لكن قد تبرز الحاجة أحياناً إلى إجراء العملية مرات عدة مع أخذ استراحات قصيرة بينها قبل التخلص من الدوار. سيتأكد الطبيب من انتهاء العلاج حين تختفي مؤشرات الرأرأة في العينين. بعد العلاج، يجب أن تبقي رأسك مستقيماً لبقية اليوم.

صحيح أن إعادة تموضع بلورات كربونات الكالسيوم المُزاحة تكون فاعلة جداً، لكن يمكن أن يستمر دوار الوضعة الانتيابي الحميد أو يتجدد. يحصل ذلك مع كبار السن بشكل أساسي. في هذه الحالة، يمكن أن يتعلّم المريض كيفية تطبيق عملية إعادة التموضع بنفسه في المنزل.

إذا استمر الدوار أو تجدّد بشكل متكرر، اقصد اختصاصياً مثل طبيب السمع أو معالِج دهليز الأذن. بفضل التقييم الطبي، يمكن التأكد من معالجة دوار الوضعة الانتيابي الحميد بالشكل المناسب أو يمكن رصد أي عوامل أخرى تؤثر في التوازن.

يواجه بعض الناس أعراض اختلال التوازن والدوار رغم معالجة دوار الوضعة الانتيابي الحميد. في هذه الحالات، يمكن تخفيف أعراض الدوار واستعادة التوازن بالتعاون مع معالج فيزيائي متخصص بإعادة تأهيل دهليز الأذن وتجديد التوازن.