تقول المادة 6 من الدستور إن "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا...". لهذا تضع هذه المادة الشعب الكويتي بجميع مكوناته الاجتماعية من قبائل وطوائف وعوائل... إلى غير ذلك من مكونات؛ أمام تحدٍّ مستحق في غاية الأهمية لإعادة التوازن الطبقي، لاسيما حماية الطبقة المتوسطة المهددة بالاختفاء؛ لذلك يجب المشاركة بفاعلية لاسترجاع قاعة عبدالله السالم، خاصة بعد العبث السياسي الطفولي والأحمق على مدار ثلاث سنوات سابقة أصبح فيها النائب الذي يمثل الشعب ويحمي حقوقه مجرد "مندوب" لا أكثر.

لذلك نتطلع في هذا الاستحقاق إلى أن يبرهن الشعب الكويتي على أنه ما زالت لديه القدرة على قلب المعادلة السياسية؛ قدرة تسمح له من خلال ممثليه باختيار رئيس مجلس توافقي؛ لتصل رسالته إلى آخر مدى؛ عندما يمنح شرف التمثيل لأحرار الكويت أصحاب الإرادة الحرة الكاملة في قول الحق أينما وجد، ومهما كانت قوة نفوذ الفساد فيه، وذلك في إطار الدستور وعبر قنواته.

Ad

ومن هذا المقال أدعو الجميع، للتعبير عما يجول في نفوسهم الحرة بمنح فرصة جديدة للكبيرة الكويت؛ فرصة لن تتحقق إلا بالتحرر من كل القيود القبلية والطائفية والفئوية... إلى غير ذلك من القيود ذات الإطار الضيق؛ واعلم أخي الناخب أن صوتك أمانة، وسوف تسأل عنه يوم القيامة، وهذا ما دعا إليه الشيخ الدكتور خالد المذكور، حين قال إن "التصويت شهادة تسأل عنها أمام الله سبحانه، فلا تشهد لمرشح أنت تعلم فساده أو ضعفه لأنه قدم لك خدمة أو مصلحة شخصية أو أخذ منك وعداً".

ولا يخفى على أحد أن الفساد اليوم استشرى في كل مفاصل الدولة، فأصبح يهدد استقرار ونماء المجتمع ونسقه القيمي، إذ أثر على القيم الاجتماعية، فأصبح ظاهراً للعيان اتجاه رفض قيم النزاهة وتقبل ثقافة الفساد؛ وما تعبيرات الإعجاب الصادرة من بعض العوام بمن أثري على حساب المال العام إلا مؤشرات واضحة وصريحة لوجود وتقبل هذه الثقافة! فأصبح لدينا بيئة حاضنة لثقافة مجتمعية سلبية تجاه جهود مكافحة الفساد.

ومن هذا المنطلق يجب المشاركة بقوة في الانتخابات واختيار القوي الأمين لمكافحة ودحر ثقافة الفساد التي بدأت تنتشر بين فئة من أفراد المجتمع الكويتي.

ختاماً: إني أراهن على الشعب الكويتي الذي استوعب الدرس جيداً بعد التجربة القاسية والمريرة لمجلس المناديب، أن تهيمن عليه روح ووعي الشعب التركي، عندما تسلح بمبادئ وقيم الديمقراطية وواجه الترسانة العسكرية، واستعاد شرعية الرئيس رجب طيب إردوغان بمجرد أن استنجد به؛ وإذا ما هيمنت هذه الروح على الشعب الكويتي فسوف يقدم نفسه من جديد على أنه جدير بأن يكون مصدر السلطات جميعاً ولا سلطة تعلو سلطته.

ودمتم بخير.