هذه بعض نصوص أدبية حاولت الالتزام بالشعر، ولكنها حادت عنه في مواطن كثيرة، كُتِبت بين عامي 1970و1994 في لوس أنجلس كاليفورنيا، الكويت، لندن. كانت أوراقاً مبعثرة، جمعها الصديق رضا الفيلي– رحمة الله عليه – في دفتر وخطّها بخط جميل مقروء، حفاظاً عليها من يد الضياع، وجمع شتاتها بعد أن كانت جذاذات متناثرة، كان ينوي نشرها، ولكنه كان متردداً في نشرها، دفعها إليّ لعلي أعينه على ذلك، وطوت الأيامُ الأيامَ، ورحل عن دنيانا ولم تُنشَر.

وكم كنت أتمنى لو سجل لنا تجربته الإعلامية الثرية كما فعل زميله ورفيقه ومُجايله الأستاذ محمد ناصر السنعوسي– أطال الله في عمره – ووثق سيرته الإعلامية من خلال تلفزيون الكويت.

Ad

واليوم في ذكرى رحيله الثانية أجدني، من الوفاء لهذا الإعلامي الرائد والإنسان الصديق، متحمساً لنشر بعض كلماته التي تكشف النقاب عن شخصية كانت تكابد البحث عن الحقيقة، وتحاول أن تسلك الطريق وتسير نحو الحقيقة.

***

حيرة

دائم الحيرة أسعى وأهيمْ

في دروب أزليّهْ

أعشق الحقَّ

وليْ وجد وشوق مستديمْ

في يديَّ قلْبٌ وعقل واصطراعْ

باحثاً عن قمة وصْلٍ وانعتاقْ

***

كلما أدرك عقلي ذروةً فيها احتراقْ

كلما استشرف قلبي رؤية فيها اختراقْ

بدأت رحلة كشفي

واشتعالاتي وشكلي

في دهاليز السديمْ

وإذا بيني وبين النورِ

سَدٌّ

واتساع

وفِراقْ!!..

***

غياب

لمّا غفا الضوءُ على جفن الدّجى

دُثِّرَ بالغيابْ

فبرعَم الشوقُ على كفِّ الهوى

وانبثق الزمانْ

إبليسُ والإنسانْ

والنفسُ والجِنان

والحق واليقين والضَّلال والسرابْ

والضوء والغياب

في رحلة الإيابْ...

***

«تَجلّي»

أبعد الأشياء تطفو في انعكاساتي

على أحداق ذاتي

تهتك الحُجْبَ

وتجلو رؤيتي

تنثر النور كُلِّي

وبعضي

وفُتاتي

وعيوني لا أراها

رغم أني

في مداها...

***

إشراقة

الكونُ تجلبب ذاتي

قلبي أصبحَ مرآتي

مرآتي صارتْ قلبي

قلبي يُمزَجُ بالنّورِ

بالعِّين الحُّور

يوم ينفخ في الصُّورِ