في جزء النشأة من إصدار «ونصحت لكم...»، يشير العم حمزة إلى أنه ينتمي إلى عائلة خاجة في مدينة الكويت وتحديدا في منطقة (شرق) الواقعة بين المطبة والميدان بجانب حسينية معرفي وحسينية سيد علي الموسوي، وفي تلك الفترة لم يكن في الكويت نظام لتسجيل المواليد، إلا انه وفقاً للبطاقة المدنية فأنا من مواليد الاول من أكتوبر 1934.

Ad

السيرة الذاتية

• حمزة حسين عباس من مواليد عام 1934.

تلقى تعليمه الأولي في المدرسة المباركية في الكويت والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت، وحصل على الليسانس في الاقتصاد عام 1958.

• أكمل دراساته العليا في جامعة أوكسفورد بكلية سانت أنطوني 1960-1962، كما تلقى تدريبا في Bank Of England.

• عُين سكرتيراً في مجلس النقد الكويتي من عام 1963 حتى 1968، ثم نائبا لمحافظ الكويت في صندوق النقد الدولي، واستمر في هذا المنصب حتى 1983.

• عين نائبا لمحافظ بنك الكويت المركزي في عام 1968، وفي الوقت نفسه كان يقوم بأعمال المحافظ.

• عين محافظا لبنك الكويت المركزي في عام 1983، وشغل مناصب عدة.

1 - عضو في العديد من مجالس الإدارات لشركات استثمارية وبنوك داخل الكويت وخارجها.

2 - عضو المجلس الأعلى للتعليم.

3 - عضو المجلس الأعلى للتخطيط.

4 - عضو اللجنة العليا للتنمية وإصلاح المسار الاقتصادي.

5 - مستشار اللجنة المالية الاقتصادية في مجلس الأمة.

6 - عضو في لجنة الاستثمار الأجنبي.

وترك جميع هذه المناصب بالتدرج، وكان آخرها عام 2008، أي بعد 50 عاماً من التخرج.

الأسرة

وحول أفراد أسرته، قال العم حمزة «تتكون أسرتي من والدي ووالدتي -رحمهما الله- وثمانية أبناء ترتيبي السادس بينهم، ولشدة تعلق والدتي بي اعتادت أن تبكي كثيراً حين أسافر لاستكمال دراستي، وحدث هذا في رحلتي الدراسية الأولى الى لبنان، وتكرر حين ذهبت الى إنكلترا لتلقي الدراسات العليا».

وعن والدته، يسرد العم حمزة ملامح من حياته «تميزت والدتي بإتقان المطبخ، إذ كان مستواها لافتا بشهادة الجميع، وهذا ما عبّر عنه مراراً وتكراراً الضيوف الذين كنا نستضيفهم في منزلنا، وأذكر جيدا أن أحد الأصدقاء الأميركيين كان يلح عليّ دائما انه يود ان يتذوق مرة اخرى طبق سمك الصبور الذي أعدته الوالدة وتذوقه في إحدى المناسبات وقد لبيت طلبه».

تجارة القماش

ويستذكر العم حمزة والده، ويقول في هذا الصدد: «والدي الحاج عباس ميرزا حسين -رحمه الله- كان يعمل بشكل أساسي في تجارة القماش، وكان يملك محلا في سوق «بن رشدان» للاقمشة الكائن في (السوق الداخلي)، كما كان يمارس بعض الأعمال والأنشطة التجارية الأخرى اشترك والدي في تلك التجارة مع شقيقه علي الذي توفاه الله متأثراً بآلام مبرحة نتيجة إصابته بالزائدة الدودية، اذ لم يكن العلاج الجراحي متوفراً في الكويت آنذاك، ولم يكن من الممكن الذهاب الى البصرة المكان الاقرب الذي كانت تتوفر فيه إمكانية إجراء العمليات الجراحية، وقد تولى والدي تربية ابن اخيه عبدالنبي ورعايته بعد ان تُوفي عمي».

وأضاف «تميز والدي منذ صغره بالنشاط والهمة، وقد ساعده ذلك في توسيع تجارته ومازلت أذكر جيداً كيف كان يتخذ القرارات التجارية بجرأة وعزم شديدين، ولا أعتقد أنني لو كنت في موقعه لما تمكنت من اتخاذ مثل تلك القرارات بنفس الجرأة والعزيمة».

الأنشطة التجارية

ويسرد العم حمزة عن والده، موضحا: «إضافة إلى تجارة القماش كان والدي يتاجر بالجلود التي يشتريها من ابناء قبيلة الرشايدة الكرام وبالتحديد عائلة (عوض بن شنقا)، ثم يقوم ببيع تلك الجلود الى الأميركيين أثناء الحرب العالمية الثانية، كما مارس بعض الاعمال والأنشطة التجارية الأخرى كاستيراد وتصدير سلع متعددة من ايران واليها منها الشاي والأرز، وحين تحضرني ذكريات تلك المرحلة لم انس زيارتنا في الربيع الربيع للدوغة (منطقة الفروانية حالياً)، حيث كنا نحل ضيوفاً على عائلة بن شنقا، ونذهب معهم لجمع «الفقع» من الصحراء، وكان أحد افراد عائلة بن شنفا شهيراً بعمل الجبائر لمعالجة الكسور، وهو من عالج ابن عمي عبدالحسين، عندما تعرض لحادث أثناء طريق عودته من البصرة، فعمل له جبيرة ساعدته على الشفاء».

وذكر «اتصف والدي بالانفتاح في تعامله مع الجميع ولم تنحصر تجارته على التعامل مع فئة أو جهة معينة، وقد كانت لطبيعة المرحلة بالغ الأثر في نفوس كل المتعاملين معه، كما أن مرونته في التعامل التجاري ساهمت في ازدهار تجارته بشكل لافت. وعلى عكس السائد في تلك الأيام من تعدد للزوجات، فإن والدي لم يتزوج سوى والدتي».

مسؤولية العائلة والعمل

وتابع «بعد وفاة الوالد، تسلم شقيقي الأكبر (محمد) مسؤولية العائلة والعمل، وكان يكبرني بـ12 عاما، وهو من أوائل من أبناء الأسر الشيعية الذين التحقوا بالمدرسة المباركية، وهي المدرسة التي التحقت بها فيما بعد».

ذكريات الطفولة

ويسرد «ذكريات الطفولة الجميلة عالقة في ذهني، كذهابنا للسباحة في البحر بجانب عمارة صديق والدي الحاج إسماعيل معرفي، ومحاولات صيد الأسماك عن طريق (سعدوه)، وهو نوع من أنواع السنانير على الطريقة البدائية، ثم الاستمتاع بأكل الأسماك التي نصطادها بعد تنظيفها وإضافة الملح إليها، ثم نقوم بشوائها على قواعد مداخن المحاولات الكهربائية الجديدة قليلة العدد آنذاك، والتي كانت توجد في منطقة قريبة من مكان وزارة الخارجية حالياً من جهة الشرق عبدالله السالم حاليا، واذكر اننا اضطررنا يوما الى المشاركة، بناء على تعليمات الكابتن، في دفع الطائرة الصغيرة التي تقلنا لأنها «غرزت»، أي غاصت إحدى عجلاتها في الرمال المحيطة بالمدرج، فقمنا بدفع الطائرة تحت اشعة الشمس الحارقة، وأخرجنا إحدى عجلاتها من أكوام الرمل، وعندما حلقت الطائرة خرج الطيار من قمرة القيادة، وما ان رأيناه حتى سألناه بهلع عمن يتولى القيادة فأجابنا مبتسماً: لا تقلقوا فقد ربطت المقود جيداً».

وعن الأسر اليهودية في الكويت قال لم يتبق منها سوى عائلتين. كان رب العائلة الأولى يدير مكتباً، يتعامل بالصرافة على الأرجح، قرب المدرسة المباركية، والعائلة الثانية كان رب الأسرة وكيلا لأحد انواع اطارات السيارات في منطقة الصفاة، لكن العائلتان قامتا ببيع أراضيهما وتصفية تجارتهما ورحلتا عن الكويت في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.

وتابع «حين كنت أرافق والدي إلى الديوانيات في صغري، كنت ألاحظ اهتمام الكويتيين بالأحداث السياسية التي تحصل في العراق حينئذ، وألاحظ حرصهم على الاستماع عبر الراديو الى كل ما يتعلق بالعراق من أحداث كالتشكيل الوزاري وغيره، والعلاقة بين الكويت العراق تتجاوز الاهتمامات السياسية الى المجالات التجارية، حيث كانت البصرة والعشار محط اهتمام تجار الكويت وروادها، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية وكل من يربط بين شعبين شقيقين وجارين. قمت في فترة لاحقة بتأسيس فريق «التعاون» لكرة القدم، وكلمة التعاون استلهمتها من خلال دراستنا عن الجمعيات التعاونية في المدرسة الثانوية.

سنوات التعليم في «الجعفرية»

التحقت في السنوات الأولى من التعليم بالمدرسة الجعفرية، التي لم تكن حكراً على طائفة معينة، بل كان التعلم والتعليم فيها متاحاً للجميع، وقد التحق بها العديد من الطلبة والمدرسين من المذهب السُّني، أذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، الصديق العزيز د. عبدالرحمن العوضي، والمدرس الفاضل محمد النشمي، والفاضل دعيج العون الذي اصبح ضابطاً في وزارة الداخلية لاحقاً، وقد اتسمت المناهج التي يتم تدريسها في تلك المدرسة بالتنوع، فكانت تشمل اللغة العربية والإنكليزية والفارسية، إضافة الى العلوم، والرياضيات، والتربية الإسلامية.

الثانوية التجارية

مع بداية المرحلة الثانوية قررت إدارة المعارف إنشاء ما يسمى بالثانوية التجارية، التي ترتكز مناهجها على المواد الأساسية للعمل في المجالات التجارية، وقد التحقت مع ثلة من الشباب بتلك الثانوية، واذكر منهم الأخوة حبيب حيات، جاسم المرزوق، بدر السلطان وفيصل الفليج، كما اذكر عبدالعزيز العدساني، وخضير المشعان اللذين التحقا بالثانوية التجارية أيضاً، وكانت الدولة أجرت بيتا يقع في نهاية الشارع الجديد لتلك الثانوية، ومن بين الأستاذة الذين درّسونا العديد من الأستاذة المصريين، وكان عدد الطلاب يتضاءل عاماً بعد آخر في الثانوية، ورغم ذلك فإنني تمكنت مع مجموعة من الزملاء من متابعة الدراسة في الثانوية التجرية الى أن تخرجت بحمد الله عام 1952، وأذكر من بين الذين تخرجوا من زملاء الدراسة، عبدالرحمن العوضي، وراشد الراشد، وحامد مبارك العلي، وجاسم المرزوق، وفيصل الفليج، وهشام حسين العيسى، وعبدالعزيز النقي، وحسين المبارك، وعبدالعزيز مقامس، كما اذكر من المعلمين في تلك المرحلة الفاضل عبدالمحسن القطان، والفاضل محمد أبوغزالة.

ويسرد «تمكنت لنا صداقات في ذلك السكن مع العديد من الطلبة، ولعل اكثر تلك الصداقات قوة وأكثرها استمراراً علاقتنا مع الطالب السوري الشيخ فضل فاعور، الذي ينتمي إلى أسرة من قبيلة معروفة في سورية، وقد تخصص في دراسة علم الإنسان Anthropology».

وأضاف «لا أنسى أول مرة تسللنا فيها الى ذلك الشاطئ من منطقة معزولة للسباحة ونحن نرتدي «الوزار»، الا اننا تكيفنا بعد ذلك مع الواقع واصبحنا نلبس المايوه ونرتاد الشاطئ المختلط، كما تمر في ذهني الكثير من الذكريات عن بيروت، وأذكر ارتيادنا السينما عصراً لمشاهدة الأفلام أحياناً، نظرا لتوفر التكييف البارد في دور السينما، وكانت سينما كابيتول الواقعة حاليا بالقرب من تمثال رياض الصلح، تعتبر من الصالات السينمائية الشهيرة».

وذكر «أتذكر خلال تلك المرحلة اننا التقينا مرزوق العجيل في إحدى مقاهي جنيف، وقال: انه ينتظر الشيخ ناصر المحمد الصباح، الذي كان يدرس حينئذ في إحدى الجامعات السويسرية، وبعد فترة وجيزة وصل الشيخ ناصر وتبادلنا الحديث معه وغادرنا».

ويسرد «نمى إلى علمي أنه كانت هناك محاولات من بعض الشخصيات الكويتية التي تسعى وراء منصب محافظ بنك الكويت المركزي حين كان شاغرا طوال فترة تكليفي كنائب للمحافظ، إلا أن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد كان يرفض تلك المحاولات».

حكاية كيان مصرفي

تستهل الاقتصادية نادية الشراح الإصدار برصد حكاية رجل وجد نفسه في سدة المسؤولية في بدايات استقلال بلاده، وكلف بإدارة ما لم يكن موجوداً، أي السياسة النقدية والرقابة المصرفية للدولة، في ظل غياب أي تصور عن سياسة نقدية، وفي ظرف ندرة الكوادر المؤهلة لمساعدته على تأسيس مصرف مركزي، مشيرة إلى أن في هذا الكتاب لا يحكي حمزة عباس تاريخ شخص، بل يحكي تطور كيان دولة في بداية استقلالها في جانب شديد من المهنية والتخصص، وهو الميدان الذي عمل فيه إلى جانب شخصيات كان لها تأثير كبير على قيام دولة الكويت الحديثة، إذ بدأ عمله تحت قيادة الشيخ جابر الأحمد، عندما كان الأمير الراحل وزيراً للمالية، ليصبح العم حمزة فيما بعد محافظاً لبنك الكويت المركزي.

وأضافت الشراح ان «هذه المذكرات تستعرض نشأته منذ ولادته عام 1934 في الكويت، مروراً بتعليمه ثم عمله واستكمال دراسته، ثم تأهيله لتسلم مهام سكرتارية مجلس النقد، وتكليفه بتأسيس البنك المركزي، والإجراءات التي قام بها في خلق قاعدة منهجية لعمل البنوك المركزية، وتمر المذكرات بمحطات رئيسية في حياته المهنية والشخصية والأزمات الاقتصادية التي عايشها خلال إدارته للسياسة النقدية، وأهمها أزمة المناخ، وعلاقته مع الأطراف الرئيسية، ومتخذي القرار خلال تلك الأزمة».

ديون متضخمة

وقال «حين جفت السيولة في نظام التداول لم يتمكن المضاربون من دفع التزاماتهم من الديون المتضخمة نتيجة البيوع الآجلة، ما ادى الى انهيار السوق عند الاستحقاق، ليتضح ان قيمة الشيكات المؤجلة الدفع قد بلغت 27 مليار دينار كويتي، وهو ما يمثل 6 أضعاف قيمة الائتمان الحقيقي في الجهاز المصرفي الذي تم تكوينه على مدى اكثر من اربعين عاما، اي منذ بدء عمل اول بنك بالكويت في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي».

وتابع «نمى إلى علمي أن هناك قرارا في الفترة التي تلازمت مع فورة المناخ يقضي بأن تحيل وزارة التجارة جميع طلبات تأسيس الشركات الى اللجنة الوزارية الاقتصادية في مجلس الوزراء، وان هذه اللجنة اعطت تعليمات لوزير التجارة بالموافقة على تأسيس جميع هذه الشركات، علماً بأن رأي البنك المركزي آنذاك بشأن تأسيس شركات الاستثمار يعتبر استشاريا وغير ملزم، إلا أن ذلك الوضع تغير بعد تعديل قانون البنك المركزي، وأصبح رأيه ملزما، سواء بالموافقة او الرفض، وتبين بعد ذلك ان معظم الشركات التي تمت الموافقة على تأسيسها دخلت المضاربة في سوق المناخ، واعلن في ما بعد افلاسها».

خلال فورة المناخ تقدمت اربع مجموعات بطلبات لتأسيس بنوك جديدة مختلفة الاغراض (تجارية- عقارية- تعاونية - زراعية)، لكن كان الغرض منها آنذاك استخدام اسهمها في المضاربات بسوق المناخ، ولم ينظر البنك المركزي حتى في دراستها.

وأضاف «كنت سأصبح سعيداً لو وافق الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد على طلب التنحي، بعد رفض سموه في المرتين السابقتين خلال فعاليات سوق المناخ، فهذا ما كان سيخلصني من الكابوس المحتم حدوثه، وهو انهيار السوق».

وقال «مع استمرار التردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة انفجرت الفقاعة وذهبت لمقابلة الأمير الراحل بعد اعلان أسماء الدفعة الاولى من المفلسين، وبينت له ان اجمالي ديون هؤلاء لجميع البنوك لم تتعد 10 ملايين دينار كويتي، في حين ان اجمالي المبالغ الواردة في الشيكات الآجلة خارج النظام المصرفي بلغت 27 مليارا، وأكدت له توقعاتي بعدم قدرة البنوك على استرداد مبالغ الديون التي تسربت الى سوق المناخ، مما سيحمل الجهاز المصرفي خسائر مالية، فطلب مني الأمير الراحل مقابلة رئيس الحكومة الشيخ سعد العبدالله -رحمه الله- لشرح ذلك الوضع».

وتابع «في جميع تلك الاجتماعات لم أشارك جدياً في المناقشة، لأنه لم يكن لديّ حل مهني وفني يستفيد منه الاقتصاد الكويتي وقطاعاته، واهمها الجهاز المصرفي والمالي، والسبب اننا نعيش في اقتصاد ريعي، ولم أكن جازما بأنه سيتم التوصل إلى حلول إلا وتكون النتيجة صرف أموال باهظة من المال العام ستذهب إلى عدد محدود من الأشخاص وشركاتهم بدلا من ان تذهب الى تنشيط القطاعات الاقتصادية. وعلى الرغم من انني لم أبادر بتقديم حل لأزمة المناخ، ولم اساهم في اعداد مشروع القانون الذي تم رفعه الى مجلس الامة في دورته الاستثنائية في شهر اغسطس 1983، حيث طلبت الحكومة من النواب عقد جلسة خلال العطلة البرلمانية بصورة استثنائية للنظر في القانون سالف الذكر، فإنه طلب مني حضور اجتماع اللجنة المالية في مجلس الأمة لمناقشة القانون وتوضيح مزاياه، فما كان مني الا أن اعتذرت وغادرت البلاد في إجازة خاصة لأنهي ما تبقى لي من المدة القانونية كمحافظ لبنك الكويت المركزي.

صفات إنسانية

وعن المجالات الأخرى التي عمل فيها، قالت الشراح: «كما توثق هذه المذكرات مساهمات العم حمزة في خدمة بلده بعد انتهاء عمله كأول محافظ لبنك الكويت المركزي، حيث استُدعي ليُستفاد من خبرته في المجالس واللجان المختلفة. وتستكمل المذكرات بالتوقف عند علاقة العم حمزة بالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، تأكيداً وتجسيداً للعلاقة الشخصية والإنسانية التي كان يدعمها ويسندها الثقة في مهنية العم حمزة، واستمرار هذه العلاقة مدة طويلة تفسر بعض الصفات الإنسانية للامير الراحل».

وتختم الشراح «في القسم الثاني من الكتاب، وبعد سرد المذكرات، ترفق مقالات العم حمزة التي نُشرت في الصحافة المحلية (جريدة القبس)، والتي تجسد بوضوح ما يحمله هذا الإنسان من عبء القلق الكبير على مستقبل الاقتصاد والتعليم في بلده».

شكر وامتنان

قال العم حمزة عباس، إن «قرار كتابة المذكرات الشخصية لم يكن سهلا، فالمذكرات عادة ما تحوي أموراً شخصية وسرداً لحوادث قد لا تتوافق فيها الآراء، وقد تمس أفراداً معاصرين، وربما تؤدي الى احتكاك ليس من طبعي ولا يتفق مع تركيبتي الشخصية، ولكن اصرار أشخاص لهم مكانة عالية في نفسي على كتابة هذه المذكرات، وموافقتهم لي على ألا تكون هذه المذكرات سرداً لبطولات شخصية، بل تهدف إلى التوثيق لمرحلة مهمة من تاريخ الوطن بما يفيد بلدي الكويت، وتستفيد منه الأجيال القادمة، هو ما جعلني أوافق على سرد جزء مما عشته في سدة المسؤولية في مرحلة كانت بمنزلة تأسيس دولة الكويت الحديثة، وهم زوجتي ليلى وبناتي سندس وغادة ودانة».

وأضاف: «لابد لي أن أخص بالشكر من قاموا تطوعا بمودة ومن دون مقابل بمعظم الجهد من حوارات وتسجيل ومتابعة لعملية التفريغ والتحرير، وحتى التواصل مع من عاصرتهم من الأصدقاء والزملاء، انتهاء بالمراحل الأخيرة من المراجعة ثم الطباعة، وهي عملية استغرقت اكثر من عامين، واخص الفاضلة نادية الشراح، شاكراً محاولاتها الحثيثة والحاحها من أجل الحصول على موافقتي للبدء في توثيق سيرتي الشخصية منذ اكثر من 5 سنوات، كما أخص بالشكر ابننا علي محمود خاجة».

وتابع «لقد عاصرت وزاملت خلال دراستي وعملي زملاء واصدقاء رغبوا في الإسهام في مذكراتي، واتحت لهم أن يذكروا ما يشاؤون وفقاً لقناعاتهم، وانا اقدم جزيل الشكر لهم، وهم الأخ الدكتور وديع بدوي، والاخ الدكتور عبدالرحمن العوضي، والأخ راشد الراشد، والأخ محمد القاضي، والأخ عبدالوهاب الهارون، والأخ جاسم السعدون، والأخت الفاضلة صبيحة الجاسم».