• وُلدت داكوتا فانينغ في الجنوب الأميركي لكنها نشأت في لوس أنجليس، وانزعجت بوضوح من نوايا سيئة عدة أحاطت بها حين كانت مراهقة تنمو أمام أنظار الرأي العام: «لمّا لم أسلك الطريق «الخاطئ»، فإن كثيرين لم يكفّوا عن التساؤل عن السبب وحاولوا إرغامي على تغيير مساري. لكني حافظتُ على تماسكي».

تبلي فانينغ حسناً منذ أن كشفت عن موهبتها المدهشة في فيلم I Am Sam (أنا سام)، ولم تتوقف عن العمل طوال الفترة اللاحقة. صدرت ثلاثة أفلام لها في هذا الخريف وحده وتستعد لسلسلة مشاريع مرتقبة تمتد حتى عام 2018.

لا نُفاجأ بموهبتها المبهرة فحسب، بل أيضاً بفصاحتها وشغفها وفكاهتها. كما يبدو في الحوار التالي، لا تجد الممثلة مشكلة في التحدث عن جميع المواضيع، بدءاً من أولادها المستقبليين ومسيرتها التمثيلية وصولاً إلى علاقتها بشقيقتها الصغيرة والمشهورة مثلها... كذلك تتكلّم طبعاً عن تجربة النمو تحت الأضواء من دون تدمير الذات.

Ad

لكل شخص نقطة ضعفه أليس كذلك؟ ماذا عنك؟

أنا فتاة واقعية وبراغماتية جداً. أخشى أحياناً أن أبدو وكأنني أدّعي معرفة الأمور كافة. أحاول كبح هذه النزعة لديّ لأنها تصبح مزعجة أحياناً.

هل تبحثين أحياناً عن اسمك في محرّك «غوغل»؟

يكذب كل من يقول إنه لا يفعل ذلك!

هل تعرفين أن ثالث أشهر بحث عن اسمك يرتبط بهذه المقالة: «لماذا لم نعد نسمع شيئاً عن داكوتا فانينغ»؟

إنه أمر مضحك! لم أختفِ من الأضواء يوماً لكن بدأت مهنتي منذ 16 سنة ولا مفر من مواجهة التقلبات والتغيرات. يستحيل أن نحتلّ الأماكن كلها طوال الوقت ولا أحد سيرغب في ذلك أصلاً.

مرحلة جديدة

هل مررتِ ببعض الاضطرابات خلال المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى سن الرشد؟

شعرتُ في مرحلة معينة بأن الناس لن يسمحوا لي بأن أكبر وفكرتُ للحظة: «يمكن أن أسمح لهذا الوضع بتحديد مصيري وأحاول إثبات أمر معين أمام الناس، أو يمكن أن أنسى الموضوع وأعيش بشكل طبيعي». كان يمكن أن أسيء التصرف كي أثبت للناس أنني كبيرة بما يكفي، لكني لم أكن بحاجة إلى فعل ذلك. بدأتُ في عمر السادسة وأبلغ الآن 23 عاماً. لا شك في أنني مررتُ بمراحل عمرية مختلفة!

هل تشعرين بأنك تدخلين مرحلة جديدة من حياتك اليوم؟ توشكين على التخرّج في جامعة نيويورك وستنالين شهادة في مجال دراسة المرأة.

أدرس طريقة تجسيد النساء في الأفلام، ولم يسبق أن فوّتُ أي فصل دراسي، لكني كنت أكتفي بحصة في بعض الفصول.

إنه موضوع مثير للاهتمام في عام 2016 تزامناً مع احتدام النقاش حول اختلاف الأجور بين الجنسين في عالم السينما.

من المحبِط أن نتكلم عن هذا الموضوع حتى الآن. درستُ حقبات مختلفة ومن الجنوني أن تكون المشكلة نفسها مستمرة منذ عصور قديمة.

هل واجهتِ هذه المشكلة في حياتك المهنية؟

طبعاً. أنتج نسخة سينمائية من رواية The Bell Jar (جرّة الجرس) وهي إحدى أشهر الروايات التي تتضمن أعظم القصص النسائية في عالم الأدب. تطلّب تحضير العمل وقتاً طويلاً وكان يجب أن أشرح دوماً أهمية هذا المشروع... أكره أن أضطر إلى تفسير أهمية إنتاج أفلام عن النساء.

فلسفة وأمومة

ماذا عن فلسفتك في الحياة؟

أنا امرأة وفخورة بهويتي. أحبّ الرجال وأؤمن بأن جميع البشر متساوون ويجب التعامل معهم على هذا الأساس. كذلك أحاول ألا أقلق وأقنع نفسي دوماً بأن التجارب الراهنة ستصبح مجرّد ذكريات في المستقبل.

هل تستطيعين تحديد وجهة حياتك منذ الآن؟

العمل جزء كبير من حياتي. أعمل على تحسين قدراتي التمثيلية عبر زيادة التحديات التي أواجهها. لكن يتعلق أهم هدف في حياتي بتجربة الأمومة. أتطلع إلى تلك المرحلة. أريد أن أحقق ذاتي كي لا أحصر اهتمامي بعملي حين أنجب الأولاد. لا يعني ذلك أنني سأتوقف عن العمل لكن لا مفر من تغيّر الحياة بعد إنجاب الأولاد.

لا تريدين إعلان شيء إذاً...

(تضحك) لا! أتوق إلى تلك التجربة فعلاً. حين أفكر بما أريد أن أصبح عليه، أشعر بأن أهم هدف يتعلق بالأمومة وإنجاب الأولاد. لا يشاركني الجميع هذه النقطة لكنه رأيي.

أظنّ أن شابات كثيرات سيترددن في قول تصريح مماثل.

هذا صحيح! ربما تشعر الشابة اليوم بأن تصريحاً مماثلاً يعني التحوّل إلى ربة منزل. لا بأس بهذا القرار إذا اتخذته المرأة من تلقاء نفسها لكن لا تحمل الأمومة هذا المعنى.

لكن يشعر الجميع بأن الاختيار حتميّ بين الأمومة والنجاح المهني.

لا أوافق على ذلك. لا أشعر بأنني مضطرة إلى الاختيار. لكن يمكن أن نحاول إقامة توازن معيّن.

يحمل أحد أفلامك خلال هذا الخريف عنوان American Pastoral (القروية الأميركية) ويروي قصة شابة من الطبقة الوسطى تفجّر مكتب بريد خلال الستينيات. هل تعتبرينها إرهابية؟

تدور الأحداث حين كانت حرب فيتنام أهم موضوع وشعر الجميع حينها بأنهم مضطرون إلى القيام بأي عمل كي يُسمِعوا صوتهم. أفضّل اختيار صفة أخرى لها.

أي صفة؟

متطرفة أو امرأة لها عيوب.

هل تشعرين بشغف قوي تجاه أي قضية؟

أعمل مع جمعية خيرية اسمها Save the Children وتُعنى بالتعليم المبكر ونمو الأولاد. أشعر بشغف كبير تجاه هذه القضية لكني سأقدّم المساعدة بطريقة منطقية!

تعمل شقيقتك الصغرى إيل في عالم السينما أيضاً. كيف راقبتِ انطلاق مهنتها في هذا المجال؟

إنها تجربة مميزة. لكننا حرصنا طبعاً على عدم التأثير في بعضنا. لا نتكلم بالموضوع سوياً. وأظن أننا سنقدّر هذا الوضع لاحقاً. لكنها تبقى في نهاية المطاف شقيقتي الصغرى.

هي جزء من العائلة.

هذا صحيح. أتكلم مع أمي كل يوم وأشعر حينها بأنني تكلّمتُ مع عائلتي كلها. تمرّ أوقات طويلة من دون أن «أتكلم» بمواضيع جدية مع شقيقتي. ربما ندردش بكل بساطة. لكننا نستطيع التناقش حين نريد وكأن الوقت لم يمرّ. نحن شقيقتان ولا حاجة إلى تطوير علاقتنا لأنها باقية مهما حصل.

فتاة صالحة

تحاول داكوتا فانينغ أن توضح القليل عن الصورة المأخوذة عنها، فتقول: «يظنّ الناس أنني أصغر من عمري الحقيقي! ويعتبرني الجميع فتاة صالحة، وأنا كذلك. لكن ثمة جوانب أخرى في شخصيتي. أنا خرقاء وغريبة وأرتكب الأخطاء! أنا ناضجة لكن عادية! يجب أن يعرف الناس هذه المسائل عني مع أنني لا أهتم برأيهم».

تتابع: «تهمّني آراء أصدقائي وعائلتي. يمكنكم مشاهدة صوري على إنستغرام. إذا لم تحبّوني، لا بأس بذلك. اليوم يتدخل الجميع في شؤون غيرهم. دعوا الناس وشأنهم ودعوني وشأني. لا علاقة لكم بحياتي. عيشوا حياتكم كما تريدون ودعوني أعيش حياتي على طريقتي!».