انتشرت الموجة الترويجية لهرمون النمو البشري حين أشادت أشهر المجلات بمنافعه. وفق مجلة «فانيتي فير»، ينتج جسم المرأة في عمر العشرين أكثر من ضعف كمية هرمون النمو البشري التي يفرزها الجسم في عمر الأربعين. لذا يستطيع هذا الهرمون عكس مسار الشيخوخة عبر إرجاع ساعة الجسم إلى الوراء.بدأ العلاج يحصد عدداً كبيراً من المؤيدين الذين يعتبرونه تجربة مؤثرة لأنه يجعلهم يبدون أصغر من عمرهم الحقيقي بعشرات السنين.يبدو أن المشاهير والمديرين التنفيذيين والمسؤولين في «وول ستريت» وعارضي الأزياء وبعض السياسيين البارزين يشربون من ينبوع الشباب نفسه! لا مفر من اعتباره علاجاً جاذباً في ثقافة «الشباب» التي تطغى على عالمنا المعاصر.
جدل مستمرّ
لا يتعلق الجدل القائم بفاعلية هرمون النمو البشري على مستوى الصحة ومسار الشيخوخة، إذ يُجمِع معظم الناس على هذه المنافع. بل يرتبط بإيجاد أفضل طريقة للحفاظ على مستوى مرتفع من ذلك الهرمون داخل الجسم.حتى الفترة الأخيرة، اعتبر كثيرون أن أفضل طريقة تقضي بتلقي حقن مكلفة (حتى 1500$ في الشهر). لكن يعارض بعض الخبراء استعمال هذه الحقن الاصطناعية خوفاً من أن يؤدي وجود هرمون اصطناعي في الجسم إلى اضطراب إنتاج هرمون النمو البشري الطبيعي.إنجاز قيد التطوير
نظراً إلى قدرات هرمون النمو المحتملة، أمضى الباحثون آخر 30 سنة يبحثون عن طريقة فاعلة ومثبتة عيادياً لتحسين صحة الغدد النخامية، ما يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون النمو البشري طبيعياً. لذا لا عجب في أن يُطرَح عنصر قادر على رفع مستوى هرمون النمو خلال أحدث لقاء علمي لجمعية البدانة في أتلانتا وخلال المؤتمر السنوي لأكاديمية صحة النساء في واشنطن ثم في المؤتمر العالمي التاسع لطب الأمراض الجلدية في أثينا، وهي مناسبات أحدثت كلها ضجة كبيرة.ثورة حقيقية
تُباع التركيبة التي تسوّقها اليوم شركة «سان ميديكا إنترناشيونال» تحت الاسم التجاري «سيرو فيتال». وقد اشتدت حالة الهستيريا حين أعلن عن ارتفاع مستويات هرمون النمو البشري بأكثر من ستة أضعاف في أحدث دراسة عن الأحماض الأمينية وأصدرت الجهات الرسمية 11 براءة اختراع لحماية المنتج من المقلّدين.خلال فترة قصيرة، وجدت الشركة المنتِجة صعوبة في تلبية الطلب القياسي على هذه التركيبة. فبعد إصدار منتج «سيرو فيتال»، بدأت ثورة هرمون النمو البشري أخيراً. نتيجة لابتكار كبسولة يسهل بلعها لزيادة مستوى هرمون النمو طبيعياً، لم يعد الناس يتساءلون عن فاعلية ذلك الهرمون بل بدأوا يسألون عن أفضل خيار لهم.لا مفر من اعتبار أي منتج يخفف التجاعيد والدهون ويشدّ البشرة ويقوي العظام ويحسّن المزاج والطاقة والرغبة الجنسية ابتكاراً لامعاً. لكن تؤكد الأوساط الطبية أن منافعه لا تزال مبنية على بحوث أولية. مع ذلك يصعب أن نقاوم منتجاً قادراً على جعلنا نبدو أصغر من عمرنا بعقود.هل من جوانب سلبية؟
أولاً، لا يمكن اعتبار منتج «سيرو فيتال» حلاً سحرياً بل إنه جزء من خيارات صحية تشمل حمية غذائية دقيقة وتمارين جسدية منتظمة. ثانياً، لا بد من أخذ المنتج على الريق كي يمتصه الجسم بالشكل المناسب، ما يعني ضرورة أخذه في الصباح الباكر وانتظار مرور ساعتين قبل التمكن من الأكل أو يمكن استهلاكه في المساء، قبل ساعتين على الأقل من آخر وجبة طعام تسبق موعد النوم.أخيراً يبقى المنتج أدنى كلفة من حقن هرمون النمو البشري الطبية، لكنه ليس رخيصاً كونه يكلّف نحو مئة دولار شهرياً.