أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة زين للاتصالات بدر الخرافي أنه لا توجد أية معلومات حول وجود صفقة بشأن «زين» حتى الآن، لكننا «تجار» ومن يدفع «مهراً» جيداً لحصتنا في الشركة، فبالتأكيد سننظر في الأمر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تجديد رخصة «زين السعودية» لمدة 15 عاماً ساهم بتوفير 115 مليون دولار.

جاء ذلك خلال تصريحاته أول من أمس على هامش مؤتمر تمكين الشباب الخامس، والذي يقام تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والذي أقيم لمدة يومين متتالين في الكورت يارد ماريوت الراية.

Ad

وأضاف الخرافي أن صفقة امريكانا لها انعكاسات على الاقتصاد الكويتي، مضيفاً أن محمد العبار استحوذ على اصل مهم من اصول المجموعة وأصبحت لديه انكشافات على العالم العربي بسبب أمريكانا، لكن المهم الآن توظيف الاموال لما يخدم الاقتصاد الكويتي، متمنياً عودة استثمار الاموال في السوق الكويتي حتى ينتعش الاقتصاد، وإعادة الثقة للمستثمرين.

وقال: تأخرنا في الحصول على رخصة فور جي في مصر، لكن ما حدث بالعملة لا يطمئن، ولو كنّا قد دخلنا للسوق المصري كنا سنحقق خسائر نظير تراجع العملة، مؤكداً من جهة أخرى أن الشركة لم تجد جدية من الحكومة المصرية لفتح المجال لنا للدخول والاستثمار في قطاع المعلومات الرقمية.

«الابتكار والمستقبل التكنولوجي»

وخلال السيمنار الأول الذي جاء تحت عنوان «الابتكار والمستقبل التكنولوجي» عرّف الخرافي أن الابتكار يعرف بعدة طرق، ويعنى بإيجاد حل جديد لحاجة معينة، وهو نوع من التفكير خارج الصندوق، لافتاً إلى أن أفضل طريقة لرد الفعل على التغييرات الابتكارية السريعة هي التميز بالقدرة على الحيوية التشغيلية، والتكيف سريعا بمواكبة هذه التغيرات، مؤكداً على ضرورة توافر فريق عمل خلاق وابتكاري، ففي «زين» قررنا أن يكون لدينا وحدة منفصلة مهمتها النظر في الأفكار الجديدة ومتابعة التغيرات الحديثة، واستحوذنا على شركة بها فريق خاص لهذا الأمر وسمينا الوحدة الجديدة «لاعبة التغيير»، ورأينا أن أفضل ربط لتلك الشركة مع «زين» أن يكون التعاون على مستوى مجلس الإدارة لإعطائها نوع من الاستقلالية ما يساعد في تجاوز الصعاب.

وأكد أن الابتكار لا يأتي من التفكير فقط، لأن التفكير يعني استخدام المعلومات المتوافرة لدينا، بينما نشجع الابتكار عن طريق اعطاء المساحة لجميع الموظفين لإعطاء آرائهم في كيفية تطوير الشركة، وأن الدافعية والتحفيز تؤتي بأفكار رائعة.

وأشار إلى أن أفضل الديناميكيات للعمل الجماعي تتعلق بديناميكية داخلية بالمؤسسة نفسها من خلال فرق تتحدى بعضها وتتجنب التفكير الجماعي، مبينا أن الديناميكية الثانية تتلخص في مضي 10 في المئة من الوقت لتحديد إطار المشكلة، ومن ثم استغلال الـ 90 في المئة المتبقية من الوقت لحل تلك المشكلة.

وأضاف أن التعامل مع الشركات يتطلب وجود ابتكار تعاوني والتفاعل بشكل أسرع وبتكلفة أقل لمواكبة تلك التقنيات الحديثة.

وأوضح أن الجيل القديم كان التطور بالنسبة إليه يتمثل في خلق الوظائف والمسؤولية الاجتماعية، كما كانت هناك أدوات مهنية أكثر كفاءة وديناميكية، إلا أن الجيل الأصغر يركز على كسب الأموال السريعة والترقيات، وكلا الجيلين لابد أن يتبادلا خبراتهما للوصول إلى الحل الأمثل لتجاوز المشكلات.

ورأى الخرافي أن التعليم في الكويت يقتل الإبداع، ويخلق الخوف لأطفالنا، فبدلا من التفكير النقدي يتعلمون الحظ غيبا، لافتا إلى إن إثراء الجانب الايجابي كهدف يحفز أطفالنا نحو الابداع والاجتهاد بصورة أفضل.

وكشف عن سيناريو برنامج الخريجين في «زين» بأنهم تلقوا أكثر من 1000 سيرة ذاتية، تم تصفيتهم إلى 100 سيرة، فيما أجريت المقابلات لنحو 25، بينما تم قبول 5 فقط تم تدويرهم على كل أقسام الشركة، مضيفاً: «دعوتهم إلى مكتبي وطلبت منهم النصيحة فجاؤوا بأفكار رائعة بدأنا بتنفيذها»، لافتاً إلى أن الشركة لديها برنامج الخريجين الثاني وسيتم طرحه قريباً.

داعم للشباب

بدوره، قال رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر تمكين الشباب الخامس، علي الإبراهيم، إن المؤتمر تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وإن رعاية سموه السنوية ليست بغربية عليه، إذ إنه دائما داعم للشباب، ومساند لهم في تحقيق طموحاتهم.

وأشار الإبراهيم إلى أن المشاريع الصغيرة تلعب دورا مهما في تحقيق التنمية الاقتصادية ببلدان العالم، مؤكدا الحرص على إلهام وتشجيع المشاريع الكويتية الصغيرة والمتوسطة من خلال لقائهم مع أبرز الشخصيات العالمية، والذي بدأ من أكاديميين في أرقى الجامعات، إلى صانعي أبرز العلامات التجارية كالشركاء المؤسسين لشركات كبرى مثل: أبل، ستاربكس، ماكدونالدز، بيبسي وليندكن، والكثير من الأسماء، كما أنهم لم ينسوا القيادات المحلية البارزة في مجال الاقتصاد، فلم يتوانوا عن المشاركة في مثل هذه المحافل، بل حرصوا على أن يتفاعلوا مع الشباب، ويعرضوا تجاربهم بمصداقية، لافتاً إلى أن إنجازات المؤتمر هي نتاج جهد مشترك لكل فرد فيها، وأن «تمكين الشباب هو انعكاس على عمل الشباب المتفاني والمخلص، ليثبتوا أن للمواطنين الشباب القدرة على العمل بعطاء وإخلاص».

إدارة المشاكل

من جهته، تحدث رئيس السياسات العامة في «وي وورك» كوري أوينز، عن كيفية إدارة المشاكل على مستوى الشركات، قائلا إنه كلما كنت الشركة ناضجة، كانت اكثر نجاحا في مقاومة المعوقات التي تواجهها، سواء كان هذا النضج على مستوى الموظفين او على مستوى قيادات الشركة.

وأكد أوينز على ضرورة أن نزرع في عقول الشباب ان جميع المشاكل لها حلول، ولابد ان يكون تفكيرهم ايجابيا لأن طبيعة الامر أن بداية أي شركة ستكون فوضوية ومتشعبة، لكن مع اجراء البحوث يقفون على هذه المشاكل ويتجاوزونها، علاوة على تطوير خطط الاستجابة للتحديات المحتملة، فرائد الاعمال هو مثال للموهبة والطاقة.

دروس القيادة

بدوره، صرح الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي مازن الناهض، خلال الحلقة النقاشية الثانية التي جاءت تحت دروس القيادة لرواد الأعمال، بأن الوضع الجيوسياسي الذي نعيشه اليوم هو وضع غير اعتيادي لم تشهده المنطقة في التاريخ القريب، فما نراه اليوم من انخفاض اسعار الأصول بشكل عام هو نوع من أنواع عدم الثقة أو هاجس الخوف الموجود هو ما يدفع بالأسعار إلى النزول.

وأضاف الناهض: «أعتقد أن هذه من الممكن أن تكون فرصة مواتية لاقتناص فرص تكون متوافرة، لذلك علينا التفرقة بين الفرص طويلة الأجل أو قصيرة الأجل، فنحن عندما نتكلم عن استثمار في مصرف آخر فإن الاستثمار هذا بعيد المدى وليس مثل شراء أسهم يمكن بيعها في أي وقت، وهذا النوع من الاستثمار لا ترى فيه الاختلافات في الوقت الحاضر، ولكن يمكنك رؤية ما هي المشاكل في المستقبل وعلى أساسها تبني قرارك في الشراء من عدمه».

وفي سؤال حول توجه بيت التمويل إلى الاستحواذ على السوق المصري أجاب الناهض: «الأمر ليس محددا بالسوق المصري، نحن ننظر إلى منطقة الـ MENA بشكل عام، ونرى أي فرصة استثمارية من الممكن أن تعطينا قيمة مضافة لبيت التمويل الكويتي في حال الاستحواذ، فلا نمانع إذا كانت هذه الفرصة متوافرة في مصر، أو أي منطقة جغرافية أخرى».

وقال الناهض: «نحن في (بيتك) نعين سنويا ما لا يقل عن 300 إلى 400 من حديثي التخرج في مختلف القطاعات التي لدينا، فبيت التمويل الكويتي من أكثر الأماكن في إعداد الموظفين وتحديدا الكويتيين»، مضيفاً أن هناك من يتعلمون القيادة، ويصلون إلى مراحل عالية منها وهم الفئة الأكثر إداركا لمشاكلها، وهي أول خطوة نحو القيادية، أما الخطوة الثانية فتكون من خلال اعطاء الآخرين الفرصة لإبداء آرائهم والاستماع إليهم، وكذلك أن تكون مرتبطا بأناس صريحين وواقعيين.

وأوضح أن القائد الناجح ينتقي الفريق الأفضل ليستفيد من خبراتهم ويقول لهم إن هذه نظرته ويريد تطبيقها، ويكون عادلا.

ونبه الناهض الشباب إلى ضرورة أن يكون لديهم الإصرار على أهدافهم، وأن السحر يكمن في التنفيذ لا في الفكرة بذاتها، ما يتطلب منهم أن يستقوا الخبرات من ذوويها لتحسين الفكرة نفسها، وكذلك تحمل البيروقراطية الحكومية حتى تتغير.

الريادة هدف

بدورها قالت الرئيس التنفيذي في «زين» إيمان الروضان، إن الريادة هدف صعب التحقيق، لأنه أمر مستقبلي مرتبط بطريق لابد من عبوره، مبينة أن القائد يحتاج إلى دعم من فريقه لتشكيل صورة متكاملة.

ولفتت الروضان إلى ضرورة أن يكون كل فرد في الفريق أقوى من الآخر لتكون المحصلة أن قوة الجميع أقوى من الفرد وحده، مشددةً على ضرورة أن تكون الأهداف واضحة لدى القيادات، مع ضرورة الاعتماد على الدراسات والبيانات والاحصائيات في اتخاذ القرارات، مع التحلي بالثبات وقوة الشخصية.

حل المشاكل

قال الرئيس التنفيذي في ترولي الدولية للمواد الغذائية، محمد بودي، أن الشركة في بدايتها حلت مشكلة عانى منها الطلبة في الجامعات، وهي غلاء الأسعار غير المبررة داخل الجامعة، وأوجدنا المشروع كحل لهذه المشكلة، وبدأنا بمساحات صغيرة، فيما لاقت الفكرة قبولاً لدى الجامعة والطلبة.

ولفت بودي إلى مشاكل يواجهها المستهلكون تتمثل في التوجه إلى الجمعية والبقالة والتي تستهلك الكثير من الوقت، فضلاً عن خيارات التخزين لدى البقالات، مبيناً أن طريقة التخزين في شركته مهمة جداً.

وأكد أن من أهم صفات القائد أن يكون متعطشا للمعلومات، وألا يكتفي بها مهما بلغ مقدار ما تحصل عليه منها، وأن كل قائد يمكن أن يصبح مديرا، ولكن لا يمكن أن يصبح كل مدير قائدا.

وأوضح أن القائد لا يفرض نفسه، ولابد أن تقبل الشركة رؤيته ليكون قائدا ناجحا، مضيفاً أن ترولي بعد نحو 5 سنوات سيصل بعدد فروعه إلى أكثر من 120 فرعا داخل الكويت، وبعد 10 سنوات يصل إلى 300 فرع في الكويت وحضور قوي في الخليج.

وشدد بودي على ضرورة ألا يظن المبادر أنه صاحب الرأي الصحيح دائما وأنه يمتلك العلم الكافي ولا يستعين بالخبرات.

إخراج المواهب

قال رئيس مجلس إدارة شركة وربة للتأمين، أنور بوخمسين أن القائد الناجح هو الذي يتمكن من إخراج مواهب فريق العمل، مع إخراج أفكار جديدة من العاملين الجدد، وكذلك القدرة على إدارة الفريق.

ولفت بوخمسين إلى ان هناك نماذج كويتية استطاعت أن تصل إلى مراكز قيادية في قطاعات مختلفة، سواء كانت حكومية أو خاصة، وكذلك في الخارج، مؤكدا على أهمية وجود لجنة للشباب داخل مجلس الأمة لتتابع الطاقات الشبابية، معربا عن تمنيه عدم توقف الشباب عن عزمهم لتطوير القطاعات في الكويت.