بعدما بات تبني زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زعيم تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أمراً واقعاً، بدأ المشهد السياسي يتحرك خطوة خطوة على وقع هذه التطورات، بانتظار ما ستحمله المسافة الزمنية الفاصلة عن موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 31 الجاري.

ولا يزال الغموض سيد الموقف رغم ارتفاع حظوظ عون، إذ لم تنسحب الأجواء الاحتفالية مساء أمس الأول على لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استمر نصف ساعة واكتفى بعده عون بالقول إن "الجو جيد ونحترم رأيه"، في حين قال بري: "سمعت من دولة الرئيس وسمع مني ولا يفسد الاختلاف في الرأي للود قضية".

Ad

وعلم أن بري كرر لعون التزامه حضور جلسة 31 الجاري، لكن موقفه من رفض انتخابه لم يتبدل.

في السياق، زار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أمس، عون في الرابية. وأبدت مصادر مطلعة ارتياحها للاجتماع الذي حصل بين الجانبين، إذ كانت "أجواؤه إيجابية وجيدة جداً"، كاشفة أن "جعجع أكد أمام عون تدعيم القوات لموقفه".

وأكد جعجع بعد اللقاء أنه "سيكون لنا اليوم رئيس صنع في لبنان بالفعل، وبات لنا كيان لبناني فعلي"، آملا أن "تكون كل الكتل النيابية مع وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وأنا أعتقد ان المسار الرئاسي على خطه الفعلي، وأنا شخصيا متفائل".

وقال: "أتمنى على الجميع انتخاب العماد عون، ولكن في نهاية المطاف هذه انتخابات، وهناك من هو مع ومن هو ضد، والرئيس الحريري سيكلف ويؤلف الحكومة العتيدة، ولا أتصور ان وجهنا هو وجه تعيين، ولا أتصور ان وجه الرئيس الحريري هو وجه تعيين أيضا".

وعن رئاسة الحكومة المقبلة، لفت جعجع الى أن "هناك اكثرية في مجلس النواب اتجاهها واضح لتسمية الحريري لذلك، ومن المفترض ان تكون الخطوة التالية بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية تشكيل حكومة برئاسة الحريري، وأنا أفضل البقاء في الأجواء الإيجابية والطريق معبد إلى 31 الجاري".

إلى ذلك، أكد وزير الثقافة روني عريجي، أمس، أن "تبني الرئيس الحريري ترشيح عون لن ينعكس على العلاقة الشخصية بين الحريري وزعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية"، مشيرا الى انه "على الصعيد السياسي سيكون لتيار المردة كلام بعد الجلسة".

وقال: "اليوم بات هناك مرشحان و127 نائبا، وهم مدعوون للاقتراع ونترك للأصوات في صندوق الاقتراع ان تحكم"، نافيا علمه "بزيارة مرتقبة من عون الى بنشعي".

وأكد أن "فرنجية مستمر بترشيحه، ولن يلجأ إلى مراجعة موقفه، لأنه واثق من صحة وميثاقية تمثيله".

في موازاة ذلك، قالت مصادر متابعة إن "وزير العدل المستقيل أشرف ريفي سيستقبل في مكتبه بطرابلس بعد ظهر اليوم وفوداً شعبية من المدينة ومناطق اخرى، اعتراضاً على ترشيح الرئيس الحريري النائب عون لرئاسة الجمهورية"، مضيفةً: "سيعلن ريفي موقفاً حيال الاستحقاق الرئاسي".

وتابعت: "كذلك يجري التحضير لإطلاق مواكب سيارات في طرابلس ستجوب الشوارع، وسترفع الاعلام اللبنانية وصور رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز".