يعود اسم الألبوم Passport إلى طفولة عمر غدي الرحباني وعلاقته مع المدرسين في البحث عن هويته، كما يقول، لافتاً إلى أنهم اختلفوا جميعهم على مفهوم الهوية إلى حين قرر أن يخترع لنفسه وجوداً، حيث كل إنسان يتحدث بلغة العقل والضمير ويؤمن بأن الأرض بكاملها هي موطنه، والشعب الذي ينتمي إليه.

يشكّل Passport محاولة لتوحيد البشر تحت كيان الواحد من خلال الموسيقى، بحسب المؤلف الذي يتمنى أن يستمع كل فرد إلى موسيقاه على انفراد ومن دون انقطاع لأن الألبوم موجه إلى الفرد أكثر من المجموعة.

Ad

وتابع: {بعد رحلة دامت ثلاث سنوات وشهدت عملاً دؤوباً ومجهوداً كبيراً لإتقان كل مقطوعة موسيقية في Passport ، وإنجاز الرؤية الشاملة والمتكاملة للألبوم، ها نحن اليوم نتشاركه مع العالم}.

ساهم في إنجاز الألبوم نحو 180 فناناً من 12 جنسية مختلفة، بعدما التقوا عند رؤية واحدة، وهو يتضمن مؤلفات تروي كل واحدة منها قصة مختلفة، وجميعها مستوحاة من عوالم الفلسفة والعلم والفنون. علاوة على ذلك، ساهم ستيف رودبي، وهو منتج وموسيقي حاز 14 جائزة {غرامي}، في بلورة الرؤية الشاملة للعمل، إلى جانب عدد من موسيقيين اشتهروا بكونهم الأفضل في عالم الموسيقى ومن بينهم كيث كارلوك (Sting, Steeley Dan)، وواين كرانتز، وكونغ فو (من فريق {بات ميثيني})، وكريم زياد (The Zawinul Syndicate)، ومجموعة مختارة من أروع الموسيقيين اللبنانيين.

تم تسجيل نحو ثلاثة أرباع الألبوم في لبنان، في حين أنجز القسم الباقي منه في شيكاغو ونيويورك ودبي وباريس وأوكرانيا. أما الميكساج فكان في ويلتشير في المملكة المتحدة، والماسترينغ الصوتي في لوس أنجليس في كاليفورنيا. وللتمسك بالطابع العالمي للألبوم والحفاظ عليه، كان الميكساج في Real World Studios للمنتج والموسيقي بيتر غابريال، حيث استفاد فريق العمل من تكنولوجيا غاية في التطور ومن قدرات ومهارات فريق فني ممتاز، كما يوضح الرحباني.

يُشار إلى أن أوركسترا {كييف} السمفونية كانت أحد المساهمين الرئيسين في عنوان الافتتاحية، فيما أضفت مشاركة موسيقيين من دبي وسورية على الألبوم صوتاً عالمياً أصيلاً.

عمر الرحباني

اكتسب عمر الرحباني في طفولته معرفة واسعة بمجموعة متنوعة من الوسائط الفنية المختلفة. تعلّم العزف على آلة البيانو وتأليف الموسيقى على يد هاغوب أرسلنيان، وهو مدرّس الجيلين الثاني والثالث من الأسرة الرحبانية، والمؤلف اللبناني المشاد به عالمياً بشارة الخوري.

وعمر هو ابن المؤلف الموسيقي والكاتب المسرحي غدي الرحباني؛ أما والدته، دانيال الرحباني، فراقصة محترفة. في بداية رحلته المهنية الفنية، عزفت أعماله مجموعات أوركسترالية على غرار {رباعية ليسنكو الوترية}، و{أوركسترا قطر الفيلهارمونية} و{أوركسترا لبنان الفيلهارمونية}.

أصاب عمر ولع بالمفهوم الألماني المعروف بتسمية Gesamtkunstwerk، أي {العمل الفني الشامل}، فشكلت هذه الفكرة بحد ذاتها المحفز الأساسي لأعماله الفنية. بعدئذ، توسّع نطاق اهتماماته ليشمل الأفلام وفن الكوريغرافيا. إلى ذلك، برزت رؤيته التي تهدف إلى توحيد العناصر الجمالية المتنوعة كلها لتشكيل عمل فني واحد وموحد، وأصبحت أكثر وضوحاً، بعدما درس فن التصوير الفوتوغرافي مع المدرس جيرار طعمة. وشهدت الفترة نفسها إنجاز فيلمين سينمائيين قصيرين له.