حدثنا عن شعورك أثناء تكريمك في افتتاح مهرجان الإسكندرية في دورته الأخيرة.

Ad

سعيد بتكريمي من خلال هذا المهرجان، وعبّرت على خشبة المسرح عن العرفان وعن الفرح الذي شعرت به إذ أعاد لي يوم تكريمي روحي المفقودة، وساهم كثيراً في رفع معنوياتي، خصوصاً بعد حالة التجاهل التي عانيتها. كذلك لا أنسى تفاعل الجمهور معي خلال الحفلة.

أعتقد أن التكريمات هي أفضل دعم تقدمه المهرجانات للفنان، خصوصاً وهو لا يزال على قيد الحياة، إذ تمنحه هذه اللحظات الدعمين النفسي والمعنوي، وهو ما يحتاج إليه في هذه الفترة من حياته بعد سنوات الازدهار التي عاشها.

قدمت مسيرة عطاء طويلة. حدثنا عن بداياتك الفنية ودخولك إلى الوسط الفني؟

كنت أدرس في السنة الثالثة بكلية الحقوق، لكن تركتها وركزت في الفن والتحقت بمعهد الفنون المسرحية. قبل أن أكمل الدراسة، كان المخرج هنري بركات في صدد إخراج فيلم «في بيتنا رجل» فرشحني له أحد مساعدي الإخراج. فعلاً، شاركت في الفيلم ونال إشادات واسعة وبدأ المنتجون في طلبي، من ثم انطلقت في مشواري الذي كلّل بالنجاح والحمد لله.

ماذا عن مشاركتك في فيلم «معبودة الجماهير» مع كل من الفنانة الكبيرة شادية وعبد الحليم حافظ؟

ما لا يعرفه البعض أن الفنانة العظيمة شادية هي التي صممت على أن أشارك في الفيلم، فيما العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ لم يكن متحمساً، بل وصل الأمر إلى حد الرفض. ولولا حماسة مخرج الفيلم حلمي رفلة لي وحسمه هذا الجدل مؤكداً أنني أفضل من يجسد الدور لما ظهرت في العمل. والحمد لله، نجحت في الدور وأشاد بي الجميع.

شاركت في كثير من الروائع الدرامية مثل «الوتد» و{الضوء الشارد»، ما الذي اختلف بين المنتج الفني الذي كنتم تقدمونه وبين أعمال اليوم، مع كثافة الإنتاج والإمكانات المادية الراهنة؟

تختلف طبيعة العمل الفني عمّا كانت عليه في السابق رغم الإمكانات المادية والفنية الكثيرة، لأننا كنا جيلاً يهتم بالعمل والموضوعات التي تمسّ المجتمع المصري. كنا نحرص على تجسيد همومه ومشاكله وقضاياه الحقيقية. كنا جيلاً مهموماً بالمصداقية، فقدمنا أعمالاً ستظل خالدة، وهو ما لم يعد متاحاً، فأعمال اليوم تسيء لمصر ولا تبرز قضايا مجتمعها الحقيقية أو الموضوعات المهمة التي يجب أن تناقش.

مجد الدراما

أين جيلك الآن، ولماذا لا نراكم على الساحة الفنية؟

للأسف، جيلنا يجلس الآن في المنزل بلا عمل ولا أحد يهتمّ به، رغم أننا عندما كنا في مرحلة الشباب كنا حريصين على التواصل مع جيل الرواد والاستفادة من خبراتهم ، بعكس ما يحدث الآن مع جيلنا.

هل يعني ذلك أن أية أعمال لم تُعرض عليك لتشارك فيها في الفترة السابقة؟

فعلاً، لم تُعرض عليّ المشاركة في أي عمل فني، وأنا أجلس في المنزل مثل كثير من فناني جيلنا من دون عمل أو تقدير.

هل تشاهد أية أعمال درامية وأياً منها يعجبك؟

أحرص على مشاهدة بعض الأعمال الدرامية بين الحين والآخر، لكن للأسف منذ فترة لم يستوقفني عمل على الإطلاق، أو بتعبير أدق لم أجد ما يعجبني في أي عمل درامي فكلها بعيدة تماماً عما يجب أن تناقشه الدراما عموماً، وتفيض بالمط والتطويل من دون مبرر.

في تصورك، كيف يمكننا استعادة مجد الدراما المصرية؟

لا بد من القيمين على هذه الأعمال الدرامية أن يستعينوا بالجيل الذي سبقهم لما لديه من خبرة بالفن. هكذا يقدمون عملاً جيداً يحترم الفن وعقل الجمهور ووجدانه، ويعيش طويلاً في ذاكرة الفن مثل «الشهد والدموع» و{الوتد»، وغيرهما من أعمال.

ما ذكرياتك مع هذا العمل الفني الرائع «الوتد» والقديرة هدى سلطان؟

«الوتد» أحد الأعمال الدرامية التي حققت نجاحاً واسعاً لدرجة أن وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف زار مواقع التصوير وأشاد بالمسلسل. «فاطمة تعلبة» شخصية حقيقية كتبها المؤلف خيري شلبي وهي زوجة عمه التي كانت تقوم بالأعمال التي جسدتها العظيمة هدى سلطان. وهي عموماً شخصية مصرية أصيلة موجودة في الريف المصري بكثرة. وكان مشهد موت «درويش» كوميديا سوداء برع العمل في تجسيدها بشكل جيد. أما ذكرياتي مع القديرة هدى سلطان فما زالت محفورة في داخلي، لأنها كانت فنانة عظيمة تشعّ سعادة، وتحرص على أن تكون علاقتها بالجميع جيدة.

الهرم الرابع

شارك يوسف شعبان أخيراً كضيف شرف في فيلم «الهرم الرابع» مع كل من الفنان أحمد حاتم والمخرج بيتر ميمي. يقيّم هذه التجرية قائلاً: «أحب دعم الشباب دائماً، لذا تحمّست لمشاركة المخرج الشاب بيتر ميمي فيلمه الشبابي الجديد، وأرى التجربة ككل جيدة».

يضيف: «على الصانعين دعم الشباب الطموح الذي يريد أن يصنع سينما مختلفة عن تلك السائدة، تحلق بعيداً عن المتداول والتقليدي».