بانتظار أن تبدأ المفاوضات الرسمية والمباشرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لإزالة العراقيل من طريق عون إلى بعبدا، يرفع رئيس المجلس سقف مطالبه كثيراً فيما يخص الحصص والمكتسبات. وإذ أصبح مسلماً به أن وزارة المال ستكون من حصة بري الوزارية ترفض مصادر مقربة من الرابية التأكيد، قائلة إن "الجنرال لن ينجر إلى الابتزاز السياسي، ولن يرضخ للضغوطات الإعلامية التي تمارس عليه وعلى فريقه".

Ad

لا تنازلات

وأكدت المصادر "عدم استعداد عون للغرق في مستنقع التنازلات منذ الآن، بل اﻻيحاء عن النية ﻻجراء التفاهمات الضرورية، ولكن من داخل القصر الرئاسي، وبالتالي حصر النقاش السياسي بسدة الرئاسة الأولى فقط".

وعن رفض "حزب الله" إسناد حقائب وزارية سيادية لـ"القوّات اللبنانية" ومن ضمنها وزارتا الدفاع والداخلية، قالت إن "عون لم يعد أي طرف سياسي بشيء، وأن كل ما يكتب في الصحف هو من نسج الخيال".

مكتب بري

وكان المكتب الإعلامي لبري اعلن أمس أن "الصحافة ووسائل الإعلام اليوم طالعتنا بمواقف، تظهر الأمور كأنها خلاف شخصي بين الرئيس بري ومرشح معين"، مشيراً الى أن "الحقيقة هي أن الطروحات التي قدمها ويضعها بتصرف الجميع تعكس تمسكه بجدول أعمال الحوار الوطني، وهي لا تستهدف أيّاً من المرشحين بعينه، ولكنها بنظره الممر الإلزامي لاستقرار الوضع السياسي والحفاظ على المؤسسات الدستورية وللحل المتكامل بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية".

عون والفرزلي

إلى ذلك، التقى عون قبل ظهر امس في دارته في الرابية، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الذي أكّد أن العلاقة بين عون والرئيس بري جيدة". وقال: "الشائعة تقول ان العلاقة الشخصية بين دولة الرئيس بري وبين العماد عون هي علاقة غير جيدة، والحقيقة تقول وبعلمنا ان العلاقة الشخصية بين عون وبري لم تكن خلال أي ظرف من الظروف إلا علاقة جيدة، مع كيمياء شخصية في أعلى درجات الانسجام والتوازن".

وسئل الفرزلي عن أن "الرئيس بري يقول إنه يفضل النائب سليمان فرنجية رئيسا لا العماد عون ولديه اسبابه؟"

فأجاب: "هذا حق من حقوق اي شخصية سياسية، انما المهم ألا يفسد في الود مع العماد عون قضية، فهو يزداد احتراما لبري الذي قال بدوره ان المسألة مسألة اتفاق على سلة تكون انطلاقتها انتخاب الرئيس، وبالتالي ما ينطبق على العماد عون ينطبق على الوزير فرنجية".

الحريري وجعجع

وفي إطار لقاءاته السياسية المتواصلة منذ عودته إلى بيروت، زار زعيم "تيار المستقبل"، رئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في منزله بمعراب، وبحث الطرفان موضوع الاستحقاق الرئاسي، بحضور مسؤول التواصل في "القوات" ملحم رياشي، ومستشارَي الحريري غطاس خوري ونادر الحريري.

وفي كلمة بعد اللقاء، قال جعجع إن الانتخابات الرئاسية دخلت مرحلة جديدة، والنتائج ستظهر قبل الجلسة الـ 46 المقررة في 30 أكتوبر، مضيفا أن "الحريري سيلتقي في النهاية مع (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال) عون، ونحن ننتظر أن يستكمل الحريري جولته، حتى يأخذ موقفه النهائي".

وشدد جعجع على أن "الرئيس الوسطي ليس من ضمن احتمالاتنا، دعمنا ترشيح عون ومستمرون بذلك. ليس مقبولا وضع شروط على المرشح، ومبدأ السلة بالنسبة إلينا غير مطروح"، مشيرا إلى أنه "ما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري ليتخذ موقفه المتصلب لولا التشاور مع حزب الله الذي برأيي لا يريد رئيسا".

وأشار الى أن "اتفاق الدوحة اسستنثاء، وفي أقل من سنة ضرب من خلال الاستقالة من حكومة الحريري، القاعدة على أنه ننتخب رئيس جمهورية ثم تجرى مشاورات لاختيار رئيس للحكومة، وهو يشكل حكومة، وهي التي تعين قائد جيش وحاكم مصرف لبنان".

ونقلت مصادر صحافية مواكبة للقاء الحريري وجعجع أن الأخير قد استقبل الحريري فور وصوله، ممازحاً إياه بقوله "جايي لهون فكرتك بالرابية"، في إشارة الى مقر العماد عون. ووصف المصادر "لطشة" جعجع بأنها رد على لطشة الحريري للحكيم خلال الاحتفال بذكرى 14 فبراير عام 2015.

وبعدها توجها الحريري إلى الرابية حيث التقى عون.

زعيم «أمل» في مرمى «الأخبار»!
في خطوة لافتة، نشر رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" المحسوبة على "حزب الله" ابراهيم الأمين مقالا امس تحت عنوان "إلى الأستاذ نبيه" يهاجم فيه "عرقلة" رئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة أمل الشيعية وصول رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.

وتوجه الأمين الى بري قائلا: "لا تريد عون رئيساً للجمهورية، وتفكر، في حال توافق الحريري مع حزب الله على القرار، بأن تقاطع الجلسة؟ هل ترى في ذلك فعلاً ديمقراطياً، أم تحاول تجربة الحرد والإحباط وأنت أول عدوّ لهذه العوارض؟".

وأضاف: "آخر الكلام، إن الخشية على مكتسبات عمرها ثلاثة عقود ليست من عون، بل من الآخرين، ومن أهل المكتسبات أنفسهم، وأنت الأدرى بحال بعض شيعتك وأنصارك!".