ماذا تشكّل لك عودتك إلى خشبة المسرح؟

Ad

إنها عودة موفقة تثبت مدى عشقي للمسرح، وتحقيق ذاتي، وأن الحجاب لا يشكل عائقاً في حياة الفنان، ولا يهين الطرفين الفن والفنان.

كانت مسرحية «صدى الصمت» لفرقة المسرح الكويتي الملاذ الآمن، كونها عملاً مسرحياً راقياً شكلاً ومضموناً، وعرضت في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي بدورته الأولى في إمارة الشارقة، فحصدنا عنها أربع جوائز: أفضل مخرج لفيصل العميري، وأفضل إضاءة لفيصل العبيد، وأفضل مؤثرات صوتية لعبدالله التركماني، وأنا أفضل ممثلة بدور أول.

لماذا كتبت لها الاستمرارية؟

لأن العرض يتناول قضية إنسانية في زمان ومكان غير محددين، عن عبثية الحروب وما ينتج عنها من ضحايا، ذلك من خلال رجل وامرأة فقد كل منهما ابنه قتلاً، فتُشحن العلاقة بينهما بتوتر وتنافر، ليعودا حميمين في حواراتهما بعد أن يتأكدا أنهما ضحيتا حروب لا معنى لها.

لاقى العمل استحسان الجمهور والنقاد، وطُلب للعرض في أكثر من مهرجان. وفي مهرجان المسرح العربي بدورته الثامنة التي أقيمت في يناير الماضي، فزنا بجائزة حاكم الشارقة سمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي لعام 2015.

كيف تصفين المنافسة على جائزة القاسمي؟

دخلنا المنافسة مع عروض من تونس ومصر والمغرب والعراق وسورية والإمارات، واستطعنا من خلال «صدى الصمت» الذي مثّل دولة الكويت الفوز بأكبر جائزة على مستوى العالم العربي، محدثين نقلة نوعية في هذا الحقل، بشهادة فنانين ومسرحيين عالميين حول العمل.

هل لامسك موضوع المسرحية؟

أجل، لا سيما أنه يلامس جزءاً من شخصيتي الحقيقية في الحياة، ويجسد المعاناة العربية والآلام التي يعيشها الإنسان بسبب فقدانه وطنه ولجوئه إلى خارج بلده، ويتناول ضحايا عبثية الحرب من الأبرياء، خصوصاً أن سورية تعاني الكثير.

لماذا اختلف عرضه في «ليالي مسرحية كوميدية»؟

جاءت فكرة إعادة عرضه في الكويت تكريماً له من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولإتاحة الفرصة للجمهور لمشاهدته كعرض افتتاحي لمهرجان «ليالي مسرحية كوميدية» وهو مهرجان مستحدث، فقدمناه بطريقة مختلفة وبشكل متطور وبلمسة جديدة بمدة لا تتجاوز الساعة، وعملنا على زيادة جرعة الكوميديا.

استمرارية وتعاون

هل يحفزك حصولك على الجوائز الفردية على الاستمرارية؟

الفوز بجوائز التمثيل هو تقدير للجهد المبذول، وتسعدني هتافات الجمهور عند الإعلان عن حصولي على جائزة عن استحقاق وجدارة، ما يدفعني إلى الحرص الشديد والدقة في اختيار أدواري حتى في المسرح التجاري. عموماً، لا أبحث عن البطولة المطلقة والأهم بالنسبة إليّ هو الدور المميز الذي يمثل فئة كبيرة من المجتمع الخليجي.

حصدت جائزة أفضل ممثلة دور أول عن دوري في مسرحية «الليلة الثانية بعد الألف» لفرقة مسرح الخليج العربي في مهرجان الكويت المسرحي الثالث (1999)، وأفضل ممثلة دور أول عن دوري في «في قلب القنديل» لفرقة المسرح الشعبي في مهرجان الكويت المسرحي السادس (2002)، وأفضل ممثلة دور أول عن دوري في «عربة مليئة بالقطن» لفرقة المسرح العربي في مهرجان الكويت المسرحي السادس عشر(2015)، وأفضل ممثلة دور أول عن دوري في «صدى الصمت» لفرقة المسرح العربي (2015).

من أين تستقين أدوارك؟

أنبش الأدوار من مخزوني الخاص، وأظهرها من خلال شخصية معينة وفق سياقها العام. أعمل لأجل الفن، وليس بحثاً عن المال والشهرة، لذا أنشد دائماً العمل الذي يرتقي بالفن والذائقة، ويرفع اسم الكويت عالياً.

لماذا جددت تعاونك مع فرقة «المسرح العربي»؟

بعد مشاركتي في تجربة مسرحية «عربة مليئة بالقطن» للمسرح العربي من إخراج أحمد الشطي، وجدت فضاءً من الحرية وأريحية في التعامل مع فريق العمل، وباب النقاش مفتوحاً، إضافة إلى أهمية الموضوع الذي تتطرق إليه المسرحية إنسانياً وسياسياً، كذلك ثمة اهتمام بالغ في مكونات العرض المسرحي. لذا جددت التعاون مع الفرقة في مسرحية «امرأة استثنائية» في «ليالي مسرحية كوميدية»، وأنا سعيدة بتحقيق أهداف المهرجان من خلال عرض جاد يحمل سمات العمل الأكاديمي ويحقق المتعة والفرجة في آن.

ثنائي وموهبة

لماذا شكّلت ثنائياً مع الفنان فيصل العميري؟

إنه «دويتو» فني ناجح، نظراً إلى الكيمياء وهارمونية التفاهم العالية التي تجمع بيننا.

ما مدى استفادتك من المعهد في صقل موهبتك؟

يجب أن تتوافر الموهبة أولاً. بدأت العمل في المجال الفني في مجلة الأطفال بالإذاعة، ثم مسرحية قبل الغزو الغاشم مع الفنان عبدالرحمن العقل، وبعض الأعمال بعد التحرير. وفي عام 1994، دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج المسرحي، ومن المؤكد أن دراستي أسهمت في تطوير أدواتي كممثلة في الإلقاء والتدريبات الصوتية ومخارج الحروف ومعايشة الشخصية، والانتقال من حالة انفعالية إلى أخرى، إضافة إلى التعرف إلى مدارس التمثيل ونظريات الإخراج وغيرهما.

ما التطوّر الذي طرأ على أدائك؟

محظوظة بالمشاركة في الدراما الإذاعية مع كبار الممثلين الكويتيين، إضافة إلى المصريين أمثال يوسف شعبان، وأحمد عبدالحليم، وسناء شافع، وعايدة عبدالعزيز، وغيرهم من سورية ولبنان. اليوم، يشهد الكل لي ويثنون على ما أملكه من خيال واسع في أداء دوري بإحساس عال خلف الميكروفون، وهو ما ظهر جلياً عندما اقتصر عملي على الإذاعة وتوقفت عن المسرح والتلفزيون، فأفرغت طاقتي الفنية في هذا المجال. كذلك أشارك راهناً في أعمدة البرامج الإذاعية «نافذة على التاريخ» و«نجوم القمة» و«الكويت عمل إنساني». ولا أنسى دور الراحلين الكبيرين علي المفيدي وفيصل المسفر في مشواري.

ما مشروعك المقبل؟

بالنسبة إلى المسرح الجماهيري، انتهيت من عروض «جزيرة الديناصور». أما عملي المقبل لمسرح الطفل فلا أستطيع البوح بتفاصيله، لذا سأتركه إلى حين إجراء الاتفاق النهائي. كذلك أستعد للمشاركة في مهرجان قرطاج المسرحي من خلال «صدى الصمت».

قدمت شخصية أساسية في «أحلام الزرازير»
تتحدث سماح عن انطباعها حول فوز «أحلام الزرازير» بجائزة مهرجان الأردن، فتقول: «سُعدت بحصول المسلسل الكوميدي «أحلام الزرازير» الذي بثّ عبر أثير إذاعة البرنامج العام في رمضان الفائت على الجائزة الفضية ضمن مسابقة الأعمال الدرامية الإذاعية في مهرجان الأردن الثالث للإعلام العربي، في أغسطس الماضي. مثلت شخصية أساسية في العمل، وهو من تأليف العملاق عبدالحسين عبدالرضا، وإخراج المبدع الراحل فيصل المسفر، وتشرفت في المشاركة مع فنانين كبار أمثال عبدالحسين، وحياة الفهد، وأحمد مساعد، وعصرية الزامل، ومن الأجيال الأخرى نسرين، أوس الشطي، وأحمد الشطي، وحسين المفيدي، وخالد المفيدي، وأبرار المفيدي، وغادة السني، وغيرهم».

تتابع: «تدور أحداث المسلسل حول من يستغل طيبة الناس لمآربه الشريرة، مهما كان الثمن، خصوصاً في ما يتعلق بالأمور المادية التي تدفع كثيراً من المتلاعبين إلى الاصطياد في الماء العكر».