أكتب للشباب، للعرب الشباب، ذكرى نموذج نادر من الرجال، أكتب عن زعيم شريف اسمه "جمال".

اسألوا عنه أجدادكم، وجداتكم... حيث كان يجسد أحلامهم، بمشروعه الداعي لوحدتهم، وتحقيق عزتهم، وكرامتهم.

Ad

لا تسألوا من ورثوا كراهيةَ وحدة العرب، من الإخوان المسلمين، أو تصدقوا ما كتبته عنه دوائر الاستعمار، والصهيونية العالمية...

ولا تصدقوا ما نشره عنه عهد السادات، ومبارك، فأين هؤلاء وأشباههم من جمال عبدالناصر؟!

• ولست هنا بصدد الحديث عما كنا عليه كعربٍ في حقبة الخمسينيات والستينيات، حيث كانت وحدتنا قاب قوسين من التحقق، يوم كانت صورة جمال تحتل القلوب قبل البيوت العربية، وما نحن عليه الآن في هذا الزمن الأغبر!

وإنما سأكتفي بإعادة نشر قصيدة كتبتها ليلة وفاته في مثل هذا اليوم قبل 46 عاماً، وألقيتها من إذاعة صوت العرب في القاهرة، رغم جهلي بعروض الشعر، وضعف لغتي العربية، حيث كنت في أوائل العشرينيات من العمر.

* * *

وافيتُ من شط الخليج مُواسياً

يا بن الكنانة رحمةً وتجلدا

فالخطب خطب الجمع لا خطب امرئٍ

كلٌ تجرعه وما يجزي الفدا

إنّا بني مصر الكرام بكربكم

نبكي زعيماً بانياً ومشيدا

عزَّ الفقير به وجانب ذلةً

من بعد ما عاش الحياة مصفدا

أعداؤهُ، شهدوا بقوة عزمه

ما أروعَ الفضل الذي شهد العدا

أجمال عشت مناضلاً ومجاهدا

واليوم مت مكرماً وممجداً

من للعروبةِ بعد موت زعيمها؟

من للعروبة ناصراً أو قائدا

ومن لأبناء الجليل يعينهم

بل من لغزةَ من يعيد المسجدا

ومن لأيتام العروبة نرتجيه والداً

من بعد أن كنت العطوف الوالدا؟

فالرافدان أسىً يعم وحسرةً

والحزن غشّاهم وجوماً سرمدا

والمغرب العربي أجهش باكياً

لمّا نعى الناعي جمال الأوحدا

واهتزت السودان يوم أتاهمُ

خبر الحبيب لقلبهم مستشهدا

لكن عزاء العُرب فيه أنهم

وجدوا مآثر لا تبيدُ على المدى

سيروا على نهج الفقيد فنهجهُ

نهجٌ سويٌ لمن أصاب المقصدا

الكرب يا صحبي يفجر ثورةً

في نفس مكلومٍ فينهض منشدا

هبوا إلى العمل الشريف جميعنا

نبراسنا من كان فينا مرشدا

* * *

• عنونتها: بتظاهرةٍ عربية.

وأقول لكل من سيعترضون، مهما كانت مسوغاتهم...

فأنا كنت أعبِّر عن عصري، والزمن الذي عشته... وكان هناك مشروع عظيم أعيشه وتعيشه الأمة العربية كلها.

فهل في زمنكم هذا أي مشروعٍ، غير الحروب، والطائفية، والكراهية؟!