أكدت التقارير الواردة من إيران الخبر الذي انفردت به «الجريدة» ونشرته على صفحتها الأولى في عددها الصادر الأربعاء الماضي، عن لقاء جمع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، عبّر خلاله المرشد عن تحفظه على ترشح نجاد للرئاسة.

وقال خامنئي أمام طلابه في «صف الخارج»، الذي يقام عادة يوم الأحد أو الاثنين من كل أسبوع «قبل أن أبدأ الدرس يجب علي أن أحسم موضوعاً كي أنهي القيل والقال بين المسؤولين عما جاء على لساني وكي لا يكون هناك خلافات أخرى بين المسؤولين في البلاد».

Ad

وأضاف خامنئي من دون تسمية نجاد: «أتى أحد الرجال لرؤيتي مستفسراً عن رأيي في مشاركته بموضوع خاص، ونظراً لظروفه الشخصية وظروف البلاد نصحته بألا يشارك. لم أقل له لا تشارك، بل قلت أنا لا أرى مصلحة في مشاركتك. قلت هذا الكلام، وكان كلاماً عادياً جداً. فالإنسان يجب أن يقول ما يفهمه ويراه ويفكر فيه لأخيه المؤمن بصراحة».

وتابع: «البعض قالوا إنني أمرت وأعطيت أمراً. لا، قلنا لا نرى مصلحة، وأنا لا أرى مصلحة في هذا الأمر».

وكلام خامنئي حسم جدلاً بدأ الأسبوع الماضي، بعد الكشف عن اللقاء بين الرجلين، حيث إن مؤيدي نجاد كانوا مصرين على أن خامنئي لم يمنعه من الترشح على عكس معارضيه.

وأعلن مستشارون لنجاد، بعد لقاء المرشد بأيام، أن الرئيس السابق ملتزم بأوامر خامنئي، لكن نجاد نفسه لم يقم بأي رد فعل بعد لقائه خامنئي، وهو يعلم أن إصراره على المضي في حملته الانتخابية دون غطاء من المرشد يعتبر انتحاراً سياسياً له في إيران.

وقال مراقبون إن الرئيس حسن روحاني يستطيع الآن تنفس الصعداء، إذ تخلص من أخطر وألد منافس له في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكانت «الجريدة» نقلت عن مصادر قريبة من نجاد أن المرشد لم يمنعه من الترشح، بل دعاه إلى التروي. ويبدو أن عدم تفاعل نجاد مع توصية المرشد دفع الأخير إلى حسم الموضوع بهذا الشكل الواضح.