عرضت "المزواجي" لشركة "فن ون" للإنتاج الفني ضمن مهرجان "ليالي مسرحية كوميديا"، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مسرح الدسمة.

"الحدوتة" تيمة قديمة صاغتها المؤلفة تغريد الداود بصيغة جديدة لعلها تجد تجاوبا من المشرع لسن القوانين التي تضع حد للرجل المزواج الذي لايكفيه ما بين يديه شرعا "4 نساء" ولكنه ينظر إلى المزيد، حيث اقترحت على سبيل جس النبض "بيت الطاعة" تطلب فيه المرأة زوجها اذا نشز، وبكل تأكيد لايوجد نشوز من وجهة نظرها اكثر من سعي الرجل للزواج من الخامسة على حساب إحدى زوجاته الاربع.

Ad

وأعادت الداود نسج قضية الزواج من 4 في ثوب جديد بنفس الافكار التي لم يخرج عنها اي مؤلف للتصدي لهذا الموضوع بشجاعة تحسب للمؤلفة الداود التي تدرك تماما كما قالت لـ"الجريدة" أن تلك الصورة هي صورة كل واحد منّا، أو صورة الآخر، بحسب آليات الذائقة الفنيّة الإسقاط والبعد الثقافي في المجتمع، ومدى تقبله اسقاطات النص لان المباشرة في المخاطبة تضعف المضمون لاسيما وانها تؤمن بأن الكتابة بشكل عام فعل ايجابي والخلق المسرحي هو انعكاس للأوضاع الاجتماعية بشكل عام، والمسرح المعبر الدائم عن الإنسان المخنوق من القضايا التي لا يمكن تجاوزها أو التغلّب عليها في الحياة المحسوسة.

ولعل ما يميز العرض واقعية الحوار واقترابه من لغة الواقع بسلبياته وإيجابياته، وهو ما أشعر الجمهور بأن تلك الشخصيات الزوجات الاربع النجمات الكبيرات انتصار الشراح وزهرة الخرجي وشهد سلمان ومارتينا كل واحد منهن انعكاس حقيقي لقصة حقيقية معيشة في المجتمع بل ربما في بيته، وبرعن في تشخيص كل ما يحبه الرجل في زوجته من خلال قدرات واضحة على التألق على خشبه المسرح، واستخدام لإمكاناتهن الفنية بكاملها وأهمها تفاعلهن مع الجمهور.

ويحسب لبطل العمل النجم ولد الديرة انه استطاع بموهبته وخبرته وخفة ظله ان يضيف للنص من خلال ارتجاله بعض الجمل وإفيهاته المضحكة وتعليقاته الساخرة التي ساهمت بشكل رائع في ملء الكثير من الفراغات في الثوب المجدد، وهو فعل محمود لانه يُرى ويُحَسّ ويُفكّر على الخشبة، في تقديم التعبير الكوميدي الذي يخفّف بهندسته الجمالية وموهبته الكبيرة من عبء آلام الموضوع الذي يعد مشكلة اجتماعية حقيقية، فتكتمل المتعة وتصل الفكرة.

وفي كل الاحوال طرحت "المزواجي" أيضا السؤال القديم الجديد: من الأهم الممثل أو النص؟