سادت موجة غضب بين سياسيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، عقب الإعلان عن زيارة السفير الإسرائيلي بالقاهرة دافيد جوفرين، لمدينة الإسكندرية الساحلية، زار خلالها مكتبة الإسكندرية ومعبد النبي دانيال، في زيارة تمت بسرية تامة ووسط إجراءات أمنية مشددة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

ورغم التعتيم الإعلامي من السلطات المصرية لتحركات السفير الإسرائيلي، فإن زيارة الأخير للمدينة الساحلية، كشفتها الصفحة الرسمية لسفارة إسرائيل بالقاهرة مصحوبة بالصور، حيث قام جوفرين بزيارة كنيس "الياهو نبي- النبي دانيال" الشهير بمنطقة محطة الرمل، والذي يعتبر أقدم المعابد اليهودية في المدينة، إضافة إلى زيارة مكتبة الإسكندرية، ومتحف الرئيس الراحل، محمد أنور السادات.

Ad

وأشاد السفير الإسرائيلي بالسادات قائلا: "كانت زيارة الرئيس السادات لإسرائيل، زيارة تاريخية، وانني أتذكر تلك الزيارة كطفل وقتها، وقد أثرت فيّ تلك الزيارة بشكل درامي مؤثر".

ووقع السادات معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني في عام 1979، إلا أن غالبية الشعب المصري ترفض التطبيع مع إسرائيل، التي دخلت في حروب عديدة مع مصر، كان آخرها انتصار المصريين في حرب 6 أكتوبر 1973، والتي تحل ذكراها الـ43 بعد نحو أسبوعين.

وهاجم بعض النشطاء زيارة السفير الإسرائيلي من منطلق رفض التطبيع، إذ رفضت الناشطة ماهينور المصري، الزيارة على حسابها على "تويتر"، مهاجمة النظام المصري الذي سمح بها، بينما قال المنسق العام لحركة "كفاية" عبدالرحمن الجوهري لـ"الجريدة"، إنه يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مضيفا: "في حال ثبوت لقاء السفير برجال أعمال ونشطاء في السر فسيكون ذلك بمثابة كارثة على الأمن القومي المصري، لما يكشفه من تغلغل الصهاينة في المجتمع المصري"، مطالباً السلطات المصرية بالكشف عن هوية مَن التقاهم السفير من نشطاء المجتمع المدني ورجال دين مسيحيين بحسب المعلن من السفارة.

بدوره، شدد رئيس حزب "الكرامة" الناصري محمد سامي، على رفضه للزيارة، مؤكداً أن زيارة السفير الإسرائيلي لمكتبة الإسكندرية، استثمار إسرائيلي لدعوة السلام التي طالب بها الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء الجمعية العمومية للأم المتحدة، كاشفا أن عموم الشعب المصري يرفض التطبيع ما يتجلى بالتجاهل الشعبي للسفير وتحركاته.

وقال المحلل والكاتب السياسي عبدالله السناوي، إنه منذ تبادل السفراء بين القاهرة وتل أبيب العام 1980، وإسرائيل تحاول فرض التطبيع والوجود في التجمعات العامة لفرضه وجعله واقعا، لكن هذه المحاولات قوبلت بالرفض من عموم المصريين، متوقعا تزايد الظهور العلني للسفير الإسرائيلي بالتزامن مع تكرار الرئيس السيسي لدعوة السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وكانت زيارة سابقة للسفير الإسرائيلي السابق حاييم كورين إلى منزل النائب البرلماني توفيق عكاشة في منزله بمحافظة الدقهلية، فبراير الماضي، قد أثارت موجة من الرفض الشعبي، ما أدى إلى إقالة البرلمان المصري لعكاشة، الذي انسحب بعدها من الشأن العام.