"I dont like my student to be my shadow , say no and speak ur mind"

هذه الجملة عادة ما يبدأ بها صديق لي يعمل معلماً للغة الإنكليزية بدولة الإمارات العربية أول حصة له في صفوفه، هو كاتب أشبه بفيلسوف، لديه حب وعشق خاص لكل من اللغة العربية والفلسفة، تعبر تلك الجملة التي يستفتح بها عامه عن أن التلميذ قد يتفوق، بل من الضروري، أن يتفوق على أستاذه، لأنه يبدأ من حيث انتهى معلمه... ليصبح ما يريد أن يكونه، مبتكراً مبدعاً... صاحب هدف ورؤية.

Ad

للأسف الصورة الذهنية المشوهة للمعلم جعلتنا نهمل أهمية مكانته الخطيرة في بناء العقول، التي تشييدها أهم بكثير من بناء الأجسام والأبنية، نحن نهتم بطعام الأبناء وهذا جيد، نهتم بالسكن، وكل مظاهر الحياة، ولكن آخر شيء نهتم به هو بناء العقل والفكر، وهذه هي كارثة التعليم في وطننا العربي، نهتم بشكل المدرسة والمقعد، نهتم بطريقة معاملة المدرسة لأولياء الأمور، ولكن لا نسأل من المعلم؟ وما ثقافته؟ وما مدى صلاحيته لمهنته، أو مشاكله، مكتفين بوجود مجرد كيان أو إنسان داخل قاعة للسيطرة على من فيها من طلاب، يكتب درسه، ينقله الطلاب في دفاترهم، ثم تصحيح aوانتهت الرسالة، لكن ما أفشلها من رسالة، وليس ذلك قاصرا على بلد عربي بعينه، بل يوجد في معظم مدارس الوطن العربي... من تركيز على شكل العملية التعليمية لا جودتها أو جوهرها. ولذلك تأتي المخرجات في الغالب كثيرة لكنها عقيمة، غير مؤهلة.

فكم معلماً لدينا طلب من طلابه ألا يكونوا نسخة منه ومن أفكاره وألا يرددوا ما يلقيه إليهم بدون وعي، وألا يكون التعليم لديهم مجرد تكرار ثم حفظ؟ كم معلما طلب من تلاميذه أن يناقشوه فيما يقدمه؟ وأن يسمح لهم بالاعتراض على ما يقدم إن لم يقتنعوا؟! طبعا هنا المسوؤولية مشتركة بين المعلم والنظام التعليمي، لاسيما مع وقت الحصة وحشو المناهج.

كل تلك الممارسات تجعل التعليم نمطيا، من حفظ فامتحان، ثم نسيان، والنتيجة لا تغير في المستوى ولا وصول إلى الإبداع والابتكار!

رسالة إلى كل معلم مع بداية العام الدراسي: أحبوا رسالتكم، وأبدعوا في تعليم طلابكم، شكلوا عقولهم بالعلم، مع ترك مساحة لهم ليعبروا عن أنفسهم، حريصين على تنمية الابتكار، وتلك الرسالة قد تكون أكثر أهمية بالنسبة إلى معلمي المرحلة الابتدائية.

وكل عام وكل الطلاب ومعلميهم وأولياء الأمور بخير.