في تطور من شأنه أن يزيد تعقيد النزاع الليبي، شنت القوات الموالية للحكومة الموازية في ليبيا، والتي يقودها الفريق أول خليفة حفتر، أمس، هجوماً مباغتاً على منطقة الهلال النفطي التابعة لسلطة الحكومة المعترف بها دولياً، معلنة سيطرتها على ميناءين رئيسيين.

وقال المتحدث باسم هذه القوات العقيد حمد المسماري: «سيطرنا على بلدة راس لانوف تماماً، الميناء والمدينة، كما سيطرنا على ميناء السدرة أيضاً، وغنمت قواتنا أسلحة وذخائر».

وأضاف المسماري «مازالت الاشتباكات مستمرة في (ميناء) الزويتينة ومداخل أجدابيا» على بعد نحو 190 كلم غرب مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس).

Ad

وذكرت وكالة أنباء «وال» القريبة من الحكومة الموازية أن حفتر أطلق على الهجوم المباغت اسم «البرق الخاطف»، ناقلة عنه قوله لقواته قبيل بدء العملية العسكرية: «الآن دقت ساعة الصفر، فتقدموا تقدم الذئاب واقتحموا اقتحام الأسود».

في المقابل، أقر المتحدث باسم جهاز حرس المنشآت النفطية الموالي لحكومة الوفاق علي الحاسي بسقوط الميناءين اللذين تبلغ طاقتهما التصديرية نحو 600 ألف برميل في اليوم بيد قوات حفتر، متحدثاً عن خسائر في صفوف قواته.

وتقع منطقة الهلال النفطي شمال شرق ليبيا بين مدينتي بنغازي وسرت (450 كلم شرق طرابلس) حيث تخوض القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقراً، منذ أربعة أشهر معارك مع تنظيم «داعش».

وفي حال تمكنت قوات حفتر من السيطرة تماماً على المنطقة النفطية، ستحرم حكومة الوفاق الوطني من أهم مواردها المالية، في وقت كانت هذه الحكومة تستعد لإعادة إطلاق قطاع النفط عبر استئناف التصدير من الموانئ النفطية.

وقد تؤدي مهاجمة قوات الحكومة الموازية للمنطقة النفطية إلى تأجيج الصراع بينها وبين القوات الموالية لحكومة الوفاق التي تقاتل الجهاديين في سرت وباتت قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة على المدينة كلها.

وعبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر عن قلقه من الهجوم، مشيراً إلى أنه «سيؤدي إلى مزيد من الانقسام، والحد من تصدير النفط».

وفي أغسطس، أعلن حرس المنشآت النفطية في ليبيا إعادة افتتاح قريبة لميناءي السدرة وراس لانوف، إلا أن قوات الحكومة غير المعترف بها، والتي تتخذ من مدينة البيضاء في الشرق مقراً، هددت بقصف السفن التي قد تتجه إلى الموانئ الليبية لتصدير النفط لمصلحة حكومة الوفاق.