يتولى بطولة «القرد بيتكلم» كل من أحمد الفيشاوي، وعمرو واكد، وبيومي فؤاد، وريهام حجاج، وسيد رجب، فيما تصدى للتأليف والإخراج بيتر ميمي.

شهد السيرك القومي (أقدم وأشهر سيرك) تصوير غالبية المشاهد، حيث تدور الأحداث الرئيسة. يجسد عمرو واكد شخصية طه الساحر الذي يعمل في السيرك ولديه مهارات عدة مرتبطة بالتعامل مع القرود، بينما يؤدي أحمد الفيشاوي دور رشاد الشقيق الأصغر الذي يملك مهارة التنويم المغناطيسي.

Ad

تظهر ريهام حجاج بدورها بشخصية توتة، فتاة السيرك الي تنشأ بينها وبين طه قصة حب تواجه صعوبات عدة، بينما يؤدي سيد رجب شخصية الشرير، وهي إحدى الشخصيات المحورية في الفيلم التي تغيير مسار الأحداث.

يقول واكد إن «القرد بيتكلم» تجربة مختلفة عن أعماله السابقة، فقد نشأت علاقة صداقة بينه وبين القرد الذي يظهر في الأحداث، مشيراً إلى أنه يترقب رد فعل الجمهور على الفيلم مع طرحه في الصالات.

من جانبه، يذكر أحمد الفيشاوي إن هذه التجربة ممتعة للغاية، مؤكداً أنه أستمتع بها «رغم الصعوبات التي واجهتنا في تقديم عدد كبير من المشاهد»، ما حمّسه لتقديم دور جديد ومختلف عن أدواره السابقة، وهو يترقب أيضاً ردود فعل الجمهور.

ويضيف أن الفيلم يعتبر التجربة الثانية له في التعاون مع زميله عمرو واكد بعد مشاركتهما في بطولة «جنينة الأسماك» للمخرج يسري نصر الله، ما عزّز الكيمياء بينهما وانعكس إيجاباً على العمل، مشيراً إلى أنه استمتع أيضاً بالتصوير برفقة بقية فريق العمل.

يلفت الفيشاوي إلى أن انشغاله بأعمال فنية أخرى في التوقيت نفسه لم يؤثر في تصويره الفيلم، إذ كان حريصاً على التدريب بشكل جيد والتفرغ لدوره في الفترات المتفق عليها مع المخرج بيتر ميمي، مؤكداً أن حماسته الشديدة للفيلم جعلته لا يشعر بالصعوبات التي واجهته.

تجربة مختلفة

تشير ريهام حجاج إلى أن الفيلم ينتمي إلى نوعية التجارب السينمائية المختلفة التي تستغرق وقتاً طويلاً في التحضير، لافتة إلى أنها اجتهدت لتجسيد شخصية فتاة السيرك بسبب الرشاقة التي يستلزمها الدور، بالإضافة إلى ضرورة تدريبات اللياقة البدنية والتعامل مع الحيوانات.

وتلفت إلى اهتمامها بنوعية الأعمال السينمائية التي تشارك فيها لكونها تبقى في ذاكرة الجمهور من خلال عرضها المستمر على الشاشات، معتبرة «القرد بيتكلم» أحد أهم أعمالها الأخيرة ويظهرها بشكل مختلف وغير مألوف.

المخرج بيتر ميمي يشير بدوره إلى أن أصعب المشاهد في التصوير ارتبطت بالحيوانات، فقد احتاجت إلى فترة طويلة لتتأقلم مع الوجوه الجديدة التي تتعامل معها، مؤكداً حرصه على سلامة الممثلين جسدياً من الحيوانات الخطرة، علماً أن استعدادهم وحبهم للعمل واقتناعهم به ساهمت بشدة في هذا الأمر.

أصعب المشاهد، بحسب ميمي، تلك التي ارتبطت بالسيرك فقد تفوقت على مشاهد الأكشن رغم ميزانية الأخيرة الضخمة، لافتاً إلى أن الفريق حرص على تقديمها المشاهد بشكل واقعي كي يصدقها الجمهور، ما كان له أثر إيجابي في شكل الفيلم النهائي.

عن فكرة الفيلم، قال ميمي إنها تراوده منذ فترة وإنه بدأ في التفكير بصياغتها بسيناريو سينمائي، ثم تحدث إلى المنتج سيف عرابي الذي تحمّس للمشروع، مؤكداً أن الفيلم استغرق فترة طويلة في التحضير ليخرج بالصورة النهائية، لا سيما أنه يحمل جرعة تمزج بين الكوميديا و«الأكشن».

يُذكر أن الصانعين أطلقوا أخيراً صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للترويج للعمل تزامناً مع اقتراب عرضه.

آراء

تقول النجمة إلهام شاهين إنها كانت متفائلة هذا العام بحال السينما المصرية، موضحةً أن العام المقبل سيكون مختلفاً أيضاً، إذ «تشهد الساحة حضور مجموعة من المخرجين يريدون تغيير واقع السينما أبرزهم هالة خليل ويسري نصر الله ومحمد خان وكاملة أبو ذكرى، وهذه الأسماء تجعلنا نطمئن لحال السينما لأنها لا تقبل بتقديم أي فيلم لمجرد التسلية».

في سياق متصل، ترجع الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي عودة الأفلام المصرية إلى المهرجانات الدولية إلى اختلاف طبيعتها عن أعمال شهدتها الأعوام الماضية، وهي نوعيه تجذب اللجان الخاصة، مشيرة إلى أن ثمة أفلاماً لها توجه سياسي يعجب القيمين على المهرجانات، فضلاً عن أن أسماء بعض الصانعين تغري المهرجانات، وأبرزهم يسري نصر الله، فهو على علاقة وثيقة بالمؤسسات الثقافية الغربية، كما كان يوسف شاهين.

وتضيف الناقدة: «في النهاية، مهما كانت أغراض المشاركة فليست الأفلام بالجيدة جداً. مثلاً، «نوارة» و«اشتباك» يظهران صورة سياسية سيئة لمصر، فيما يثير «الماء والخضرة والوجه الحسن» الغرائز، وهما عاملان جاذبان. لكن لا ننكر أن هذه المشاركات تؤدي إلى رواج الصناعة بدلًا من الركود».

الناقدة حنان شومان ترجع بدورها الأسباب إلى اختلاف نوعية الإنتاج هذا العام، مضيفة أن المنتجين صاروا يتحلون بالجرأة وأصبحت الساحة أكثر راحة وأقل توتراً بعد انعدام التظاهرات التي أبعدت المنتجين عن الساحة في الفترة الماضية، كذلك عاد مبدعون كثيرون أمثال يسري نصر الله ومحمد خان قبل وفاته .

ويعلق الناقد السينمائي طارق الشناوي على تلك الظاهرة بأن مستويات الأفلام المصرية التي شاركت في المهرجانات الدولية هذا العام تستحق المشاركة فعلاً لجودتها وأهمية موضوعاتها. كذلك يوافقه الرأي الناقد إيهاب التركي، مؤكداً أن ذلك مؤشر لوجود سينما جيده تقدم رؤية فنية تساهم في الحركة الفنية بنشاط وإيجابية، وتبيّن أن السينما الجادة في مصر ما زالت قادرة على الحضور، موضحاً أن جانب المهرجانات مهم جداً لهذه الأفلام كي يتعرّف إليها الجمهور ويتفاعل معها.