يدلي الناخبون في كرواتيا بأصواتهم الأحد في انتخابات تشريعية يرجح أن تنتهي بفارق طفيف بين اليمين واليسار في هذا البلد الذي يشهد مأزقاً سياسياً وأزمة اقتصادية وتوتراً متصاعداً مع جارته صربيا.

Ad

ودعي نحو 3,8 ملايين ناخب إلى التصويت الذي بدأ عند الساعة السابعة (05,00 ت غ) في سبعة آلاف مركز للاقتراع لاختيار أعضاء البرلمان البالغ عددهم 151 نائباً.

ويُفترض أن تعرف نتائج الانتخابات ليل الأحد الأثنين، لكن المشاورات بين الأحزاب قد تستغرق أياماً وربما أسابيع قبل معرفة من سيقود كرواتيا، المحافظ اندريه بلينكوفيتش الزعيم الجديد للاتحاد الديموقراطي الكرواتي، أو رئيس الوزراء السابق زوران ميلانوفيتش الذي يقود الحزب الاشتراكي الديموقراطي، لأن المنافسة حامية جداً.

وقبل أن تدلي بصوتها، قالت مورانا (27 عاماً) التي تعمل مدرسة في زغرب ورفضت ذكر اسم عائلتها «بوجود الاتحاد الديموقراطي الكرواتي في السلطة شهدنا كرواتيا تقترب من قيم لا تتناسب مع بلد أوروبي حديث».

أما ماركو توميتش (39 عاماً) فهو يدعم هذا الحزب اليميني و«مواقفه المحافظة» لأنه بات مع زعيمه الجديد بلينكوفيتش «يملك بعداً حديثاً، أوروبياً» يختلف عن شعبوية سلفه صاحب الخطاب المحافظ والجاسوس السابق توميسلاف كاراماركو.

وبعد أكثر من أربع سنوات من حكم الاشتراكيين الديموقراطيين، استعاد اليمين المحافظ المتمثل بحزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي السلطة لفترة قصيرة في يناير في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 4,2 ملايين نسمة والعضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2013.

لكن فضيحة سياسية مالية وخلافات متكررة داخل التحالف الحكومي الحاكم أضعفت هذا الائتلاف الذي يقوده اليمين والذي شلته نزاعات داخلية.

وترجح استطلاعات الرأي فوز الاشتراكيين الديموقراطيين في الاقتراع، لكنهم لن يكونوا قادرين على الفوز بأغلبية تسمح لهم بالحكم بمفردهم.

وفي شوارع زغرب وسبليت واوسييك، يتوقع الكرواتيون أسابيع طويلة من المشاورات لمعرفة من سيكون رئيس الحكومة المقبل، يمين أو الزعيم اندريه بلينكوفيتش، ولا يستبعد المحللون احتمال تنظيم انتخابات جديدة بعد أشهر.

وقال المحلل السياسي المستقل زاركو بوهوفسكي أن الحزب «الاشتراكي الديموقراطي» في موقع يسمح له بالفوز لكن بدون أغلبية مطلقة.

موقع افضل

لكن الاتحاد الديموقراطي الكرواتي الذي يعوّل على خط الوسطي بلينكوفيتش، يبدو في موقع أفضل لتأمين حلفاء وخصوصاً حركة «الجسر» (موست) المحافظة، ثالث قوة سياسية في البلاد قريبة من الكنيسة التي يبقى تأثيرها كبيراً في بلد يشكل الكاثوليك 90 بالمئة من سكانه.

ويبدو أن بلينكوفيتش يعوّل على الأقليات الممثلة بثمانية نواب في البرلمان بينهم ثلاثة للصرب.

وتجري هذه الانتخابات بينما تشهد العلاقات بين كرواتيا وصربيا المجاورة منذ أشهر توتراً غير مسبوق منذ حروب تسعينات القرن الماضي في البلقان.

وكان القضاء الصربي حكم بالسجن على «جاسوس» يحمل جنسيتي البلدين كان يعمل لحساب كرواتيا، كما ذكرت صحف بلغراد، لكن زغرب نفت ذلك، وفي الوقت نفسه، لا يفوّت المسؤولون الصرب مناسبة بدون التعبير عن قلقهم من «صعود النازية» في كرواتيا المجاورة، على حد قولهم.

ووعد اندريه بلينكوفيتش (46 عاماً) بالابتعاد عن الشعبوية والمواقف الاستفزازية التي عبر عنها سلفة كاراماركو، لكن المحافظين المتشددين في حزبه يراقبونه بحذر شديد وهو يحاول فرض خطه الوسطي.

أما خصمه زوران ميلانوفيتش (49 عاماً) فيشدد على تجربته ويؤكد أنه سيشكل «حكومة تقدم وتسامح».

لكن هذا لا يمنعه من مهاجمة الصرب وخصوصاً رئيس الوزراء الكسندر فوسيتش وماضيه القومي المتشدد كمساعد لفويسلاف شيشيلي وسلوبودان ميلوشيفيتش اللذين يثيران خوف الكروات.

ويعاني ميلانوفيتش من نقطة ضعف أخرى هي الإصلاحات التي بدأها عندما كان يقود بلداً يُعاني فيه 13 بالمئة من قوة العمل وواحد من كل ثلاثة شبان من البطالة.

وخرجت كرواتيا في 2015 من انكماش استمر ست سنوات.