كان د. محمد العدل صاحب أولى الخطوات نحو تحقيق وكالة لإدارة أعمال النجوم. تحدث عن تجربته في هذا المجال قائلاً: «كانت الفكرة حينها جديدة على الوسط الفني، إذ اخترنا بعناية مجموعة كبيرة من الفنانين المغمورين ليصبحوا نجوماً لاحقاً». لكن المشروع واجه مشكلة، من ثم تعثّر، لأن العدل كان منتجاً في الوقت نفسه ولم يتسع له الوقت لاستكمال المشروع.

من جانبه، قال المنتج عمرو قورة، مؤسس «كرييتيف آراب تالنت»، إن الاختلاف بين فكرته وتجربة العدل هو أن وكالته تهتم بتقديم مجموعة من النجوم الحاضرين فعلاً والمعروفين، وهي خطوة جيدة لمسايرة التطور العالمي في هذا المجال، مشيراً إلى أنه كمنتج يتمنى أن تسير الأمور في الوسط الفني باحتراف، وأكّد أن رؤية الشركة نابعة من التجارب العالمية الناجحة أي أنها ليست مبتكرة أو جديدة، وأن ثمة من حاولوا سابقاً تنفيذ الفكرة في مصر، لكن جمعهم بين الإنتاج وإدارة الشؤون الفنية حال دون استمرار نجاحها.

Ad

قورة أوضح أنه يسعى إلى تطبيق الفكرة في محاولة لوضع نظام مغاير للسائد في السوق المصري. كذلك أشار إلى أنه من خلال دراسة السوق خارجياً لاحظ أن لهذه الوكالات القدرة على التحكم في محتوى العمل الفني.

وأضاف أن هدف الشركة الأساسي كان ضمّ مجموعة متميزة من ممثلين ومخرجين ومؤلفين وموزعين، وتنظيم العلاقة بين المخرج والمنتج لتضمن الوكالة للفنان حقه من جهة وللمنتج التزام الفنان من جهة أخرى، لا سيما أن الفكرة لا تنحصر بإدارة أعمال النجوم، بل هي محاولة لإدارة المنظومة الفنية ككل، مشيراً إلى أن خطوات الوكالة بدأت تؤتي ثمارها في مراحلها الأولى من خلال موسم رمضان الماضي.

عثرات ونجاحات

أما عن المشاكل والعثرات، فأوضح أنه واجه عقبتين في البداية، تمثّلت الأولى في إقناع النجم بالانضمام إلى الوكالة بوصفها فكرة جديدة والثقة في من يديرونها، والثانية في المنتجين والطريقة التي يتعاملون بها ودخول فكرة الوسيط. لكن مع الوقت وانتشار الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ المنتجون يقتنعون بالفكرة.

وذكر قورة أن للوكالة مكتبين أحدهم في أبو ظبي والآخر في لوس أنجليس، معتبراً مكتبه الأخير بوابة العبور إلى العالم الخارجي خصوصاً هوليوود، حيث ثمة مواهب مصرية كثيرة لا بد من عرضها ومحاولة إظهارها، فضلاً عن ضرورة نقل وتسويق المؤلفات والفنانين المصريين إلى الخارج وتسليط الضوء على الفن المصري من خلال الحضور في المهرجانات بصبغتنا المصرية، ما يسلط الضوء علينا وعلى نجومنا.

أما مكتب أبو ظبي، قال قورة، {فهو بوابتنا في الخليج العربي، نظراً إلى توافر الإمكانات المادية في مقابل القصور في المواهب، لذا نسد احتياجاتهم من النجوم في الأعمال الفنية}.

حول نشاط الوكالة، ذكر الناقد طارق الشناوي إن الفكرة منتشرة في العالم منذ فترة بعيدة، موضحاً أننا في مصر تأخرنا كثيراً، و»من المفترض أن يكون هدف الفنان بالتعاون مع الوكالة التخطيط للمستقبل على المدى البعيد. لكن للأسف، لن يقتنع الفنانون المصريون بهذا الأسلوب، وإن حدث خلل في الأجر سيفضلون مصلحتهم الشخصية».

بدوره، أشار الناقد إيهاب التركي إلى أن الوكالة سيصبح لها دور مهم في إصلاح القصور لدينا، فمن خلالها نستطيع أن نعبر الحدود ونعرض منتجاتنا الفنية على العالم الخارجي ونتواصل معه، وبهذه الخطوة نكمل ما نقوم به من أعمال في مصر.

في السياق نفسه، أوضح الفنان أحمد حاتم أن إنشاء وكالة لإدارة أعمال الفنانين إحدى الأفكار الممتازة التي تأخرت كثيراً عن الفن المصري، لأنها تحلّ للفنان مشكلات كثيرة مثل ضبط المواعيد والتعاقدات. وعن عمله الشخصي، صرّح بأن له وكيل أعمال منذ خمس سنوات، لكنه وكيل فردي لا شركة. وتوقع النجاح لفكرة وكالات إدارة أعمال النجوم في مصر، نظراً إلى حاجة الفنانين المصريين إليها.