في هجوم هو الأكثر دموية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، منذ استعادتها من قبل القوات الحكومية، قتل 71 شخصا وأصيب عشرات في تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش، واستهدف مركزا للتجنيد تابعا للجيش أمس.

واستهدف الانتحاري، الذي كان يقود سيارة مفخخة، تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش، داخل مدرسة تستخدم للتجنيد في شمال المدينة الساحلية.

Ad

وأفاد شهود بأن غالبية المجندين كانوا موجودين في باحة المدرسة، عندما تمكن الانتحاري من التسلل بسيارته خلف شاحنة صغيرة مخصصة للتموين دخلت إلى المدرسة.

وأضاف شهود ومصادر أمنية أن التفجير أدى إلى انهيار سقف إحدى غرف المدرسة، حيث كان يتواجد عدد من المجندين.

وأشارت منظمة "أطباء بلا حدود"، عبر "تويتر"، إلى ان مستشفاها استقبل 60 جريحا.

وتبنى تنظيم داعش، عبر وكالة "أعماق" التابعة له، الهجوم، قائلا: كانت "عملية استشهادية لمقاتل من الدولة، استهدفت مركزا للتجنيد في مدينة عدن".

وخلال الأشهر الماضية، شهدت المدينة التي اعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة إثر سيطرة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي صالح على صنعاء، هجمات وتفجيرات تبنت معظمها تنظيمات كـ"القاعدة" و"داعش".

وتمكنت القوات الحكومية المدعومة من التحالف من استعادة السيطرة على عدن وأربع محافظات جنوبية أخرى، في صيف 2015، إلا أن الحكومة تواجه صعوبات منذ ذلك التاريخ في بسط الأمن في ثاني كبرى مدن اليمن، في ظل تنامي نفوذ الجماعات المسلحة.

وفد بغداد

إلى ذلك، يقوم وفد من جماعة "أنصار الله" الحوثية بزيارة لبغداد هي الأولى من نوعها وبعدها بيروت، ثم يتوجه إلى طهران.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس، وصول الوفد إلى بغداد في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام. وأبلغ رئيس الوفد محمد عبدالسلام بأن الزيارة تتم بناء على ما سماه بـ"التنسيق مع القيادة العراقية، وأنه والوفد المرافق له سيلتقون وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري ورؤساء الكتل الرئيسية في البرلمان وعدد من المسؤولين الحكوميين".

وأضاف أن الزيارة تهدف إلى حشد الدعم لـ"المجلس السياسي" الذي أنشأته الجماعة مع حزب "المؤتمر الشعبي" (جناح صالح)، وبهدف الضغط لوقف الحرب الدائرة في البلاد.

وأوضح عبدالسلام أن الوفد يضم ممثلي الجماعة في مشاورات السلام التي جرت مؤخرا في الكويت، وهم نائب رئيس الوفد المفاوض بمشاورات الكويت، مهدي المشاط، وهو مدير مكتب زعيم الجماعة المتمردة عبدالملك الحوثي، إضافة إلى النائب يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم الجماعة.

وفي وقت سابق، أعلن "المجلس السياسي"، المشكل بالمناصفة بين الحوثيين واتباع صالح، عقب اجتماع لهم بصنعاء أمس الأول، استعداده لاستئناف الحوار مع الحكومة اليمنية، شريطة أن تتوقف غارات التحالف.

مقتل أطفال

من جهة أخرى، قتل ثلاثة أطفال وأصيب تسعة أشخاص في قصف مصدره الأراضي اليمنية طال مناطق عدة في جنوب السعودية مساء أمس الأول.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية أمس عن المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة نجران، قوله إن "سقوط مقذوف من الأراضي اليمنية على منزل مواطن، نتج عنه وفاة طفلتين"، وإصابة خمسة أشخاص من العائلة نفسها.

وفي حادث آخر، قتل طفل في الحادية عشرة في سقوط مقذوف على منزل سعودي في نجران، وأدى لإصابة والدته. وفي محافظة الطوال بمنطقة جازان، أصيب طفل وامرأتان سعودية واثيوبية، في حادث مماثل.

إعادة الإعمار

من جهة ثانية، دشن رئيس الوزراء أحمد بن دغر، ومعه الامين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، أمس، في الرياض، ورشة عمل خاصة لإعادة الاعمار، بمشاركة البنك الدولي، والصناديق التنموية ومنظمات المجتمع المدني، إضافة الى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والمؤسسات التمويلية الإقليمية والدولية.

وقال رئيس الوزراء، خلال كلمة له، إن "المهمة الأكثر الحاحا أمامنا هي هزيمة الانقلاب واستعادة الدولة، وبسط نفوذها على كل أرجاء البلاد ونزع سلاح الميليشيات، وانسحابها، وعودة الشرعية كشرط واجب ولازم لتحقيق السلام، ولا سلام ولا أمن قبل الانسحاب وتسليم السلاح وعودة الشرعية".

في السياق، عززت الإمارات دعمها للقطاعات الخدمية في المحافظات المحررة، بإنجاز ثلاثة مشروعات ضمن حزمة مساعدات تعهدت بها.

وسلمت هيئة الهلال الأحمر السلطات اليمنية طريقا دوليا في محافظة حضرموت بطول 15 كيلومترا، والدفعة الخامسة من السيارات لقوات الأمن العام، إضافة إلى افتتاح ثلاث مدارس في محافظة الضالع.

على صعيد آخر، اتهم المتحدث باسم المقاومة الشعبية في محافظة الجوف عبدالله الأشرف عناصر الميليشيات المتمردة بانتحال صفة هيئة "الصليب الأحمر" الدولية في هجماتهم ضد الجيش والمقاومة.