للمرة الثانية خلال أسبوع، طالب مساعد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لشؤون التراث والسياحة والصناعات اليدوية مسعود سلطاني، أمس الأول، في حديثه مع بعض الصحافيين في مدينة كرمان بإلغاء تأشيرات السفر بين إيران والعراق.

وفي مؤتمر صحافي سابقٍ عقَده الخميس الماضي بمناسبة أسبوع الدولة في قصر نياوران بطهران، نادى سلطاني بإلغاء هذه التأشيرات، وقبله طلب رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، خلال استقباله الأسبوع الماضي في طهران نظيره العراقي سليم الجبوري، الإسراع في تنفيذ مشروع إلغاء تأشيرات السفر.

Ad

وكانت السلطات العراقية تقوم عادة بإلغاء تأشيرات الدخول للإيرانيين بصورة مؤقتة، ولنحو شهر واحد فقط، بسبب الازدحام الشديد لأكثر من مليون ونصف المليون إيراني على الحدود مع العراق، كل عام، من جهة واحدة، ولكن منذ نحو السنتين، وبعد تسلم حيدر العبادي رئاسة الحكومة، أصرت السلطات على أن جميع الإيرانيين يجب عليهم الحصول على تأشيرات دخول، حتى لو أرادوا زيارة العتبات المقدسة في المناسبات الدينية، كي يمكن ضبط دخول وخروج الإيرانيين إلى العراق لأغراض أمنية.

شروط العبادي

وأصر العبادي على أنه إذا كان من المقرر إلغاء التأشيرات فيجب إلغاؤها بناء على اتفاقية مشتركة من قبل الجانبين. وحسب قانون تم إقراره في الحكومة الإيرانية منذ نحو ستة أشهر فإن أتباع أكثر من 180 بلداً من بينها العراق يمكنهم الدخول المؤقت إلى إيران من دون الحصول على تأشيرة مسبقة، ويتم إعطاؤهم تأشيرات دخول لمدة شهر قابلة للتمديد لمدة ثلاثة أشهر في المطارات الدولية.

وعليه فإن السلطات الإيرانية تعتبر أنها قامت رسمياً بإلغاء تأشيرات الدخول للعراقيين إلى إيران، وتطالب السلطات العراقية باتخاذ خطوة مقابلة.

ويستطيع الإيرانيون السفر إلى إقليم كردستان العراق من دون الحصول على تأشيرة دخول من السفارة العراقية في طهران، حيث يتم إعطاؤهم تأشيرة دخول مؤقتة تخولهم التجول في إقليم كردستان فقط عند المعابر الحدودية بين إيران والإقليم، ويصر الإيرانيون على أن تقوم السلطات العراقية بإصدار هذه التأشيرات عند جميع المعابر الحدودية والمطارات، ويكون بإمكان الإيرانيين التجول في كل الأراضي العراقية.

أصول عراقية

يذكر أن عدداً كبيراً من ذوي المناصب العليا في إيران مثل علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي، وصادق عاملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية، وعلي أكبر صالحي مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية، وهاشمي شاهرودي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة المرشح لخلف قائد الثورة، ومحمد نهاونديان رئيس مكتب رئيس الجمهورية، وعباس عراقشي كبير مساعدي وزير الخارجية وسلطاني فر نفسه، إضافة إلى عدد كبير من الوزراء الفعليين والسابقين ونواب المجلس ومستشاري ومساعدي رئيس الجمهورية، وكبار تجار البازار في إيران هم من جذور إيرانية - عراقية يسمونهم في إيران بالمعاودين، أي الإيرانيين الذين هاجر أجدادهم إلى العراق وحصلوا على الهوية العراقية، ومن ثم قام صدام حسين بإخراجهم من العراق ورجعوا إلى إيران مطالبين بالرجوع إلى أصولهم الإيرانية، وهؤلاء هم من أكثر الشخصيات الإيرانية إصراراً على وجوب فتح الحدود بين إيران والعراق.

تأشيرات مصرية

في المقابل، استضافت لجنة العلاقات الخارجية النيابية في البرلمان العراقي، أمس، السفير المصري أحمد درويش لمناقشة عدم منح تأشيرة الدخول "الفيزا" للعراقيين الراغبين بزيارة مصر اسوة بدول الجوار، إضافة إلى عقد مؤتمرات مشتركة لمواجهة فكر "داعش" وفتح أبواب الاستثمار بين العراق ومصر.

إقالة زيباري

على صعيد آخر، أعلن "ائتلاف متحدون"، أنه لن يصوت على إقالة وزير المالية هوشيار زيباري في حال طرح سحب الثقة عنه خلال جلسة البرلمان المقبلة.

وقال النائب عن الائتلاف خالد المفرجي، إن، الائتلاف "يؤيد الاستجوابات لكن بعض هذه الاستجوابات تبتعد عن المهنية، وهذا ما حصل في قضية وزيري الدفاع والمالية"، مبيناً أن "بعض النواب تركوا ملفات تخص وزراء ومديرين عامين ومستشارين عليها شبهات فساد وذهبوا نحو وزراء وجودهم في الحكومة الاتحادية مهم وله تأثير كبير على أدائها".

وأضاف المفرجي أن "هناك ترابطاً بين عمليات الاستجوابات وحجب الثقة عن وزراء الحكومة الحالية والصراعات السياسية"، مؤكداً أن "ذلك سيؤثر على مجرى العملية السياسية".

تحرير الخالدية

ميدانيا، قال الأمين العام لمنظمة بدر القيادي في الحشد الشعبي، هادي العامري، إن عدد قتلى "داعش" خلال عملية تحرير جزيرة الخالدية بلغ أكثر من 1250، مبينا أن "هذه العملية جاءت ثأرا لشهداء تفجير الكرادة".

وأضاف العامري أن "الحشد الشعبي تمكن من اعتقال عدد من عناصر التنظيم الإرهابي"، مشيرا الى أن "هؤلاء اعترفوا على قيادات كبيرة بالتنظيم بينهم هاربون من سجن أبو غريب".