في اليوم الرابع من عملية "درع الفرات"، أرسلت تركيا، أمس، ست دبابات إضافية إلى سورية، ووجهت ضربات جوية إلى جنوب بلدة جرابلس التي واصل مقاتلو الجيش الحر إزالة ألغام زرعها تنظيم "داعش"، قبل أن يطرد منها في إطار الهجوم التركي الهادف لتطهير الحدود منه ووقف تقدم المجموعات الكردية المسلحة.

ومع دخول الدبابات الست من قرية كركميش على الحدود السورية، فإنه بات لدى الجيش 50 دبابة و380 جندياً منذ انطلاق "درع الفرات" يوم الأربعاء الماضي، بحسب صحيفة "حرييت".

Ad

ووفق وكالة أنباء "الأناضول" شبه الحكومية فإن مسلحي الجيش الحر يواصلون تدمير متفجرات زرعها "داعش" في جرابلس، مشيرة إلى إبطال مفعول 20 عبوة في يوم الجمعة فقط.

وفي حين أكدت "حرييت" أن القوات المسلحة التركية تلقت أوامر بـ"الضرب الفوري" في حال تحرك وحدات حماية الشعب الكردي، التي تعتبرها أنقرة وجناحها السياسي حزب "الاتحاد الديمقراطي" منظمتين إرهابيتين، باتجاه جرابلس، أوضحت محطات "إن.تي.في" و"سي.إن.إن ترك" أن طائرات تركية دمرت، أمس، مستودع ذخيرة جنوبي بلدة جرابلس، بالتزامن مع بدء تجهيز معبر كركميش على الحدود السورية للعمل التجاري، بحسب قناة "تي آر تي" التركية.

قصف «قسد»

إلى ذلك، اتهم المجلس العسكري لجرابلس، الموالي لقوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً، الطائرات التركية بقصف منازل مدنيين ومواقع واقعة تحت سيطرته في قرية العمارنة جنوب جرابلس، واصفاً ذلك بأنه "تصعيد خطير يهدد مصير المنطقة".

وبينما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان استهداف الطائرات التركية تل العمارنة، التي استولت عليها "قسد" قبل أيام، أعلنت الكتائب المشاركة في "درع الفرات" سيطرتها على قريتي حمير العجاج وتل شعير، غرب جرابلس، فيما سيطرت فصائل غرفة عمليات "حوار كلس" بقيادة "الجبهة الشامية" على قريتي ثليجة غربي والهضبات شرق بلدة الراعي، التي فشل تنظيم "داعش" في دخولها مجدداً في عملية تسلل في ساعات الفجر الأولى.

قصف البراميل

في السياق، قتل 15 على الأقل، أمس، وأصيب عدد كبير جراء سقوط برميلين متفجرين بفاصل دقائق بينهما على حي المعادي الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، بحسب المرصد، الذي أوضح أن النظام "استهدف خيمة عزاء على أطراف حي النيرب، وبعد تجمع الناس والمسعفين سقط برميل متفجر ثان".

كيري ولافروف

سياسياً، فشلت الولايات المتحدة وروسيا في التوصل لاتفاق بشأن التعاون العسكري ووقف العمليات القتالية في سورية، ولكنهما قالتا إن أمامها قضايا قليلة "محدودة" يتعين حلها قبل إمكان الإعلان عن التوصل لاتفاق.

وبعد محادثات متقطعة استمرت أكثر من تسع ساعات في جنيف، أمس الأول، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك، إن فريقين من الجانبين سيحاولان بحث التفاصيل النهائية في الأيام المقبلة في جنيف.

وقال كيري إن الجانبين "حققا وضوحا بشأن الطريق إلى الأمام" وإن معظم الخطوات نحو تجديد هدنة وخطة إنسانية تم التوصل إليهما في فبراير استُكملت خلال المحادثات، مضيفاً: "لا نريد اتفاقاً من أجل الاتفاق. نريد إنجاز شيء فعال يفيد الشعب السوري ويجعل المنطقة أكثر استقرارا وأمنا ويأتي بنا إلى الطاولة هنا في جنيف لإيجاد حل سياسي".

تحديد الجماعات

وقال لافروف: "لا بد من تحديد الجماعات التي تمثل جزءا من اتفاق وقف العمليات القتالية بشكل قاطع"، ورد كيري: "لقد استكملنا الغالبية العظمى من تلك المباحثات الفنية التي ركزت بشكل أساسي على جعل هذه الهدنة حقيقة وتحسين المساعدات الإنسانية، ومن ثم جعل الأطراف تجلس على الطاولة حتى نستطيع أن نجري مفاوضات جادة بشأن كيفية إنهاء هذه الحرب".

وذكر كل من كيري ولافروف أن هناك بضع مسائل لا بد من الانتهاء منها قبل إمكان التوصل لاتفاق، وحذرا من إمكان انهيار الاتفاق ما لم يتم سريان "فترة تهدئة" قبل إمكان تنفيذه.

مسائل محدودة

وقال كيري: "لدينا بضع مسائل محدودة يتعين حلها. وفي الأيام المقبلة سيلتقي خبراؤنا هنا في جنيف للانتهاء من القضايا الفنية البسيطة المتبقية، وللتحرك قدما للأمم لاتخاذ خطوات لبناء الثقة للتغلب على انعدام الثقة بشكل عميق بين كل الأطراف".

وإذ اعتبر كيري أن النظام السوري "فرض استسلام" داريا في تناقض مع اتفاق فبراير لوقف العمليات القتالية، أكد لافروف أن هذا الاتفاق المحلي "مثال" لا بد من "تكراره".

إخلاء داريا

ومع وصول أول دفعة من المقاتلين وعائلاتهم المهجرين من داريا بغوطة دمشق الغربية إلى مدينة إدلب، خرجت أمس حافلات تحمل الدفعة الثانية من المسلحين والمدنيين بموجب الاتفاق على إخلاء المنطقة المحاصرة من قبل القوات الحكومية منذ مدة أربع سنوات.

وأكد المرصد وصول ست حافلات إضافة لعدد من سيارات الإسعاف التي تحمل الجرحى والحالات المرضية، وذلك ضمن الدفعة الاولى من عملية "التهجير"، موضحاً أن العملية استكملت، أمس، وخرجت حافلات جديدة من داريا على أن تستمر خلال الأيام الثلاثة المقبلة عملية خروج المسلحين والمدنيين.