سجلت مؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأسبوع الماضي، وكمحصلة أسبوعية، خسائر متفاوتة على أغلبها، وكان أفضلها أداء مؤشر سوق أبوظبي، الذي استقر دون تغير ملحوظ، بعد أن سجل ارتفاعا بـ 1.3 نقطة فقط.

وكانت الخسائر الأكبر من نصيب السوق السعودي، الأكبر عربيا، بعد أن فقد مؤشر «تاسي» 4 في المئة، كاسرا مستوى 6 آلاف نقطة للمرة الأولى منذ 6 أشهر.

Ad

وكانت خسائر مؤشر سوق دبي كبيرة كذلك، لكنها أقل من «السعودي» نسبيا، حيث بلغت 2.2 في المئة، تلاه مؤشر سوق قطر، بخسارة 1.6 في المئة، ومسقط 1.2 في المئة، وتراجع مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية «السعري» بنسبة 0.8 في المئة، ومال مؤشر سوق المنامة للاستقرار على خسارة محدودة بعُشري نقطة مئوية فقط.

مؤشر السوق السعودي وحركة النفط

سجل مؤشر السوق السعودي أكبر خسارة أسبوعية له منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن خسر مستواه النفسي المهم 6 آلاف نقطة، والذي بقي متربعا عليه لأكثر من ستة أشهر ماضية، وكان قد فقده في بداية العام الحالي، مع تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها، حين بلغ حينها الخام الأميركي 27 دولارا، وأبى في آخر جلسات الأسبوع إلا أن يزور مستوى 5 آلاف مرة أخرى، ويتراجع إلى مستوى 5976.89 نقطة، خاسرا 4 في المئة، تعادل 250.14 نقطة.

وكان ضغط أسعار النفط مستمرا على نفسيات متعاملي السوق، حيث ضعفت الأسعار منتصف الأسبوع، خصوصا خلال جلسة الخميس، بعد بيانات أميركية سلبية خاصة بالمخزون الأميركي، الذي ارتفع بوتيرة أكبر من المتوقع، ليضغط على الأسعار، ويطيح مؤشرات السوق السعودي مرة جديدة، لتخسر هذه المرة 4 في المئة، والعيون تترقب تصريحات وزراء النفط حول اجتماع «أوبك» القادم في سبتمبر بالجزائر، لعلها تعيد للنفط بعض بريقه، ويجتمع مصدرو النفط على كلمة سواء، ويوقفون زيادة المعروض، التي تهدد الآمال بارتفاع الأسعار إلى ما يساعد الدول المصدرة والمعتمدة على النفط بخفض العجوزات في موازناتها المالية لهذا العام.

مؤشرا «قطر» و»دبي» هما الأفضل أداء خلال فترة الصيف الحالية ومنذ انتهاء شهر رمضان المبارك، ويقدمان أداء إيجابيا مميزا، السوق الأول بانتظار أخبار سعيدة، بانضمامه لمؤشر أسواق ناشئة جديدة، هو «اف تي اس اي»، وهو ما دعم أداءه طيلة اسبوعين، وحان وقت جني الأرباح، واكبه تذبذب حاد في أسعار النفط والطاقة إجمالا، ليخسر بنهاية الأسبوع الماضي 1.6 في المئة، وهي أكبر خسائره منذ شهر، حيث حذف 185.58 نقطة، ليقفل على مستوى 11134.81 نقطة، وبقي متمسكا بمستوى 11 ألف نقطة.

وتراجع مؤشر سوق دبي المالي، بعد حركة أفقية على مؤشرات الأسواق العالمية، وخاصة الأميركية، ومؤشر داو جونز، الذي قلص كثيرا من حدة تغيراته اليومية، وأصبح يرتبط إلى حد ما بحركة أسعار النفط والبيانات الاقتصادية الأميركية، منتظرا حديث يلين بنهاية الأسبوع، لمعرفة توجهات صُناع السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة، وما ستطرحه بشأن سعر الفائدة، الذي يحبس أنفاس متعاملي الأسواق العالمية، ويؤثر في مستوى قراراتهم.

ومؤشر سوق دبي مرتبط بشكل أكبر من غيره بأداء الأسواق المالية العالمية، حيث إنه مؤشر مدرج ضمن الأسواق الناشئة وسوق مالي واعد والأكبر جذبا خليجيا للاستثمارات الأجنبية، حيث يقيم أكبر عدد من المؤسسات والأفراد الغربيين في المنطقة.

مسقط والمنامة وخسائر جديدة

تراجع مؤشرا سوقي مسقط والمنامة، وهما الدولتان الخليجيتان الأقل إنتاجا للنفط، والأدنى سيولة بين مؤشرات الأسواق المالية الخليجية في دول مجلس التعاون، حيث تراجع مؤشر سوق مسقط بنسبة 1.2 في المئة، متخليا عن تطلعاته، باجتياز مستوى 6 آلاف نقطة، ومتراجعا إلى مستوى 5823.06 نقطة، في حين كانت خسارة مؤشر المنامة أقل بكثير بعُشري نقطة مئوية فقط، تعادل 2.63 نقطة، ليقفل على مستوى 1146.37 نقطة.

استقرار سيولة السوق الكويتي

تساوت تقريبا خسائر مؤشرات سوق الكويت للأوراق المالية الرئيسة، وفقدت ما يقارب من 0.8 في المئة، بعد أن حذف المؤشر السعري 42.97 نقطة، ليقفل على مستوى 5428.91 نقطة، فيما تراجع «الوزني» 2.81 نقطة، ليقفل على مستوى 348.37 نقطة، وأقفل مؤشر كويت 15 على مستوى 808.96 نقاط، بعد أن أطاح 7.25 نقاط.

وتراجعت حركة التداولات، وكانت الأكبر خسارة في عدد الصفقات وكمية النشاط بنسبة زادت على الربع، في حين تراجعت السيولة قياسا على مستويات الأسبوع الماضي بنسبة 11 في المئة.

وكان هناك تحول تدريجي إلى الأسهم القيادية، بعد أن تراجع نشاط الكتل الاستثمارية، التي قادت السوق، مثل: المدينة والاستثمارات الوطنية وإيفا.

وبرزت ضمن الأسهم الخمسة الأكثر نشاطا، أسهم قيادية في اكثر من جلسة، بل سيطرت على المراكز الخمسة الافضل نشاطا في إحدى الجلسات، معوضة تراجع نشاط اسهم صغيرة كانت محل مضاربات يومية، بعد انتهاء إعلانات نتائج بعض الاسهم التي تأخرت لما بعد انتهاء فترة الإفصاح عن بيانات الربع الأول، وتوقفت عدة جلسات لتعود، لكن بهدوء أقل مما كان متوقعا، عدا سهم المال، الذي تصدر النشاط، بمجرد عودته للتداول.

واستقر مؤشر سوق أبوظبي دون تغير يذكر، عدا 1.38 نقطة، ليبقى على مستواه السابق على مستوى 4519.83 نقطة، منتظرا أداء افضل من أسعار النفط التي تحركه أكثر من حركة الأسواق المالية العالمية.