"تمخض الجبل فولد فأرا"؛ قول مأثور ينطبق تماماً على اللجنة الأولمبية الكويتية، حينما ترد على كتب الهيئة العامة للرياضة، إذ إن هذه الردود لا علاقة لها بالواقع من قريب أو بعيد، وتعد أشبه بالمسرحية الهزلية!

فاللجنة الأولمبية لم تجد في مجمل ردها على كتاب الهيئة العامة للرياضة الذي طلبت فيه الأخيرة الحصول على الاستيراتيجية الخاصة خلال السنوات الخمس الماضية والمقبلة للجنة، غير التحجج بتعليق النشاط على المستوى الخارجي، وعدم تسلمها الدعم الحكومي منذ أكثر من عام، مما يصعب من مهمتها في وضع استراتيجية!

Ad

حدث العاقل بما يعقل

وكما يقولون "حدث العاقل بما يُعقل"، فرد اللجنة الأولمبية على الكتاب الذي تسلمته من الهيئة بتاريخ 11 مايو المنصرم، جاء في 16 يوليو الماضي، أي عقب مرور 65 يوماً، وهذه المدة كانت كفيلة بوضع إستراتيجية نموذجية، لو كان هناك أصلاً عمل مؤسسي ممنهج.

لكن الرد رغم سخافته وغرابته إلا أنه يؤكد على أمر في غاية الأهمية، يتمثل في عمل اللجنة الأولمبية بعيداً عن الأنظمة التي تتبعها اللجان الأولمبية الأهلية، سواء في الدول الخليجية أو العربية أو الدولية، فهؤلاء يضعون الاستراتيجيات ويخططون بدقة وينفذون بعناية فائقة، في مقابل عشوائية طاغية تعمل بها لجنتنا الموقرة بطريقة "حي على الكفاح"، وتتبع طرق لعب السكة، الذي لا يعتمد على استراتيجية أو خطة معينة!

ولأنها اعتادت على تعليق فشلها وعملها العشوائي على الآخرين وأي أسباب أخرى، كان من البديهي أن تؤكد اللجنة أن تعليق النشاط وعدم استلام الدعم لا يجعلها قادرة على وضع استراتيجية لمدة خمس سنوات قادمة، ولا نعلم ما علاقة تعليق النشاط وعدم تسلم الدعم الحكومي بوضع استراتيجية قد تنفذ أو لا؟ ولو افترضنا جدلا صحة ادعائها، وهو أمر، فأين الاستراتيجية الخاصة بالسنوات الخمس الماضية؟ فمن المؤكد أنها استلمت الدعم الحكومي خلال هذه السنوات، وحتى لا يتخذ القائمون على اللجنة من تعليق النشاط السابق حجة، فإن تعليق النشاط الأول كان في الأول من يناير عام 2010!

كتاب «الهيئة» للجنة الأولمبية

... ورد اللجنة الأولمبية

الرماية مثال يحتذى

باختصار شديد، اللجنة الأولمبية تعلم تماما من أين تؤكل الكتف، ليس من وضع استراتيجية والتخطيط والتنفيذ وغيره، ولكن من خلال إيجاد مبررات واهية وحجج غير منطقية تثير بها الشفقة على مسؤوليها.

المضحك المبكي أنه لم يمر وقت طويل على محاولة رئيس اللجنة الشيخ طلال الفهد خطف إنجاز الراميين فهيد الديحاني وعبدالله الطرقي في أولمبياد ريو 2016 ونسبه إلى لجنته الموقرة، وهو أمر متكرر ولا غرابة فيه، وذلك على الرغم من أن كتابه الموجه للهيئة والممهور بتوقيع أمين السر العام عبيد العنزي يؤكد أن الأولمبية لا تخطط ولا تضع استراتيجية سواء في الماضي أو حتى المستقبل، ومع ذلك يتحدث طلال وغيره من العاملين معه في اللجنة عن هذه الإنجازات وكأنهم أصحابها والمتسببون فيها بشكل مباشر، على الرغم من شنهم حرباً بلا هوادة على نادي الرماية، الذي يعد مثالاً يحتذى في العمل الجاد الدؤوب، لذلك كان من البديهي أن تظفر الرماية بأربع ميداليات أولمبية ثلاثة منها لفهيد الديحاني والرابعة لعبدالله الطرقي الرشيدي، هذا غير إنجازاتها في البطولات العالمية والقارية والإقليمية والرماة.